في أول ظهور وحديث إعلامي لها :هيلة القصير.. كنت متفوقة دراسياً..تزوجت وعشت حياة بلا حقوق زوجية..وضحيت بأشياء غالية من أجل عيون القاعدة
أكدت هيلة القصير الموقوفة في سجن النساء بالحائر بتهم تتعلق بتأييد تنظيم القاعدة” أن القضاء في المملكة كان متسامحاً معها، لافتة إلى أنها تشعر أنها لو كانت في دولة أخرى لحكم عليها بما لا يقل عن 30 عاماً “.
وأشارت القصير إلى أن تأييدها لتنظيم القاعدة كلفها عمرها وشبابها، بالإضافة إلى أن سلوكها لهذا الطريق كان سبباً في معاناة ابنتها التي فقدت والدها و والدتها على حدّ تعبيرها، لافتة إلى أن والدتها كذلك عانت كثيراً بعد انخراطها في التنظيم وبعد الحكم عليها كذلك.
وبينت الموقوفة القصير” ـ أن محاولتها للهرب كان بسبب أن القاعدة زرعت في ذهنها فكرة أن المحققين سيغتصبونها لانتزاع اعترافاتها، مشددة على أنها بعد القبض عليها صححت أفكارها عن الدولة وعن رجال المباحث.
وأفادت الموقوفة هيلة القصير بأنها تمكنت من جمع ملايين الريالات من المحاضرات الدعوية والملتقيات الدينية، واصفة أعضاء تنظيم القاعدة بالأغبياء.
حياة هيلة قبل الإرهاب
تقول: كنت متفوقة دراسياً ولا أقبل بأقل من المركز الأول في سنوات دراستي، بل اني كنت أشفق على من تحصل على المركز الثاني وأتعجب من كونها تستطيع أن تبتسم رغم اخفاقها في نظري، فأنا امرأة لا أقبل إلا بالمركز الأول منذ بداية تعليمي وحتى التحاقي بالجامعة.
وتضيف: كنت متزنة فكريا وصاحبة مبادرة ولي حظوة في الجامعة وأقيم العديد من الدروس الدينية بحكم تخصصي الاكاديمي وهو الدراسات الاسلامية، وبعد تخرجي سعيت للوظيفة كأي فتاة مقبلة على الحياة وتوظفت فعليا بل وبدأت باستكمال اجراءات إكمالي لدراساتي العليا “الماجستير” نظراً لتفوقي في المرحلة الجامعية.
نقطة التحول
كانت هيلة على حد قولها قارئة جيدة الأمر الذي دفعها للتنوع فيما تقرأه حتى بدأت تقرأ عن حياة “عبدالكريم الحميد” وأعجبت بطريقة حياته، فانحنى مسارها الثقافي إلى الكتب المتطرفة، ولكن اعجابها به لم يقتصر على أن تقرأ عنه بل سعت لأن تتزوج به وتزوجته فعلياً على الرغم من معارضة أسرتها لهذا الزواج لأسباب متعددة منها أنها كانت في عمر ال ٢٨ عاما وكان هو في عمر ال ٦٠ عاما، إلى جانب عاداته الغريبة من تحريم الكهرباء والتعامل بالنقود وركوب السيارات وجميع مظاهر الحياة العصرية، إلا أنها أصرت وتزوجته فعلياً ولكن لم تحتمل العيش معه لأكثر من ستة أشهر، بعد ذلك طلقها – وعلى حد قولها كان الطلاق بسبب عين وحسد وقعت بينهما- فطلقها ليزوجها بتلميذه محمد الوكيل.
وزادت هيلة بأنها في هذه المرحلة من حياتها عاشت مرحلة صراع كبيرة مع النفس بين ال”لا” وال ” نعم” ولكن هذه المرحلة لم تطل على حد قولها حتى أقدمت على الخطوة الأهم في حياتها وهي أن تتنازل عن وظيفتها ودراستها وأن تقدم وثيقة تخرجها قربانا للفكر الضال من خلال تمزيقها لتعلن زهدها وورعها عن ملذات الحياة -كما تزعم-، فهي تعتقد أن التعليم من الأمور الملهيات التي قد تعلق قلبها بالحياة وتجعلها تنشغل بالمناصب الدنيوية بعيدا عن الآخرة والجنة، مشيرة إلى مواجهة حادة بينها وبين أهلها لتخليها عن دراساتها العليا لاسيما وأنها كانت منافسة قوية لقريناتها. الأمر الذي يعني أنها عاشت مواجهتين مع أسرتها الأولى حين تركها لدراستها والثانية حين زواجها الأول من المسن عبدالكريم الحميد.
حياتها الزوجية
تقول هيلة: مع عبدالكريم، لم أعش معه حياة دنيا وحب ولم أحصل على حقوقي الزوجية معه فكان زاهدا بكل شيء حتى بالنساء وكذلك كبر سنه كان له دور، فعشت معه في بيت طين لا إضاءة لنا إلا النار والحطب، فالكهرباء في قاموسه محرمة والدنيا كذلك.
أما زواجها الثاني من محمد الوكيل فكان بالنسبة لها حياة وحب، فأحبته وتعلقت به وعاشت معه زوجة وحياة دنيا وبرفاهية مطلقة، ومنها أنجبت ابنتها الوحيدة الرباب ذات ال١٢ عاما، ومعه توغلت بالفكر الارهابي وتعمقت به حتى هلك في عام ١٤٢٥ه.
بعد اعتناقها الفكر الضال
بدأت مرحلة جديدة في حياة هيلة بعد هلاك زوجها محمد الوكيل وانضمامها للقاعدة بشكل رسمي كثاني امرأة تنضم للقاعدة الأمر الذي جعل التنظيم يطلق عليها مسمى “سيدة القاعدة” فبدأت بمرحلة جمع الأموال وتخبئتها في غرفة نومها بمنزل أهلها بعد أن توهمهم بأنها سلمتها للجمعيات الخيرية لإيصالها للمحتاجين، والتواصل مع أطراف القاعدة في الداخل والخارج وإيواء مطلوبين أمنيين في احد المنازل بالقصيم والاحتفاء معهما بمحاولة الهالك عبدالله عسيري اغتيال ولي العهد الأمير محمد بن نايف – مساعد وزير الداخلية آنذاك- .
وحول علاقتها بريم الجريش قالت: ريما الجريش أعرفها كشخصية عامة ولكني غاضبة جدا عليها ووضعتها بالقائمة السوداء لأنها كذبت عليّ واتهمتني بعدة أمور لتنفذ بجلدها وهذا غير مقبول ولو كتب الله لي بها لقاء سأناصحها على كذبها وافترائها واستغلالها لأسمي، كما أن الاسلحة التي وجدوها بحوزة زوج ريما الجريش لا علم لي بها وزوج ريما موقوف في قضايا إرهاب، وزادت (من يقول عني إرهابية أقول عنه الله يرهب قلبك).
هيلة والتجنيد الإلكتروني
أبدت هيلة جهلها التام بالإنترنت وعدم معرفتها لاستخدامه أو التصفح من خلاله وقالت: لم استخدم الانترنت قط وكان ذلك بسبب زواجاتي السابقة، فزوجي الأول عبدالكريم كان يرى أن استخدام الكهرباء أمر محرم، أما زوجي الثاني محمد فقد أوصاني قبل وفاته بعدم الدخول إلى المواقع الالكترونية وقال لي(إياك والانترنت فسيغرونك بالدخول للرد على أهل الشبهات كطلبة العلم فهؤلاء محصنون ويأمنون على أنفسهم من الفتنة ولكن أنتِ غير محصنة وقد تدخلين في منزلقاتهم ولا تستطيعين الخروج مجددا لأنك امرأة).
وعادت هيلة لتناقض نفسها من خلال اعترافها بوجود مراسلات الكترونية بينها وبين المطلوبة أمنيا وفاء الشهري، وعند مواجهتها بكيفية قدرتها على المراسلة الالكترونية مع وفاء وادعائها بعدم درايتها باستخدام الإنترنت، حاولت أن تستدرك ذلك بأنها تعلمت مؤخراً على يد أحد المطلوبين أمنياً والموقوفين حاليا (تحتفظ الرياض باسميهما) خلال فترة ايوائهما باحد المنازل الخاصة بأحد الموقوفين (تحتفظ الرياض باسمه) فأصبحت تراسل وفاء – التي غررت بهيلة على حد قولها- وأوهمتها أن هناك عوائل في اليمن فقيرة، ويتبادل كل شخصين القميص الذي يرتديانه من الفقر، الأمر الذي دفعها إلى تجميع الأموال والذهب من خلال استغلالها طيبة النساء وفطرتهن في حب الخير وتسابقهن على دفع الصدقات دون أن تعلم بأنها تصرف على القاعدة في اليمن وأفغانستان – كما تزعم-.
