تفاصيل اللحظات الأخيرة لعددٍ من المتوفيات في حريق جازان.. وأطفال يودعون والديهم بالدموع
روى عددٌ من النساء من أقرباء ضحايا حريق مستشفى جازان العام، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة قريباتهن، في الحادث الذي أدى لوفاة 25 شخصاً وإصابة 123 آخرين.
وقالت ميساء عقيلي، قريبة إحدى ضحايا الحريق تُدعى “أم مطلق”، إن المتوفاة اتصلت لحظة الحريق على زوجها وأخيها وأخبرتهما بأن الدخان يخنقها هي ووالدتها داخل المستشفى، مبينةً أنه عندما وصل أخوها وابن أخيها للمستشفى، كانت “أم مطلق” قد فارقت الحياة، فيما تم إنقاذ أمها ونقلها لمستشفى آخر لتلقي العلاج.
من جهتها، أبانت “عائشة” بنت خالة الطفلة “همس مغفوري”، إن همس البالغة ذات الـ7 سنوات كانت منومة مع أمها، وأخذت الأم ابنتها وحاولت أن تخرج بها، غير أن كثافة الدخان وتدافع المرضى والمرافقين حال دون ذلك، إلى أن اختنقت الأم وأُغمي عليها، ومن ثمّ اختنقت الطفلة وماتت، حيث تم العثور عليها بعد إطفاء الحريق ملقاة على الأرض وقد وافاها الأجل.
قصة أخرى مشابهة لتلك التي روتها ابتسام ابنة عم الفقيدة “خديجة عميش”، حيث ماتت خديجة اختناقاً في لحظة الحريق، بينما توفيت والدتها متأثرة بجروح فجر اليوم ذاته، فيما طالبت ابتسام وقريبات لضحايا أخريات بمحاسبة المسؤولين المتسببين في هذه الكارثة.
بدورها قالت ابنة المتوفاة فاطمة حسن عشاق، بحسب ما نقلته صحيفة “المدينة”، إن أمها كانت منومة بالمستشفى منذ أكثر من أربعة أشهر، وبقيت بموقع الحريق لمدة ساعتين، مضيفة “لقد رأيتها بعيني والمسعفين يحاولون إنعاشها لكنها ماتت اختناقاً وفشلت محاولات إسعافها بسبب كثافة الدخان”.
ومن ناحية أخرى، تجمع عددٌ من الأطفال يوم أمس السبت أمام عدد من المستشفيات بجازان، لإلقاء نظرة الوداع على آبائهم وذويهم، قبل نقلهم للصلاة عليهم ودفنهم، وفقاً لـ”عكاظ”.
قال الطفل نواف نجل أحد ضحايا الحريق بلهجة يعتصرها الألم والحزن: “لا أصدق أن أبي قد مات، فبعد أن كنت في حضنه عصر يوم الحريق أنا اليوم أنتظر رؤية جثته لوداعه”، فيما قال الطفل أنور علي: “فقدت أمي الغالية ولن أسامح من كان السبب في وفاتها”.