نقلت حسابات تابعة لتنظيم الدولة “داعش” على موقع تويتر صباح اليوم (الجمعة) أنباء عن مصرع السعودية ريما الجريش المسؤولة عن كتيبة “الخنساء” الإلكترونية بالتنظيم، بغارة للتحالف على مدينة الشدادي في الحسكة بسوريا.
وأشارت الحسابات إلى أن عددا آخر من قيادات التنظيم لقوا مصرعهم جراء الغارات، من بينهم آدم الشيشاني، وأبو عبير العراقي نائب والي الشدادي، وأبو عائشة الجزراوي المسؤول العسكري للشدادي.
وشن التحالف الدولي أمس على مدينة الشدادي وريفها غارات جوية خلفت عدداً من القتلى في صفوف “داعش”.
وتشيربعض المواقع المقربة من التنظيمات المتشددة أن جميع أبنائها قد قتلوا في الغارة غير أن هناك من قال أنهم بخير وقد تم نقلهم إلى مكان آمن .
جدير بالذكر أن ريما الجريش هي إحدى السعوديات اللاتي انضممن إلى عناصر تنظيم الدولة في سوريا، وكانت قد أوقفت قبل سفرها إلى سوريا متسللة من اليمن أكثر من مرة، بسبب اعتصامات قامت بها في منطقة القصيم ودعت فيها إلى التعاطف مع عدد من المتهمين الذين تنظر قضاياهم المحكمة الجزائية المتخصصة، ومن بينهم زوجها محمد الهاملي.
وكان حساب منسوب لابنها معاذقد قال وقت سفرها أن والدته وصلت إلى مناطق الصراع في سوريا التي يحارب فيها تنظيم «داعش». فيما رحبت حسابات منسوبة لمقاتلين تابعين لتنظيم «داعش» انضمام ريما وأبنها، ووضعوا هاشتاغا لذلك كنوع من الترحيب بها.
وأشارت مصادر إلى أن ريما الجريش استطاعت التسلل إلى اليمن عبر الحدود لعدة أشهر ومنها توجهت إلى سوريا، فيما حاول عدد ممن كن معها بالمسيرات التي كانت تنظمها بالقصيم الخروج إلا أنه تم القبض عليهن على مشارف حدود اليمن.
وكانت قد فاجأت الجريش مستخدمي الإنترنت بصور حفلة تصدرتها كعكة كتب عليها «هنيئا لك أم معاذ»، وأهدتها لها معتقلة سابقة أيضا، وقعت عليها باسمها مكتوب بمزيج الزبدة والمحلى الأبيض، وقالت في 3 تغريدات متتابعة: «الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات. أبشركم بوصول ابني معاذ إلى الشام. أسأل الله لنا وله الثبات». وأضافت «اللهم لك الحمد»، وختمت «وداعا بني.. والموعد جنات الخلوووود».
يذكرأن ريما الجريش هي زوجة الموقوف في السجون السعودية محمد الهاملي، حيث أعلنت أوائل نوفمبر الماضي وصولها برفقة أبنائها الأربعة (مارية 14 عاماً، وعبدالعزيز 13 عاماً، وسارة 8 أعوام، وعمار 6 أعوام) إلى سوريا، وانضمامهم لـ”داعش”، وذلك بعد أن سبقها ابنها الأكبر معاذ الهاملي إلى صفوف التنظيم.
وكان هروب ريما الجريش إلى خارج المملكة قبل عدة أشهر شجع كلا من مي الطلق، وأمينة الراشد إلى تكرار المحاولة بعد إقناعهما من قبل من غرروا بهما، إلا أن محاولتهما باءت بالفشل حيث تم القبض عليهما في التاسع عشر من الشهر الماضي، وبرفقتهما ستة أطفال قبل التعمق في الحدود اليمنية.
وأوضحت مصادر في حينها أن مي الطلق (زوجها مسجون في قضايا أمنية)، وأمينة الراشد (زوجها في سوريا ولها أشقاء في السجن بذات الأسباب)، خططتا للسفر إلى اليمن بعد جولات متكررة من الاحتجاجات في شوارع بريدة خلال العامين الماضيين ضمن مجموعة من النساء المطالبات بالإفراج عن ذويهن في السجون، وبمشاركة أيضا من الرجال فيما يعرف بـ (اعتصامات بريدة) قبل أن يقبض على المعتصمات، وفي المرة الأولى تم الاكتفاء بالإنذارات ومن ثم إيقاف، تلته محاكمات.
ورغم أن الأشهر الستة الماضية من العام الجاري شهدت هدوءا نسبيا في الحراك بهذا الاتجاه، إلا أن المفاجأة كانت عندما أبلغت أسرتا مي وأمينة بأنهما موقوفتان على الحدود السعودية – اليمنية وبرفقتهما ستة أطفال، وقامت وزارة الداخلية بتأمين طائرة خاصة نقلت أسرتيهما إلى جازان وبرفقتهما مجموعة من أعيان بريدة ومندوبين من حقوق الإنسان، وتم التقاء أبويهما بهما، وحسب حضور اللقاء بدا الأبوان مصدومين بوصول ابنتيهما إلى الحدود دون معرفتهما، وكانت الصدمة أكبر عندما علما بنيتهما تهريب ستة أطفال (اثنان ابنا مي الطلق، وثالث ابن شقيقتها، واثنان ابنا أمينة الراشد مع شقيقها) وكان أكبرهم في الثانية عشرة من العمر.
ووفقا لحضور اللقاء كانت الفكرة أن تغادر أمينة بولديها إلى سوريا لتلتحق بزوجها فيما تبقى مي ومن معها باليمن.
وأوضحت مصادر أن المرأتين نسقتا مع مهربيهما بأن يخرجا يوم الخميس مع بداية الإجازة الأسبوعية آنذاك، ومن ثم تنقلهما سيارة مع الصغار إلى جازان، وهذا ما حدث ومن هناك نقلتهما سيارة أخرى إلى الحدود حيث سار الجميع برفقة ثلاثة من الجنسية اليمنية، وبعد أن قطعوا كيلوين ونصف الكيلو قبض عليهم رجال حرس الحدود قبل التوغل إلى الداخل اليمني وسُلم الأطفال لذوي المرأتين وعادوا بنفس الطائرة، فيما نقلت مي وأمينة إلى الرياض.
وعن ريما الجريش قالت المصادر إنها استطاعت مغادرة المملكة وكانت قد أعلنت قبل أشهر على حسابها في تويتر أن ابنها – ١٥ عاما – وصل إلى سوريا لينضم إلى المقاتلين هناك في خطوة كانت مفاجأة لأسرتها، فيما يعتقد أنها لحقت به عن طريق اليمن ولم يوضح بيان الداخلية مصيرها وهي التي كانت من قائدات الاعتصامات التي حدثت في بريدة مطالبة بإخراج زوجها من السجن.