روى الكاتب الصحفي محمد خضر عريف قصة حدثت معه خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا؛ حيث تعرّض لوعكة صحية وصرف له دواء باهظ الثمن مجاناً، متمنياً أن يجد نظاماً كالذي وجده في بريطانيا في المملكة.
وأوضح عريف في مقاله المنشور بصحيفة “المدينة” تحت عنوان “بعد الستين: الدواء مجاناً”، أنه بعد مرضه توقع أنه لن يتمكن من زيارة أي مستشفى أو مستوصف حكومي لقدومه إلى بريطانيا بتأشيرة سياحية لمدة 6 أشهر وعدم حمله إقامة نظامية أو مؤقتة، لكن ابنته أشارت عليه بزيارة مركز طبي حكومي يعمل طوال النهار بدون مواعيد.
وأضاف أنه ذهب برفقة ابنته إلى المركز ومعه جواز سفره لكنه فوجئ بموظفة الاستقبال تسلمه نموذجاً ليملأه به خانات قليلة كالاسم وتاريخ الميلاد دون أن يطلب رقم جواز السفر أو الجنسية أو غيرهما، ودعته الطبيبة بنفسها لغرفة الكشف، وشخّصت حالته وطلبت منه زيارتها بعد أسبوعين إن لم يتحسن.
وتابع عريف حديثه بأنه ذهب بوصفة العلاج الذي كتبته له الطبيبة إلى الصيدلية، وانتظر حتى أعد الدواء وبعد استلامه سأل عن الثمن، قبل أن تقول له موظفة الصيدلية إن الدواء مجاناً، فأخبرها أنه لا يملك تأميناً طبياً خوفاً من أن ترسل الفاتورة إلى عنوان ابنته، فأخبرته الموظفة أن الحكومة البريطانية تصرف الدواء مجاناً لمن تجاوز عمره الستين دون النظر لجنسيته أو نوع تأشيرته.
وبيّن الكاتب أن هذا الموقف أشعره بقيمته كإنسان، في دولة يزورها ولا ينتمي إليها وكان الكثير من العرب والمسلمين يصفونها بالدولة الاستعمارية الإمبريالية المستبدة، مضيفاً أن تلك المعاملة يندر وجودها في دول العالم الإسلامي وكذلك أمريكا التي ترفع راية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن هذا الموقف تطبيق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “في كل كبد رطبة صدقة”، متمنياً أن يطبق نظام كهذا في المملكة التي دستورها القرآن والسنة وأن يصرف الدواء فيها مجاناً لمن تجاوزوا الستين، خاصة أن معظمهم من المتقاعدين الذين يحتاجون للدواء كل يوم تقريباً، وروى موقفاً رآه في إحدى الصيدليات الكبرى في المملكة، حيث فوجئ مسن بأن قيمة الدواء الذي يحتاجه 3 آلاف ريال، فغادر حزيناً دون أن يشتريه رغم أن حياته قد تتوقف على هذا الدواء.