العالم

انتقاد لاوباما في صحف عربية بعد “خطاب الوداع”

شن عدد من الكتاب في بعض الصحف العربية الصادرة اليوم هجوما حادا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه مؤخراً، وهو الأخير له قبل أن يُغادر منصبه.

ووجه عدد من الكتاب أصابع الاتهام لاوباما لما يرون أنه تسبب في أزمات المنطقة، بينما انتقده آخرون بسبب تعامله مع القضية الفلسطينية.

كما دعا عدد من الصحف إلى تعزيز مواجهة “الإرهاب”، وذلك في أعقاب الهجمات التي ضربت العاصمة الإندونيسية جاكارتا وخلفت سبعة قتلى.

“في خانة المرتدين”

في مقال بعنوان “خطاب الوداع”، يرى حسن البراري في الشرق القطرية أن “سياسة أوباما في الشرق الأوسط لم تنجح إلا في تقوية إيران وفي خلق فجوة ثقة في السياسة الأمريكية وفي تمكين اليمين الإسرائيلي في التصرف كيفما شاء في الأراضي المحتلة، فحلفاء الولايات المتحدة التقليديون، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، باتوا لا يرتاحون للإدارة ولا يثقون بقدرتها على قراءة ديناميكيات المنطقة بشكل جيد”.

ويستمر البراري في توجيه سهام النقد لسياسات أوباما في المنطقة قائلاً: “استغلت القوى الأخرى، وعلى رأسهم روسيا وإيران، انكفاء الولايات المتحدة الطوعي وفرضت واقعاً جديداً بحيث أصبح الإقليم أقل استقراراً وأكثر ميلاً للتصعيد، في وقت أصبحت فيه أمريكا قوة لا يحترمها إلا القليل ولا يخشاها أحد”.

إلا أن الكاتب ما لبث أن أثنى على أوباما بالقول: “اللافت في خطاب الوداع للرئيس أوباما أن الرجل يتمتع بشجاعة أخلاقية في مواجهة المتطرفين في المجتمع الأمريكي، ويقول بكل وضوح أن داعش لا تمثل الإسلام ذلك الدين الذي يعتبره عظيماً، وما من شك أن انتقاده للتطرف في مجتمعه يعكس وعياً كبيراً لواقع التنوع على المستوى العالمي”.

وفي السياق ذاته، يؤكد مازن حماد في الوطن القطرية أن أوباما قد “طعن فلسطين في ظهرها عندما توقف عن معارضة الاستيطان اليهودي ورفع إيران عن قائمة الإرهاب المقيمة فيها منذ عقود عندما أهداها الاتفاق النووي، فهو إذن ضَرَبَ العرب بقسوة في الشرق الأوسط والخليج وانحاز إلى الشيعة ضد السُنة وسلم سوريا إلى روسيا وليبيا لأوروبا”.

ويمضي حماد في انتقاده للرئيس الأمريكي بالقول “من حق الفلسطينيين أن يضعوا أوباما على لائحة إرهابهم بعد أن صمت تماماً عن استيلاء العصابات الصهيونية على كامل التراب الفلسطيني. ومن حق دول مجلس التعاون وبقية العالم العربي أن تضعه في خانة ‘المرتدين’ بعد أن سجل بتفضيله طهران على الرياض أول مراحل الافتراق الأميركي-السعودي”.

كما يتهم صبحي غندور في البيان الإماراتية واشنطن بالمسؤولية عن “انفصال جنوب السودان”، واصفاً التدخل الأمريكي في المنطقة بالـ”سلبي”.

وشدد غندور على اعتبار الإدارة الأمريكية “طرفاً مباشراً في ما حدث ويحدث في المنطقة العربية من حروبٍ إسرائيلية على لبنان والأراضي الفلسطينية ومن تطورات سياسية وأمنية جذرية تحدث في عدّة بلدان عربية منذ اندلاع الانتفاضات الشعبية في مطلع عام 2011، والتي أفرزت ما هو أولوية دولية الآن من حرب على الإرهاب”.

وفي إطار متصل، شددت روزانا بومنصف في النهار اللبنانية على أن “الرسالة التي وجهتها إيران إليه قبيل القائه خطاب حال الاتحاد باحتجاز عشرة من البحارة الأمريكيين، جنباً الى جنب مع تمنعه عن اتخاذ عقوبات سبق أن قال إنه يجب اتخاذها للجوء إيران إلى اطلاق صواريخ بالستية، قد تسبب في النيل من هيبة الولايات المتحدة، وهذا لا يساعد في دعم تأكيد صورة الولايات المتحدة التي رسمها في خطابه عن حال الاتحاد”.

 

وتشير الأهرام المصرية في افتتاحيتها إلى أن تفجيرات جاكارتا “تقدم دليلاً إضافياً على انتشار وتوحش الإرهاب… وأن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام، ذلك الدين الحنيف الذى شعاره الرحمة والعدل”.

وتعرب الجريدة عن أملها في أن تمثل هذه التفجيرات “نقطة رئيسية كي يراجع فيها العالم كله موقفه من الإرهاب، والبحث عن أسبابه ودوافعه ومموليه وأهدافه واتجاهاته، وانتشاره بهذه السرعة والخطورة. العالم مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بمواجهة الحقيقة واعتماد فكر وأسلوب وآلية حاسمة موحدة تنسق الجهود لاقتلاع هذا الشر المدمر الذى بات يهدد البشرية في كل مكان”.

كما تؤكد افتتاحية الشرق القطرية على الحاجة إلى “وقفة جادة وقوية تتناسب وحجم ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف الآخذ في الانتشار والتفشي، إلى درجة أنه أصبح وباءً يهدد الأمن والسلم الدوليين”.

وفي سياق متصل، تؤكد الوطن القطرية أن “كل دول العالم ليست بمنأى عن الإرهاب، طالما أن هذا الإرهاب لا وطن له ولا دين”.

كما تطالب الصحيفة الدول الإسلامية العربية بالرد بقوة قائلةً: “على الدول الإسلامية التي أعلنت قبل أيام الاتحاد معا لمجابهة الإرهاب أن تنزل هذا الإعلان سريعا على الأرض، عبر استراتيجية أمنية واحدة وعبر فكر واحد لمواجهة الفكر المتشدد والمتطرف الذي يخلع على نفسه الانتماء للإسلام زوراً وظلماً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى