المحكمة العليا تصادق على تنفيذ حكم القتل تعزيرا في قاتلي الفرنسيين بالمدينة
صادقت المحكمة العليا على الحكم الصادر من المحكمة الجزائية المتخصصة والمصادق عليه من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة بالقتل تعزيراً للمتهمين الأول والثاني في خلية الهالك “وليد الردادي” الذين ثبت مشاركتهم في قتل الرعايا الفرنسيين بالمدينة المنورة في شهر صفر عام 1428ه.
وكانت جلسة النطق بالحكم الابتدائي الذي صدر يوم الأربعاء 14 ربيع الأول 1435ه والتي حضرتها “الرياض” قد شهدت اعتراف المدعى عليه الأول بالخلية بأنه قام برصد الفرنسيين المجنى عليهم ثم المشاركة بقتلهم. كما أدانت المحكمة 12 متهماً تورطوا في القضية، حيث تستروا على الهالك الردادي ومن معه من الذين أقدموا على هذا العمل الإرهابي، وحكم بسجنهم من 3 سنوات إلى 23 عاماً ومنعهم من السفر مدة مماثلة لفترة سجنهم. وشهدت الجلسة حضور وفد من السفارة الفرنسية وأهالي المجني عليهم ومحامي السفارة ومراسلو وسائل الأعلام وذوو ووكلاء ومحامو المتهمين. وقالت ممثلة الوفد الفرنسي ل”الرياض” أثناء جلسة الحكم الابتدائي إنهم يثقون بالقضاء السعودي ويضعون كل شيء بيد القضاء لثقتهم به، كما أبدى أهالي المجني عليهم عدم رغبتهم التعليق على الحكم، مؤكدين مساندة السفارة الفرنسية بالمملكة لهم وتسهيل عملية وصولهم وحضورهم الجلسة.
وأدانت المحكمة المتهم الأول باشتراكه مع الهالك وليد الردادي في رصد المعاهدين الفرنسيين وتأييده إياه فيما استشاره فيه من رغبة في الاعتداء عليهم ثم قيامه بإطلاق النار على ثلاثة منهم (ست طلقات من سلاح رشاش نوع كلاشنكوف) أصابت أجزاء مختلفة من أجسادهم وإجهازه على أحد الفرنسيين عمداً وعدواناً ومغادرة المكان بعد التأكد من مقتل الأربعة، وقيامه بسلب عدد من السيارات بعد تهديد من يقودها بالسلاح وإشهاره عليهم والهرب ببعضها بعد إعلان اسمه ضمن قائمة المطلوبين على خلفية الاعتداء على الفرنسيين وحيازته سلاحاً رشاشاً من نوع كلاشنكوف ومنظاراً، وموافقته وتأييده الردادي على فكرة قتل أحد المعاهدين عند مشاهدتهما إياه خارجاً من أحد مصانع الهيئة الملكية بينبع، وقيامه باطلاق خمس طلقات تجاه رجال يلبسون ثياباً مدنية ظناً منه أنهم من رجال المباحث، وتجهيزه وعدد من رفاقه أسلحتهم وأخذهم وضعية الاستعداد لإطلاق النار على رجل أمن في سيارة دوريات أمنية ظناً منهم أنه سيقبِض عليهم، واستشارته الردادي في إمكانية القيام بعمليات إرهابية بمنطقة تبوك لوجود مجمعات سكنية يقطنها عدد كبير من المعاهدين واشتراكه في التخطيط لعمليات تخريبية داخل البلاد ضد الرعايا الأجانب وتمنيه المشاركة في أي عملية منها، واشتراكه في مرافقة الردادي لحمايته من رجال الأمن واستعداده لمقاومتهم وحمله في سبيل ذلك أسلحة وقنابل كما الواردة في اعترافه المصدق شرعاً، وتستره على حيازته لقنبلة يدوية ومسدسين داخل أحد المستشفيات واشتراكه في تهريبه عبر طرق برية باستخدام جهاز تحديد المواقع (غارمن) ونقله بين عدة أوكار إرهابية، وتستره عليه فيما أخبره به من اسم أحد منفذي جريمة الاعتداء على إحدى مصافي النفط في بقيق، وعدم تسليمه نفسه للجهات الأمنية رغم علمه بإعلان اسمه ضمن قائمة المطلوبين أمنياً على خلفية الاعتداء على المعاهدين الفرنسيين، وانتهاجه المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة من خلال تكفيره الدولة وولاة أمرها ودعائه عليهم وإهداره مكانتهم وتقليله من شأنهم، وقناعته بفكر تنظيم القاعدة المنحرف باستباحة دماء رجال الأمن المعصومة بزعم كفرهم. وتورط المدعى عليه الثاني باشتراكه في عملية رصد ومتابعة المجني عليهم (المعاهدين الفرنسيين) ومساعدته الردادي والمدعى عليه الأول في الاعتداء عليهم بقيادته السيارة التي أحضرت وليد والمدان الأول بالقضية إلى الموقع وتوقفه بالقرب من المجني عليهم وتأييده قتلهم بعد تأكده من أنهم من المعاهدين وتمنيه المشاركة في قتل أحد المجني عليهم، واقتراحه بعد ارتكاب الجريمة اصطحاب المتهم الثالث لمنفذي الاعتداء خشية انكشاف أمرهم لعلاقته السابقة بوليد ثم قيامه بالاتصال بالثالث وأخذه معهم ثم هروبه معهم وتنقله وإياهم من منطقة إلى أخرى وإقامته بينهم ومساعدتهم في التخفي عن أعين رجال الأمن وتستره عليهم، وموافقته رفاقه على سرقة سيارتين ثم ركوبه فيها معهم والهرب بها واشتراكه مع عدد من الأشخاص في إيصال الردادي والمتهم الأول إلى المدينة المنورة للبحث لهم عن مأوى أو طريق للخروج إلى العراق وقيامه بإيواء وليد في عدة أماكن وتستره على استضافته من قبل أحد الأشخاص مع علمه بأنه مطلوب أمنياً، وادين ايضاً بعدم تسليمه نفسه بعد علمه بإعلان اسمه ضمن قائمة المطلوبين أمنياً وشروعه بالاعتداء على رجال الأمن بحمله السلاح أثناء محاولتهم القبض عليه، وتكفيره حكومة المملكة وغير ذلك من تهم.
وتعود تفاصيل القضية لقيام مجموعة إرهابية بجريمة بشعة راح ضحيتها أربعة فرنسيين هم جون مارك بوينث (مسلم) وابن زوجته اليافع رومين مبارك (مسلم) واثنين من المستأمنين والمعاهدين هما ميشيل نوفيلا وجون كلورد. حيث تعرض مجموعة من السياح الفرنسيين (4) رجال و(3) نساء وطفلين 1428ه لاطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية مما أدى إلى مقتل (4) منهم الذين كانوا متوقفين للراحة في منطقة صحراوية تبعد 90 كم عن المدينة المنورة بعدما قاموا برحلة سياحية على قرى شمال غرب المدينة فور عودتهم من رحلة لمدائن صالح وكانوا في طريقهم لأداء العمرة، شاهد المجرمون الضحايا فسارعوا لقتلهم بكل دم بارد وبعقيدة منحرفة ومنهج تكفيري محرم ثم لاذوا بالفرار. واتضح من مجريات التحقيق أن المطلوب للجهات الأمنية وليد بن مطلق الردادي والذي لقي مصرعه أثناء مواجهته لقوات الأمن كان قبيل وقوع العمل الإرهابي يتنقل في قرية المليليح وبرفقته مجموعته الإرهابية وأثناء ذلك شاهد مجموعة المقيمين الفرنسيين عند محاولتهم الاسترشاد بعد أن ضلوا الطريق، ليقوموا بتنفيذ اعتدائهم الآثم الذي أزهق أنفساً معصومة ثم غادروا المكان، وبفضل من الله تمكنت قوات الأمن من كشف خيوط هذه المؤامرة الدنيئة والوصول إلى الرأس المدبر لها وليد الردادي والذي كان مطلوباً للجهات الأمنية لارتباطه بالفئة الضالة والتنقل بين أوكارهم ومشاركته لهم في أنشطتهم المخلة بالأمن، وقد أثبت تقرير المعمل الجنائي أن اطلاق النار على الفرنسيين كان في معظمه من السلاح الذي عثر عليه بحوزته.