تقاريرغرائب

سخرية من منشورات لنظام الأسد تدعو للاستسلام بموعد للقصف

بالتزامن مع القصف الجوي الذي تنفذه الطائرات الروسية على مناطق الثوار في سوريا، أطلق النظام السوري حملة إعلامية ودعائية، ولا سيما في ريف حلب الجنوبي. فبالإضافة إلى التقارير الإعلامية عن المعركة، والتي تبثها أيضا وسائل إعلام روسية، لجأ النظام إلى إلقاء المنشورات الورقية عبر الطائرات، لدعوة الأهالي والمقاتلين لمغادرة المنطقة أو إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، كما تحدد مواعيد للقصف في محاولة لإثارة الذعر بين السكان.

وأطلعت مصادر محلية  على نسخ من هذه المنشورات. ويدعو أحد المنشورات للابتعاد عما سماها “مقرات المسلحين” والتوجه شرقا، وعدم حمل السلاح، مع التحذير بأن “أي مخالفة تعرض حياتك للخطر”، مع عنوان: “طريق النجاة”.

وحمل منشور آخر عنوان “بطاقة مرور آمن”، وجاء فيه: “يسمح لحامل هذه البطاقة عبور حواجز الجيش السوري بشكل آمن”، وأنه ستقدم له المساعدات الطبية والغذائية”، كما دعا الأهالي للتعاون مع قوات النظام و”مغادرة منطقة الأعمال القتالية حفاظا على الحياة”، على حد تعبير المنشور.

ويقول الناشط الإعلامي “أبو شادي السفراني”، من ريف حلب الجنوبي: “قام طيران النظام والطيران الحربي الروسي، بإلقاء عشرات الآلاف من المنشورات الورقية على قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي التي نزح عنها أكثر من 40 ألف مدني خلال الأسبوع الماضي، مع اقتراب الاشتباكات منها وسيطرة قوات النظام على بعضها”.

ويضيف السفراني “بعض الأهالي التقطوا هذه المنشورات، ولكنهم لم يبالوا أو يهتموا بها، حتى وإن قصفهم بالكيماوي، لأنهم ليسوا تحت سيطرته، وهذا القصف ليس بجديد لكنه الأعنف على المنطقة منذ بدء الثورة السورية”، بحسب قوله.

ويتابع الناشط أبو شادي: “أما الثوار، فهم يصارعون أعتى الأنظمة العالمية، فلا أعتقد أن أحدا منهم سيلقي لهذه المنشورات أي اعتبار، فهي حرب نفسية وإعلامية ومحاولة فاشلة من النظام للنيل من معنويات الثوار الذين كبدوه خسائر كبيرة على الأرض، ولا سيما في أعداد الدبابات والمدرعات، عدا عن قتل المئات من عناصره”.

وفي منشور “تعليمات المرور الآمن”؛ دعت قوات النظام السكان للتوجه إلى حواجزها وعدم حمل السلاح، مع حمل المنشور ورفع قماشة بيضاء قبل الوصول للحاجز.

وبدوره يرى الناشط الميداني عثمان الخضر؛ أن هذه الحملة ما هي إلا “حرب نفسية “، سبق وأن استخدمها طيران النظام في مناطق مختلفة، وليس فقط في الريف بل حتى في مدينة حلب، حيث ألقى الطيران منشورات على أحياء في حلب بالتزامن مع إلقائها في ريفها.

ويؤكد الخضر في  أن “النظام، ومنذ بداية الثورة، يحاول استخدام مثل هذه الأساليب البائسة”، بحسب وصف الناشط، مشيرا إلى أن النظام استمر بإرسال رسائل قصيرة إلى الهواتف الخلوية ولجميع المشتركين، مذيلة باسم “الجيش العربي السوري”، وآخرها تلك التي تدعو من وصفتهم بـ”المغرر بهم” إلى الاستسلام وتسليم أنفسهم لحواجز النظام، وأن هذه المرحلة هي الحاسمة وآخر فصل من فصول المعركة بعد مشاركة الطائرات الروسية.

ورد ناشطون على هذه المنشورات والرسائل على طريقتهم الخاصة، ونشروا صورا ساخرة منها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن التعليقات الساخرة: “إلى جميع المغرر بهم من أبناء الشعب السوري والذين يقاتلون في صفوف قوات الأسد الغاشمة، وكل من حمل السلاح بوجه الثوار وبوجه إرادة الشعب السوري الحر، التدخل الروسي هو الفصل الأخير في حياة هذا النظام، طائرة هروب النظام لن تتسع لك، بادر بتسليم نفسك لأقرب نقطة للجيش الحر ليتم تسوية وضعك، الجيش الحر هم أهلك وإخوتك”.

واللافت بمنشورات نظام بشار الأسد أنها تنذر بقصف ضمن مهلة محددة لهذه المناطق، ومنها أنه “سيتم توجيه ضربات ساحقة لهذه المنطقة، غدا في تمام الساعة 12:00″، بحسب ما جاء في منشور بعنوان بـ”الإنذار الأخير”.

وعلق الناشط عبد الفتاح الشيخ عمر؛ ساخرا: “حتى في المنشورات يكذب النظام، فقد انتظرناه ليقصف المنطقة التي ألقى عليها هذه المناشير”.

ويرى الشيخ عمر، المعروف بـ”أبو البراءين” أن “أي منشورات تهدف إلى بث الذعر وما يسمى الحرب النفسية، لا تغني ولا تسمن من جوع ، أمام شعب إذا قصف الطيران منطقة بعد ساعات قليلة تعود الحياة إليها، فالناس تعودوا على الحياة كما اعتادوا على الموت، ولاقوا الأمرين من هذا النظام المجرم، خلال أكثر من ثلاث سنوات تعرضوا لها للقصف بشتى أنواع الصواريخ والبراميل المتفجرة وغيرها”، على حد قوله.

ويؤكد “أبو البراءين؛ أن “ما يحاول النظام تحقيقه مستميتا خلال فترة التدخل الروسي؛ سيكون مصيره الفشل، وسيصطدم مجددا بإرادة الثوار الذين قرروا تحرير سوريا وبناء الوطن بأسس سليمة تحقق العدالة للجميع”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى