اخر الاخبارمحليات

البشير قدم قبل 20 عاما عرضا لتسليم بن لادن للسعودية لكنه وضع شرطا محرجا لها


نكأ رئيس استخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل، جراح هجمات 11 سبتمبر بنيويورك بكشفه رفض المملكة عام 1996عرضا مشروطا من رئيس السودان السابق بتسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

إقرأ المزيد
الأمير تركي الفيصل يكشف سبب رمي جثة بن لادن في البحر
وكشف الفيصل لأول مرة تفاصيل العرض الذي تقدم به الرئيس السوداني المعزول عمر البشیر قبل أكثر من 20 عاما، بشأن تسليم زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن للمملكة بشرط عدم محاكمته.

وقال الفيصل خلال لقائه في برنامج “الذاكرة السياسية” على قناة “العربية”، إن: “الرئيس البشير جاء في زيارة للمملكة بداية عام 1996 إما للحج أو للعمرة، والتقى الملك عبد الله الذي كان وقتها وليا للعهد”، مشيرا إلى أنه عرض عليه وقتها التعاون واستعداد بلاده لتسليم بن لادن، الأمر الذي وافق عليه ولي العهد ورحّب به بشدة”.

وفي حينها استبشر ولي العهد بذلك وقال “أهلا وسهلا يرجع لبلده وإلى آخره”.

وأضاف: لكن “البشير التفت إليه واشترط على الأمير عبد الله وقتها عدم محاكمة بن لادن، ما دفعه لرفض العرض.. قائلا: “ما عندنا أحد فوق القانون.. والشريعة تطبق على الجميع حتى على الملك كما تطبق على المواطن العادي فليرجع ونحن نضمن له حكما عادلا من الشرع” الأمر الذي حدا بالسودانيين لإقفال هذا الموضوع وعدم التطرق إليه لاحقا.

وحول هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة، على برجي التجارة العالمية في نيويورك قال الأمير تركي: “أول من خطر على بالي أن يكونوا مسؤولين عن هذا الحدث أنهم مجموعة من الصرب لأن أمريكا تدخلت في الحرب الأهلية في البوسنة ثم في كوسوفو وأجبرت الصرب على التراجع عن همجيتهم ضد المسلمين في المكانين في البوسنة وفي كوسوفو”، حسب قوله.

وكشف رئيس استخبارات السعودية الأسبق أنه عرض على الملا عمر، زعيم حركة طالبان أفغانستان، تشكيل لجنة مشتركة بين العلماء الأفغان والسعوديين، في محاولة لإقناعه بتسليم بن لادن للسعودية.

وتابع: “في عام 1998 تفجرت السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام وكانت تحمل بصمات بن لادن”.

ولفت إلى أنه في لقاء آخر مع الملا عمر قرر الأخير عدم تشكيل اللجنة المشتركة، فما كان من تركي الفيصل إلا أن حذره من أن ذلك سيضر بأفغانستان، وقطعت بعدها السعودية علاقاتها مع أفغانستان إلى حين انهيار نظام طالبان، عقب غزو الأمريكيين لكابل، انتقاما من هجمات 11 سبتمبر ولاحقت بن لادن هناك.

وتحدث رئيس الاستخبارات السعودية عن لقاءاته مع بن لادن مستغرباً كيف تحوّل الشاب الهادئ قليل الكلام “سفّاحاً يستبيح دم الأبرياء”. وتطرّق إلى موضوع ارتفاع نسبة السعوديين المشاركين في هجمات 11 سبتمبر وما ترتب على ذلك في العلاقات السعودية – الأمريكية مشيراً إلى وجود مرارة لدى الجانبين.

والغريب أنه قبل 11 يوما فقط من 11 سبتمبر 2001، غادر الأمير تركي الفيصل مكتبه في رئاسة الاستخبارات العامة السعودية بعد ربع قرن من النشاط الاستخباراتي الحافل بدعم “المجاهدين” في كل مكان وخاصة في أفغانستان. وإذا كان طبيعياً أن يهتم شاغل هذا المنصب بملفات كثيرة فإن الملف الأكبر كان بلا شك ملف “الجهاد” في أفغانستان، والذي ولد ملف أسامة بن لادن من رحمه.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى