الكويت تكشف هوية الشقيقين السعوديين المتهمين بإيصال المتفجرات لمسجد الصادق ..وصحيفة الراي الكويتيه تشرح تفاصيل الجريمة
أعلنت وزارة الداخلية الكويتية (الثلاثاء) عن تمكن سلطات الأمن السعودية من ضبط اثنين من المتهمين بتوصيل المتفجرات للإرهابي القباع في حادث مسجد الإمام الصادق، كاشفة هويتيهما وتفاصيل دورهما في حادثة التفجير.
وقالت الوزارة في بيان لها إن سلطات الأمن السعودية بناء على تنسيق معلوماتي مع أجهزة الأمن الكويتية ألقت القبض على المتهمين السعوديين وهما شقيقان، المتهم الأول منهما يدعى ماجد عبدالله محمد الزهراني والمتهم الثاني يدعى محمد عبدالله محمد الزهراني، مشيرة إلى أن لهما شقيقاً ثالثاً متواجداً في الكويت تم تسليمه للسلطات السعودية وآخر يتواجد في سوريا ضمن تنظيم الدولة “داعش”.
ولفتت الوزارة إلى أن المتهمين قاما بإيصال المتفجرات للمتهم عبدالرحمن صباح عيدان الذي التقى القباع لتنفيذ العملية في اليوم التالي، منوهة إلى أن التحليلات والتحقيقات أثبتت أن المتفجرات هي من نفس النوع الذي استخدم في حادثتي التفجير اللتين وقعتا في منطقتي الدمام والقطيف بالمملكة.
ونوهت إلى أن المتهمين المذكورين دخلا الكويت عن طريق منفذ النويصيب يوم الخميس الموافق 25 /6 /2015 عصراً (قبل الحادثة بيوم واحد) وقاما بتسليم المتفجرات في صندوق (آيس بوكس) إلى المتهم عبدالرحمن صباح عيدان سعود في منطقة النويصيب ثم غادرا البلاد مباشرة بعد عملية التسليم.
وذكرت الوزارة أنه وفق المعلومات الأمنية الكويتية السعودية المشتركة فقد تم ضبط المتهم الأول ماجد الزهراني بمنطقة الطائف فيما تم ضبط المتهم الثاني محمد الزهراني بمنطقة الخفجي بعد تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن السعودي، مشيرة إلى ضبط السيارة التي استخدمت من قبل المتهمين في نقل المتفجرات للكويت وهي من طراز هوندا اكورد.
والمطلوب الأمني الذي تم ضبطه في محافظة الخفجي يبلغ من العمر 38 عاما وليس موظفا ولديه أعمال حرة في الخفجي، علما بأن المنزل الذي تحصن داخله خلال المواجهة الأمنية ليس منزله وإنما تعود ملكيته لشقيقته.
من جهة أخرى استدعت النيابة العامة بالكويت متهمة سبق أن أخلت سبيلها في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق وواجهتها بأقوال ابنها المتهم وأقوال زوجة ابنها، وأمرت بحجزها ليصل عدد المتهمات المحتجزات إلى 7.
ووجهت النيابة للمتهمة البالغة من العمر( 56عاماً ) تهمة التستر وإتلاف أدلة إثبات في جريمة أمن دولة والاشتراك في جريمة.
وقررت النيابة استدعاء المتهمة بعد أن ورد اسمها في التحقيقات في اعترافات ابنها وزوجته بأنها ساعدت الزوجة على إتلاف أدلة، وهي عبارة عن ثلاثة أجهزة هاتف نقال تضمنت تسجيلات للإرهابي أثناء وقبل التفجير.
ونشرت صحيفة الراي تفاصيل الجريمة امنذ لحظة وصول الارهابي فهد القباع، وانتقاله من المطار الى أحد فنادق الفروانية بواسطة تاكسي، وتعرفه على ناقله الى مسرح الجريمة السائق عبدالرحمن صباح، وأيضا كيف دخل الحزام الناسف عن طريق شخصين أتيا به، وسلماه لعبدالرحمن في منطقة الزور.
فقبل أربعة أيام من حادثة التفجير كان للسائق عبدالرحمن اتصال مع «داعش» عن طريق برنامج الكتروني، حيث أبلغته القيادة الداعشية المتواصلة معه أن يذهب الى منطقة الزور، حيث من المقرر وصول شخصين عن طريق النويصيب، مهمتهما الالتقاء به وتسليمه «ايس بوكس» يحتوي على الحزام الناسف، وتدريبه على عملية التفجير وابلاغه أن المسجد مرصود من قبلهم ولا داعي لأي توجس أو خوف.
وقالت المصادر إن المتواصلين مع عبدالرحمن من القيادة الداعشية أحيطوا علماً بأنه استعار السيارة من المتهم جراح نمر، لانه لايملك سيارة، وعلى ذلك تم وضع «الايس بوكس» الحاوي للحزام الناسف في السيارة قبل أربعة أيام على التفجير.
وفي يوم الخميس السابق ليوم التفجير، تواصل عبدالرحمن مع «داعش» عبر البرنامج الالكتروني، فأبلغوه بأن شخصاً سينتظره في أحد فنادق محافظة الفروانية في السابعة من صباح يوم الجمعة المحدد لتنفيذ العملية الارهابية، وأنه سيتعرف عليه من ارتدائه غتره حمراء ودشداشة لونها بني فاتح، وبالفعل التقى معه صبيحة الجمعة وأركبه معه السيارة وتعارفا في لقائهما الاول، ومن ثم ذهبا الى منزل عبدالرحمن ومنه الى جمعية الصليبية واشتريا «أمواسا» للحلاقة قبل أن يعودا أدراجهما الى منزل عبدالرحمن، وانزلا الحزام الناسف من السياره الى البيت، ونزع فهد القباع دشداشته والغترة الحمراء، وتحزّم بالحزام الناسف، ولبس دشداشة فضفاضة لكي لا يظهر الحزام من تحت ملابسه أو يثير الشكوك، ومن ثم ارتدى غترة بيضاء وعقالاً أحضرهما له عبدالرحمن.
وأشارت المصادر إلى أن عبدالرحمن وفهد ذهبا بعد أن أعد الأخير نفسه للتفجير الى مسجد الإمام الصادق، حيث الهدف، وأبلغ عبدالرحمن الانتحاري فهد بأنه على دراية وخبرة بكيفية «كبس زر» الحزام الناسف، وأحاطه بالخطوات التي تدرب عليها وتلقاها من «داعش» وقال له بالحرف «ان شاء الله أنت من اهل الجنة».
وأوضحت المصادر أن سيارة الجانيين وقفت بهما على بعد 150 متراً تقريباً من المسجد، حيث ترجل منها الانتحاري فهد متوجهاً الى المسجد، حيث لم يشعر به رجال الامن، ودخل المسجد وحصل الانفجار وتمت المهمة، فهرب عبدالرحمن الى منطقة الصليبية، حيث أبلغ من يتواصل معه من قيادة «داعش» بأن العملية تمت بنجاح، وكان خائفاً جداً وأبلغ أخاه أنه ستكون هناك «عمليات قمع ومداهمات للاشخاص المتدينين»، طالباً منه أن يساعد على تخفيه، لا سيما وان لدى شقيقه شقة أنس في منطقة السالمية، وبالفعل نقله أخوه الى هناك بسيارته، حيث ترك السيارة التي نقل بها الانتحاري فهد متوقفة في منطقة الصليبية، وتحتوي على ملابس فهد القباع التي أتى بها الى البلاد قبل أن يستبدلها إضافة الى «الايس بوكس» الذي احتوى الحزام الناسف، وبات ليلته في السالمية مع اخيه واصحاب اخيه وعددهم 4، وفي اليوم التالي ذهب الى منطقة الرقة حيث انه كان يستأجر جزءا من منزل المتهم فهد شخير، ولديه زوجة هناك، وعند دخوله المنزل أطبق عليه رجال أمن الدولة هو وزوجته واقتادوهما الى التحقيق، حيث اعترف بالواقعة تفصيلاً، وكشف عن تورط مالك السيارة جراح نمر، وكذلك فهد شخير وعلاقتهما بتنظيم «داعش».