محاكمة سعودي استخرج تأشيرتين أميركية وأسترالية للمتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر قال في اعترافاته إن تعاونه كان من باب المساعدة
كشفت إدانات سعودي، وهو أحد عناصر تنظيم القاعدة، عن أن الباكستاني خالد شيخ محمد، المتهم بتدبير هجمات 11 (سبتمبر (أيلول) 2001، كان ينوي السفر إلى الولايات المتحدة وأستراليا قبل أن ينفذ 19 شخصا عمليات إرهابية استهدفت ولايتي نيويورك وواشنطن، وذلك بعد أن استخرج المدان التأشيرتين بجواز سفر سعودي باسم أحد الأشخاص كان يحتفظ به خالد شيخ في مضافة الأنصار بباكستان، مشيرا خلال مثول المدان في جلسة النطق بالحكم عليه في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، أمس؛ إلى أن شيخ كان يدير العمليات الإرهابية والتنسيق مع عناصر «القاعدة» في السعودية، من مكان وجوده في مضافتيه بقندهار وباكستان.
وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، أمس، أحكاما ابتدائية جديدة بالسجن بين أربع سنوات و23 سنة لـ12 سعوديا وآخر يمني، كانوا ضمن الخلية الـ29 التي يترأسها رئيس المجلس العسكري في تنظيم القاعدة، من بينهم أحد المطلوبين على قائمة الـ36 في الخارج (سلم نفسه للسفارة السعودية بلبنان في 2005).
وأقر المدان 16 الذي حكم عليه بالسجن تسع سنوات والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، باجتماعه بعد أن سافر إلى أفغانستان بداية عام 2000 بخالد شيخ البلوشي المكنى (مختار)، وهو أحد المسؤولين حينها عن مضافة ومركز الإعلام في قندهار، حيث عمل معه في المركز الإعلامي، وقدم له الخدمات بناء على تكليف منه شخصيا، مشيرا إلى أن المقابلات معه تجددت خلال وجود المدان في مناطق القتال، حيث التقى شيخ في مضافة الأنصار بباكستان، وتسلم منه جواز سفر سعوديا باسم أحد الأشخاص، واستجاب لطلبه بعودته إلى السعودية، واستخراجه بذلك الجواز تأشيرة دخول لأستراليا وأميركا.
واجتمع المدان 16 في طريق عودته إلى السعودية مع شخص يكنى بـ(زاهر) في الإمارات، بالتنسيق مع المدبر لتفجيرات نيويورك وواشنطن، حيث استخدم حسابه المصرفي في استقبال حوالة مالية من خارج السعودية بواسطة المكنى (زاهر)، تتضمن مصاريف التنقل، وإتمام استخراج التأشيرات للباكستاني خالد شيخ، حتى يتمكن من السفر إلى أستراليا وأميركا قبل ضربات 11 من سبتمبر، حيث عاد مرة أخرى إلى باكستان وهو يحمل الجواز السعودي وبه تأشيرتا دخول الأراضي الأسترالية والأميركية.
وأقر المدان بأن عدم إفصاحه عن الحقيقة بعد أن قبضت السلطات السعودية عليه، وتأخره في الإدلاء بالاعتراف عن علاقته مع خالد شيخ؛ كان بسبب خشيته من العقاب الصارم من الدولة، كونه ساعد أحد الأشخاص الذي أصبح متهما ومطلوبا بأحداث 11 من سبتمبر 2001، وأن تعاونه مع خالد شيخ كان من باب المساعدة.
ووصف المدان 24 الذي حكم عليه بالسجن 22 سنة والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض بـ«المحكمة الطاغوتية»، وقال بعد استماعه النطق بالحكم إنه لا يعترف بالمحكمة الجزائية المتخصصة بسبب أنها لا تحاكم بحسب الشريعة الإسلامية، لا سيما أن المدان اعتنق الفكر التكفيري واتفق مع أفراد الخلية التي يترأسها رئيس المجلس العسكري في «القاعدة» على القيام بعمليات إرهابية في إحدى الدول الأجنبية، وتوليه تدريب أحد الأشخاص بإلقاء دروس عن المتفجرات واستخدام السلاح.
وانضم المدان 24 إلى الخلية الإرهابية ومعه شقيقه المدان 23، الذي حكم عليه بالسجن 17 سنة والمنع من السفر لمدد مماثلة لسجنه، وذلك بعد عودة الأول من أفغانستان بعد مشاركته في القتال الدائر هناك، وقام بتدريب شقيقه بقصد التهيؤ للقيام بعمليات إرهابية داخل البلاد وخارجها، لا سيما أنه شاهد زعيم الخلية يتهيأ لصنع دائرة كهربائية عبر أجهزة الهواتف المحمولة للتخطيط لعمل إجرامي.
وقال المدان 23 للقاضي بعد استماعه الحكم عليه: «أنا أرفض القضاة، وأرفض المحكمة، وكل ما قلته غير صحيح، لكنك لم تستمع للكلام».
الشرق الأوسط