محليات

ميليشيا الحوثي تفرج عن معلمين سعوديين.. والمبعوث الأممي ينقلهما إلى جيبوتي (صور)

أفرجت ميليشيا الحوثي،  الخميس، عن معلمين سعوديين، تم احتجازهما رهينتين في مارس الماضي مع بدء هجوم التحالف العربي “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن.

وتم نقل المعلمين، وهما سالم الغامدي، وعبد المرضي الشراري، إلى جيبوتي برفقة المبعوث الأممي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وكان في استقبال المعلمين لدى وصولهما جيبوتي سفير خادم الحرمين الشريفين بصنعاء محمد آل جابر والقنصل بجيبوتي عبدالعزيز الشبرمي.

 وخلف الجسدان النحيلان اللذان بدا عليهما المعلمان السعوديان سالم الغامدي وعبدالمرضي الشراري، قصة من العذاب امتدت لـ10 أشهر من اختطاف الحوثيين لهما، اختصرها أحدهما بقوله «كانوا يقدمون الطعام لنا في ذات الإناء الذي توضع فيه نفاياتنا».

وعلى الرغم من إيمان الغامدي والشراري، طيلة فترة الاحتجاز، بأن القيادة السعودية لن تدخر جهدا في بذل كل ما من شأنه تحريرهما وإعادتهما إلى أرض الوطن، إلا أنهما كانا ينظران إلى خاطفيهما بعين الريبة وتوقع غير المتوقع.
عبدالمفضي الشراري الذي وصل وزميله سالم الغامدي إلى صالة الطيران الخاص في الرياض مقبلين من جيبوتي بعد إخراجهما من صنعاء، كان يحاول أن يستجمع قواه وهو يتحدث عن اللحظات العصيبة التي عاشاها طيلة أشهر الاختطاف.
ومع ما بدا عليه الشراري من إنهاك، إلا أنه كان يحاول أن يرسم صورة تقريبية لأصعب اللحظات التي مرت عليهما خلال فترة الاحتجاز، ولعل أبرز ما يتذكره منها دخوله في غيبوبة لمدة يومين جراء تعرضه للضرب المبرح على يدي ميليشيات الانقلاب.
يصف الشراري، الظروف التي كان يحتجز فيها وزميله الغامدي بـ»المأساوية».
ويدلل على ذلك بإشارته إلى أن المكان الذي كانا يقبعان بداخله لا تتجاوز مساحته المترين في 3 أمتار، ويزاحمهما فيه مختطفون آخرون من الجنسيات الأمريكية والأوغندية والإثيوبية.
التعامل مع جماعة مسكونة بهاجس الجاسوسية أمر صعب للغاية، هذه النتيجة كانت ما توصل إليه الشراري وهو يسرد قصة الاختطاف منذ البداية، ويقول «على الرغم من أننا حاولنا مرارا أن نشرح للحوثيين حينما اقتحم 4 منهم مدججين بالسلاح فندق الموفنبيك في صنعاء، بأننا في طريقنا إلى جزر القمر في مهمة تعليمية إلا أنهم كانوا يرددون بأننا جواسيس وهددانا بإطلاق النار إن لم ننصع لأوامرهم».
ومنذ لحظات الاختطاف الأولى، وحتى لحظة تحريرهما من خاطفيهما، عاش المعلمان السعوديان عبدالمرضي الشراري وسالم الغامدي، لحظات قاسية جدا، ويقول الأول «كنا نمرض في الأيام ولا نجد من يولينا الرعاية الطبية اللازمة».
وعن طبيعة موقع الاحتجاز، يذكر الشراري بأنه كان عبارة عن مكان ضيق جدا ومظلم للغاية، ويشير إلى أن العناصر الخاطفة عمدت على تقييدهم بالسلاسل وتغطية عينيهما منذ اللحظات الأولى لاختطافهما.
ويضيف «كنا نتحدث مع أشخاص لا نعرف منهم إلا أصواتهم فقط».
وحتى قبل اليوم الأخير من تحرير سراح المختطفين السعوديين، كان الغامدي ممنوعا منعا باتا من التواصل مع أهله وقد يكون لهيئته الملتحية دور في التشدد حياله.
ويشرح زميله الشراري قصة الدقائق الثمانية التي غاب عنه رفيق الاختطاف في اليوم الذي سبق إطلاقهما.
ويبين بأن الأفكار تزاحمت برأسه عن الأسباب التي دفعت بالخاطفين لطلب الغامدي بالاسم، وبعد 8 دقائق من الغياب عاد إليه ليخبره بأنه تواصل مع أهله وطمأنهم عن حالته، ومما زاد الغرابة لدى الرجلين إدخال الحوثيين (أداة قياس) عليهما وطلبهم القياسات الخاصة بالمختطف الغامدي لكون أن حقيبته التي كان ينوي الذهاب بها إلى وجهته الأخيرة (جزر القمر) قبل 10 أشهر، شحنها مباشرة إلى هناك في رحلة «ترانزيت» المتجهة من السعودية عن طريق صنعاء.
ومع بداية عصر الأربعاء الماضي بدت الصورة تتضح للمختطفين السعوديين شيئا فشيئا وأن الفرج الذي طالما انتظراه طيلة الأشهر الماضية بات قريبا منهما أكثر من أي أمر آخر.
وعلى الرغم من اعتقاد الغامدي والشراري في بداية الأمر بأن الحوثيين يسعون لنقلهما إلى مكان احتجاز آخر، بعد أن طلبوا منهما حزم أغراضهما لمغادرة المكان، إلا أن ركوبهما الطائرة التي أقلتهما برفقة المبعوث الخاص بالأزمة اليمنية ولد الشيخ إسماعيل أحمد، كان بمثابة إيذانا بنهاية قصة عذاب مريرة وبداية رواية أمل جديدة.

1f4ba142fe1e9206305fd986a5489a69

 

الصورة

الصورة

الصورة

الصورة

الصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى