إعلاميون وكتاب هل السيسي خدع المصريين بتفريعة “القناة الجديدة”؟
أقر عدد من الكتاب المصريين الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي بخداعه لملايين المصريين الذين صدقوا وعوده، بأن التفريعة الجديدة لقناة السويس سوف تحدث أثرا ملموسا في حياتهم، ورفع مستوى معيشتهم.
ووصف هؤلاء الكتاب ما افتتحه السيسي بأنه “تفريعة” بالفعل، وانتقدوا المبالغة في الحديث عن عوائد اقتصادية قريبة لها، وأبدوا خشيتهم من غضبة مؤيدي السيسي عندما سيكتشفون محدودية عوائدها، داعين إلى سرعة تدارك الأمر، بإعلان مشروعات تنمية محور القناة فورا.
نصيبك في القناة
في صحيفة “المصري اليوم”، وتحت العنوان السابق، حذر سليمان جودة، من أنه بعد افتتاح المشروع: “سوف يتساءل كل مصري بسيط، عن نصيبه في قناة السويس الجديدة، وعن العائد منها عليه، وفي حياته بوجه عام”.
وأضاف: “لا اعتراض عندي، على رفع سقف الطموح فيما يخص قناتنا الجديدة، إلى السماء السابعة، بشرط أن نكون منتبهين إلى أن الذين رفعنا هذا السقف أمام أعينهم، ربما لا يكون عندهم الصبر الكافي، على الموضوع!”.
وكشف عن أن أثر القناة الجديدة، في زيادة عائد رسوم العبور في القناة القديمة -الذي يدور حاليا حول ستة مليارات دولار سنويا- لن يظهر قبل عام كامل من الآن، ولأن ظهور أثر هذه الزيادة في حياة الملايين، سوف يكون في حاجة إلى عام آخر على الأقل.. فما العمل؟!
أجاب: “أن تبدأ الدولة سريعا في مشروعات محور القناة، وأن يكون لإنجاز المشروعات سقف زمني معلوم، وأن تتيح فرص عمل كثيرة، وأن يكون ذلك بسرعة، لعل الذى لم يحصل على فرصة عمل فيها، يظل يقرأ ويسمع ويرى أن آخرين سواه قد وجدوها هناك، وأن دوره في الحصول على فرصته في العمل، يقترب، ويجيء”!
الاستثمار السياسي في مشروع القناة
تحت هذا العنوان، قال عمار علي حسن: “جاء مشروع حفر تفريعة جديدة لقناة السويس، ليوجد ظهيرا اجتماعيا للسيسي، يتمثل في العدد الهائل من المصريين الذى اشتروا شهادات بنحو 64 مليار جنيه (8.5 مليار دولار) في أقل من أسبوع، وينتظرون الآن جني فوائد ما اشتروه، وبالتالي ربط السيسي مصالح هؤلاء بوجوده في الحكم، وبنجاح مشروع القناة”.
وتابع: “كان من الطبيعي أن ينبري هؤلاء بقوة للدفاع عن المشروع، والتصدي لكل من ينتقده، أو يطرح أسئلة مشروعة حول تكلفته وجدواه ومستقبله”.
وأقر بأن “العائد الاقتصادي، يبدو أنه لن يأتي سريعا في ضوء الأرقام المتاحة عن حجم التجارة الدولية”، داعيا إلى الشروع -على الفور- “في تنفيذ مشروع تنمية إقليم قناة السويس، بحيث يتحول الممر الملاحي إلى مركز أعمال عالمي متكامل يقدم خدمات النقل البحري”.
قناة السويس.. وماذا بعد؟
من جهته، دعا ياسر عبد العزيز، بجريدة الوطن، الأحد، تحت العنوان السابق، إلى “طي صفحة الاحتفالات في وسائل الإعلام والمجال العام”.
وقال: “هناك قطاع من المصريين يصعب جدا التشكيك في ولائهم للدولة الوطنية، يتساءلون عن الجدوى الاقتصادية للمشروع، أو يصفونه بعدم الوضوح، أو يرون أن التكاليف الاستثمارية التي ينطوي عليها أكبر من العوائد المنتظرة”.
واستطرد: “هؤلاء يستحقون أكبر عناية ممكنة، سواء لأنهم مولوا هذا المشروع، وساندوا القيادة لإنجازه، أو لأنهم سيحاسبون تلك القيادة، عبر صناديق الانتخاب، إن أخفقت”.
والأمر هكذا، دعا عبدالعزيز إلى “تحقيق الفائدة القصوى من الدفعة المعنوية الكبيرة التي منحها المشروع للدولة على أكثر من صعيد؛ أهمها إعلان المخطط التفصيلي للمجتمع الجديد الذي سينشأ في منطقة القناة، استنادا إلى المشروع، واستفادة منه”، وفق قوله.
ليست قناة وليست جديدة!
هذا ما أكده الكاتب سليمان الحكيم، في مقاله الأحد، بجريدة “المصري اليوم”، قائلا: “بدون تهويل: هي ليست قناة، وليست جديدة. هي مجرد تفريعة رابعة سبقتها تفريعات ثلاث جرى حفرها في عهد الرئيس مبارك. دون ضجيج أو صخب. وبلا تعبئة شعبية أو شحن إعلامي”.
وأضاف: “الأهم من ذلك كله أنه قد جرى دون احتفال أسطوري حتى وإن لم يكلف ميزانية الدولة أموالا جاءت من تبرعات كان يمكن توجيهها لعلاج منكوبي الفيروسات أو مرضى السرطان.. خاصة أن العائد الاقتصادى من حفر أو توسيع أو تعميق يعتبر ضئيلا بالقياس لما تم صرفه من تكاليف مليارية”.
وتابع الحكيم: “الإحصاءات المدونة والخاصة بالقناة قبل ما نسميه “القناة الجديدة” تؤكد أننا لم نكن في حاجة لما يقول البعض إنه قناة جديدة”.
وتساءل: “من أين أتت الشجاعة لهؤلاء الذين يطلقون على حفر 35 كيلو مترا فقط أنه قناة جديدة، بينما طول القناة أكثر من 190 كيلو مترا؟! فهل جرى حفر مثلها طولا لنقول بأنها قناة جديدة؟!”.
وشدد على أنه “لا جدوى للحديث عن تعميق الغاطس في شمال القناة أو توسيع المجرى طالما ظل جنوبها على حاله دون أن تمتد له يد التطوير”، موضحا أنه “لا يزال هذا القطاع من منطقة جنيفة إلى خيلج السويس بطول 35 كيلو اتجاها واحدا بلا تطوير يذكر”، وفق وصفه.
ملحمة قناة السويس: إيجابيات وسلبيات
وهذا هو العنوان الذي اختاره العضو السابق في حملة السيسي، حازم عبد العظيم، لمقاله بجريدة “التحرير”، الأحد، مشيرا إلى أن “مبدأ عدم الشفافية وتزييف الوعي في مناخ سلطوي فاشي، وعدم وجود دراسة جدوى اقتصادية واضحة وحوار مجتمعي حولها.. هو تسفيه لعقول المصريين”.
وسخر من “آلية اتخاذ القرار على الطائر، وتخفيض زمن المشروع بقدرة قادر من ثلاث سنوات إلى سنة! ولا نعلم ماهي الكلفة الإضافية بعد ضغط المدة؟ ولو سألت يتم تجريسك في الإعلام والشبكات الاجتماعية!”.
وانتقد “مهزلة تسمية المشروع قناة جديدة، وليس تفريعة «bypass» أو ازدواج مجرى ملاحي”، مضيفا أن “مهزلة أن التخفيض في عدد ساعات الانتظار إلى ثماني ساعات من 18 ساعة سيزيد العائدات بنفس النسبة، وهي 40%، كوميديا سوداء”.
وأضاف: “لا أحد يجيب عن سؤال: ما علاقة حفر التفريعة بمحور التنمية؟ يعنى لو لم يتم حفر التفريعة هل كان ذلك يمنع مشروع تنمية المحور بوضع القناة الحالي؟”.
واستطرد: “موضوع زيادة عدد السفن من 48 إلى 96 في اليوم وزيادة العائدات من 5.3 مليار دولار إلى 13.3 مليار دولار في 2023 ليس له أساس علمي”.
واختتم مقاله بالقول: “إذا كان الإرهاب خطرا على الدولة فإن إرهاب الدولة لكل صوت معارض ومناقش أكثر خطورة بمراحل”.
قناة السويس بين المُحبطين والبقالين
وتحت هذا العنوان، بجريدة “المصري اليوم”، قال رامي جلال: “تسمية المشروع مُضللة، لأن قناة السويس الجديدة هي في الحقيقة تفريعة جديدة لقناة السويس”.
وأضاف: “من الناحية الشكلية فإن يوم السادس من أغسطس لم يكن ميعادا موفقا لإطلاق حفل الافتتاح لأنه يوافق الذكرى السبعين لمقتل سبعين ألف إنسان في هيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية الأمريكية، وهي فاجعة إنسانية قد لا يصح الاحتفال معها”.
وقال: “من المهم معرفة كم تكلف المشروع، وما أوجه الإنفاق لباقي المبلغ الذي تم جمعه (64 مليار جنيه)”.
