أفاد ساكب المادة الحارقة على النساء في التحريات الأولية أن دوافع فعلته بملاحقة النساء وإيذائهن بمادة الأسيد الحارقة تعود إلى أزمة نفسية خلقت عداء بينه وبين الفتيات، بعدما تصدين له أكثر من مرة ورفضن الزواج منه، بعدما كشفت التحقيقات هوية المتهم الذي يحمل الجنسية السورية، وتمكنت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة من التوصل إلى المتهم أمس الثلاثاء بعد فترة قصيرة من إعلان الوقائع التي تورط فيها في عدة مراكز تجارية في وسط وشمال جدة.
وأكد حارق النساء في إفاداته أمام المحققين أنه قرر الانتقام من كافة الفتيات والسيدات، وظل يستهدف من يرتدين العباءات الملونة أو تلك المزينة بنقوش وتطريز، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن النساء والفتيات اللائي تعرضن للإيذاء لا علاقة لهن بأزمته النفسية، إذ درج على اختيارهن عشوائيا دون ترصد.
الجدير بالذكر أن يوم التاسع والعشرين من رمضان شهد أولى حالات الإيذاء بمركز تجاري على شارع سعود الفيصل بعدما تعرضت سيدة إلى المادة الحارقة من شاب ولم تكن تعي لحظة الاعتداء بحقيقة المادة الحارقة التي سكبها الجاني على عباءتها. وأضافت في أقوالها أن المعتدي ألقى بالسائل عليها وهرب من الموقع وهو يصدر حركات غير طبيعية، وظل يصدر ابتساماته كأن شيئا لم يحدث.
وتلقت الشرطة بلاغا بالواقعة بمتابعة وإشراف مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء سعيد القرني وقيادة مدير شرطة جدة العميد عبدالوهاب العسيري، ليتم تشكيل فرق أمنية من شعبة التحريات والبحث الجنائي ونشرها لرصد عشرات المواقع ومراكز تجارية تحسبا لظهور المتهم.
ورصدت الأجهزة الأمنية إفادات شهود عيان قدموا معلومات مهمة أسهمت في إسقاط المتهم، وأشارت معلومات شاهد عيان إلى أنه رأى شخصا يركض هاربا وحاول استيقافه وسؤاله عن سبب فراره فزعم أنه يبحث عن إقامته وحافظة نقوده المفقودتين. وأوضح الشاهد أنه لم يكن على علم بأن الشاب الراكض وراءه جريمة إلا بعد أن رأى تجمع أشخاص حول سيدة أكدت تعرضها إلى رش من مادة حارقة.
قال المحامي والقانوني عامر فلاته إن الفعل المنسوب للمشتبه به المقبوض عليه يعد إعتداء على النفس وسوف يحال إلى النيابة العامة للتحقيق معه في الجرم المتهم به .
وأضاف فلاته ومن ثم يحال إلى المحكمة الجزائية لمحاكمته وإقرار العقوبة المناسبة والتي قد تتراوح بين التعزير بالسجن والجلد فيما لو لم تكن هناك إصابات أو القصاص في حال نتج عن الاعتداء جروح أو حروق.