ومن المتناقضات الأخرى التي وقعت بها هيلة (أنها استعارت جهاز كمبيوتر من إحدى النساء لمراسلة وفاء الشهري، وذلك بعد العطل الذي أصاب الكمبيوتر الخاص بأحد الموقوفين الذين كانت تأويهم الأمر الذي دفعه للاستعانة بجهازها المستعار وأعطته اياه دون أن تعلم ماذا كان يتصفح من خلاله، ففطنت بعد ذلك لهذا الأمر وندمت كثيراً، وبعد أن تم القبض عليها قالت: رأيت زوجي محمد الوكيل متغيرا وجهه في المنام وهو يقول كيف تعيرين جهازي الخاص لشخص آخر فهذا أمانة عندك وأنا ائتمنتك عليه؟) – الأمر الذي يكشف عن تناقض أمر الجهاز الذي بحوزتها فهل يعود لزوجها الهالك أم إلى مرأة استعارته منها؟ -.
ليلة القبض على هيلة والحكم عليها
استدعى رجال الأمن أقارب “سيدة القاعدة “هيلة القصير حفاظاً على خصوصيتها كامرأة ولعدم المس بكرامتها بهدف انذارهم بتصرفاتها وأهمية متابعتها كي لا يتم القبض عليها، الأمر الذي أعطاها مؤشراً على أهمية الهرب فحرصت على استكمال ترتيباتها للهرب إلى اليمن بعد مكوثها مع المطلوبين أمنياً لأكثر من شهرين في منزل احد الموقوفين، حتى جاءت ليلة القبض عليها في ٦-٣-١٤٣١ه من قبل رجال الأمن ومحاكمتها في أكثر من ١٨ تهمة وجهت إليها للحكم عليها في ٢-١٢-١٤٣٢ه بالسجن تعزيرا لمدة ١٥ عاماً.
وتبرر سبب هروبها إلى أنه كان أول ما يتبادر إلى ذهنها هو أن ينتهك المباحث عرضها، فمعتقدها الذي زرعته (القاعدة) بذهنها، هو أن رجال المباحث يعتدون على النساء ويهتكون عرضهن أثناء التحقيق كي يدلين باعترافاتهن، قائلة: لكن الواقع فند كل الأكاذيب التي كانت في ذهني من القاعدة عن الدولة والمباحث وايقنت أني كنت في ضلال.
تقول هيلة: شعرت بأن الحكم فيه تسامح كبير فلو كنت في دولة اخرى لحكم عليّ بما لا يقل عن ال٣٠ عاما، وتقول قبل لحظات من النطق بالحكم كنت أعيش في دوامة من الشتات والتوتر والألم وبعد النطق بالحكم عليّ انهرت باكية فهذا الطريق كلفني الكثير، كلفني عمري وشبابي وابنتي التي فقدت والدها ووالدتها، وأمي التي تعبت كثيرا بعد الحكم عليّ وانخراطي في هذا التنظيم.
هيلة بعد التصحيح
تضيف هيلة: أشعر وكأني ميتة دخلت القبر بعد أن ارتكبت المعاصي والذنوب ورأت خطيئتها بالقبر ثم أحياها الله من جديد، فهذا هو احساسي تماما، الكثير من المعتقدات التي كانت لدي نتيجة تأثري بأزواجي وصدمتي لمقتل زوجي محمد الوكيل تلاشت، ولا أخفي بأن حالة ابنتي “الرباب” كان لها عظيم الأثر في نفسي وجعلتني اتراجع عن الكثير من الأمور، فأشعر كأني مولودة من جديد وأريد أن أعيش، وإن كتب الله لي الزواج فلن اتزوج بمواصفات الماضي من شدة ما أجده بنفسي وماعشته في السابق.
وزادت: كل من كان يصفق لي ويشجعني من (القاعدة) تخلى عني، ولم يتبق معي إلا أهلي الذين وقفوا ضدي وناصحوني كثيرا ولكن للأسف لم اتعظ، مشبهة طريق القاعدة بالمخدرات إن لم يكن أشد فالمعتقد صعب مواجهته مقارنة بالعلة الجسدية.
ووصفت القاعدة بالغبية وذلك لعدم قدرتها على اختيار اعضائها بشكل صحيح مستشهدة بارهابي(تحتفظ الرياض باسمه) حاولوا استخدامه كوسيلة اتصال، فمنذ أن رأت شكله وقدراته العقلية والفكرية علمت بأن القاعدة غبية ولا تحسن اختيار اعضائها.
وقالت: الطريق في القاعدة متاهة لا يستطيع المرء فيها الخلاص بسهولة، ففي كل يوم ولحظة تجدين نفسك متورطة بشكل أكبر من السابق وأكثر تعقيدا حتى تصلين لمرحلة يصعب عندها التراجع، وكذلك (داعش) التي أقف ضدها وبقوة فتصرفاتهم لا تمت للإسلام بصلة و(حسبي الله ونعم الوكيل عليهم).
وزادت: (داعش) ومنفذو اعمال الشغب بالعوامية استغلوا اسم هيلة القصير لخدمة مصالحهم وأنا لا علاقة لي بهم فالجميع أرادوا أن يستفيدوا مني، فكانوا يطالبون باطلاق سراح هيلة القصير قائلة (جعلهم الفضخ) وأنا لا علاقة لي بهم، فالرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم نهى أن نروع اليهود والنصارى بكنائسهم بل وحرمه فيكف بالمصلين في بيوت الله!.
هيلة الأم
لم تنجح هيلة كثيرا في اخفاء تلك العبرات التي كانت تخنقها حين الحديث عن ابنتها “الرباب” ذات ال ١٢ عاما التي تعيش مع والدة هيلة أو أن تتجاهل مخاوفها من اللحظة التي ستعي بها ابنتها جريمة أمها وتتبرأ خجلا منها، وقالت:
أخشى كثيرا من فترة نضوجها وأن تلقي باللوم عليّ، فأنا أحاول أن أوصل لها بأن الجميع يخطئ ولكن العبرة أن نصحح الخطأ فخير الخطائين التوابون والخطأ هو أن نبقى على الخطأ.
وأكملت: حقيقة أرغب بالهروب من هذا الواقع، فنظرات الانكسار والألم التي اراها بعينيها في كل مرة تزورني بها وكأنها ترغب بالهروب من حقيقة حياتها إلى حياة هادئة متزنة. فالرباب تتعرض للكثير من الضغوطات المجتمعية، ومنها غيابي المتكرر في جميع مناسبات مجلس الأمهات في مدرستها، فدائما تضطر لمواجهة استفسارات قريناتها لسبب غياب والدتها الذي تبرره بأنه بسبب تعبها وبطنها المفتوحة التي أجبرتها على المكوث في المستشفى.
ومن المواقف التي تعرضت لها الرباب وأثرت كثيرا على الطفلة ووالدتها هيله كما روت:
“اتصلت على الرباب زميلتها تطلب منها أن تشتري لها كعكاً، وقالت الطفلة لرباب: ممكن أن تطلبين من والدك أن يشتري لي كعك وذلك لأن والدي مسافر.
فقالت الرباب: والدي غير موجود.
قالت الطفلة: اتصلي عليه.
فأجابت الرباب حرجاً من أن تقول والدي هالك: لا أعرف رقمه.
فقالت الطفلة: أبلغي والدتك لأن تتصل عليه. وحين شعرت الرباب أنها محاصرة قالت: هاتف والدتي عطلان والآن سننام لتنهي تلك المكالمة الدامية بالنسبة لها فهي ترى أن حياتها شيء يجب ألا يقال”.
تنظيم داعش والتغرير بالشباب
أكدت هيلة بأن التنظيمات الإرهابية جميعها تغرر بالشباب والمراهقين بالتلبيس عليهم بأمور دينية. ويكون الدخول عليهم واللعب على وتر الحور العين والمهدي المنتظر فيسهل من مهتهم في التجنيد واستغلال حماس الشباب الأمر الذي يجعلهم يسبحون بخيالات من كذب نسجته القاعدة وداعش.
رسالة “أم الرباب” للمتطرفين
السلامة لا يعدلها شيء ويجب على المرء ألا يسير بطريق دون أن يعي عواقبه وخطورته، ولو عاد بي الزمن لما سرت بنفس الطريق، طريق القاعدة والهلاك، مؤكدة أنها لو كانت تملك من أمرها شيئا لما قبلت بأي تفجير ولو كان دياراً غير مسلمة فكيف بديار المسلمين؟، محذرة من تنظيم داعش الذي لا يقبل الدين أو المنطق تصرفاتهم.
لااله الاالله محمد رسول الله