واستطرد: “المشروع في ذاته لن يحقق أي عائد مادي ضخم وسريع كما يروج البعض (استيعاب مرور السفن بعد المشروع هو 96 سفينة، وما يمر الآن نحو 50 سفينة يوميا، وهذا هو حجم التجارة العالمي الذي لا نملك زيادته). ومع ذلك فالمهم هو المشاريع التنموية الجديدة بالمنطقة، والقوانين لأن الاستثمار يتحرك في ضوئها جذبا أو طردا”.
القناة بين الزيطة والحيطة
هذا هو العنوان الذي اختاره جمال الجمل لمقاله بالجريدة نفسها (المصري اليوم)، مؤكدا أن مصطلح “قناة جديدة” كاذب، لأن المشروع لم يكن حفر قناة أخرى.
وأضاف: “بخصوص بدلة السيسي، العسكرتارية عندي ليست “بدلة”، المهم هو السياسات والتشريعات، وعن نفسي أقول للرئيس: البس ما يعجبك، واحكم بما يعجب الناس”.
طلع القناة اللي جواك!
هذا ما قاله محمد فتحي، بجريدة “التحرير”، إذ تساءل: “ماذا بعد قناة السويس؟ وأين قناة السويس الخاصة بوزارة الصحة، التي يجب أن تتمثل في مستشفيات محترمة آدمية؟ وأين قناة السويس الخاصة بوزارة التربية والتعليم، بدلا من تعليم مهترئ، وضعيف، ومدارس تعاني من تكدس، وجودة غائبة، ومدارس خاصة تمص في دم أولياء الأمور؟”.
وأضاف: “لا يعقل أن نتحدث عن إنجاز في بلد لا تجد أكثر من 4000 قرية فيه صرفا صحيا، مؤكدا أن هناك إسعافا عاجلا يجب أن يحدث للمواطن المصري البسيط في كل مناحي حياته”، على حد تعبيره.
هل ينفذ السيسي باقي وعوده؟
وتحت هذا العنوان، بجريدة “التحرير”، أيضا، قال “أسامة سلامة”: “نفذ الرئيس السيسي وعده وافتتح المجرى الملاحي الجديد لقناة السويس في الموعد المحدد.. فهل بعد انتهاء الاحتفالات والأفراح يتذكر الرئيس باقي وعوده التي أعلنها أكثر من مرة، ولم ينفذها حتى الآن؟”.
وأضاف: “منذ شهور قال إنه سيفرج عن الشباب الذين حكم عليهم بسبب مخالفتهم قانون التظاهر، وانتظر الجميع تحقيق الوعد في عديد من المناسبات الدينية والوطنية، ولكن خابت الآمال”.
وأضاف: “وعد الرئيس أيضا بتحقيق العدالة الاجتماعية، ورغم تكرار هذا الوعد فإن عديدا من الإجراءات جاءت ضد هذه العدالة”.
وتابع: “تكاد لا تخلو خطبة أو كلمة للرئيس السيسي من عبارات تحمل معنى محاربة الفساد، لكن الأكثر إحباطا هو قانون الكسب غير المشروع الجديد، وهو قانون يقول للفاسدين اسرقوا، وإذا تم ضبطكم تصالحوا، فهل هناك قانون يقتل الأمل لدى الناس أكثر من هذا؟”.
يرضيك يا سيسي؟
من جهته، كشف محمد أمين، تحت هذا التساؤل، في المصري اليوم، الأحد، النقاب عن جانب آخر في حفل افتتاح التفريعة، تمثل في “البهدلة”، إذ إنه نقل رسالة مواطن شكا فيها من أن: “آلاف الناس اتبهدلت بلا أكل، وبلا أي اهتمام.. بلا تكييف، ولا مروحة، في حفل الافتتاح”.
وتابع: “ذهبنا في السابعة صباحا إلى الكلية الحربية.. ومنذ هذه اللحظة ونحن رهن الاعتقال.. لا نتحرك إلا بأمر.. ولا نغادر إلا بإذن.. وفي الخيمة كان السجن.. آلاف استيقظوا في الفجر.. بعضهم جاء من أسوان ومطروح.. لم نأكل لقمة.. بعض مرضى السكر كادوا يسقطون من الجوع.. جئنا من ربوع المحافظات لنفرح بافتتاح القناة.. فهل يرضيك يا ريس ما جرى لنا؟!”.
وتابع المواطن تساؤلاته عبر الكاتب: “هل يرضيك يا ريس أن يتواجد ضيوفك، الذين فرحوا بدعوتك، في خيام شرق القناة مكشوفة، ومعرضة للشمس من جميع الجهات؟ هل يرضيك أن تكون شاشات العرض معطلة؟ وأن تكون الخيام بلا مراوح في هذا اليوم شديد الحرارة؟ هل يرضيك ألا تقدم لنا وجبة طعام خفيفة، وقد أشرف بعض المرضى على الهلاك؟!”.