ضابط إسرائيلي كبير يكشف تفاصيل مثيرة لحرب غزة.. وحقيقة النقص الحاد بدبابات جيش الاحتلال
كشف قائد الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي النقاب عن إصدار قيادة الجيش الأوامر بإخراج كامل ناقلات الجند من القطاع فور تعرض إحدى الناقلات لصاروخ متطور شرق التفاح بداية المعركة البرية حيث قتل في تلك الناقلة 6 جنود وفقد سادس.
وقال الضابط “ايتسيك ترجمان” والمسئول عن أداء لواء جولاني واللواء السابع واللواء الـ88 في المدرعات، بالإضافة لمسئوليته عن المدرسة المهنية في سلاح المشاة أن قرار سحب كامل المدرعات من القطاع في تلك الليلة لم يكن صائباً، منوهاً إلى إصداره للتعليمات بإعادة الناقلات للقطاع بعد مرور 4 ساعات.
ووفقا لصحيفة السبيل الأردنية في عددها الصادر اليوم الأحد، فإنه رداً على سؤال وجهه له المراسل العسكري لموقع “والا” العبري “أمير بوخبوط” حول تلك الحادثة قال ترجمان: إن “الخطة الأساسية لاجتياح القطاع كانت تشمل إدخال قوات راجلة تحت جنح الظلام وبعدها تدخل الدبابات”.
وأضاف “لكن بعد أن رأى قائد لواء جولاني “غسان عليان” كثافة الهاون المطلقة على مواقع تجمع قوات الجيش حول القطاع وعلى المعابر والبوابات في السياج قال لي هيا بنا ندخل القطاع بسرعة وتحت غطاء من الدخان ووافقته الرأي لأنه لم يكن لدينا ما يكفي من الآليات”.
وأشار إلى أن الجيش يعاني من نقص في ناقلات الجند المتطورة من طراز “النمر” كما تنقصه الكثير من الدبابات المزودة بنظام “معطف الريح” المضاد للصواريخ، في حين يتواجد لدى الجيش ناقلات جند ودبابات من سنوات الستينات والتي قد تحتمل صواريخ تقليدية ولكنها تصبح “كالمعجون” حال تعرضها لصواريخ متطورة والتي يتوفر جزء منها لدى مسلحي القطاع.
وتحدث ترجمان عن معركة الشجاعية قائلاً أنها كانت من اللحظات الجنونية. وأضاف “رأيت الطرف الآخر يسيطر على المنطقة من كل جانب والنيران تنهمر علينا كالمطر بينما تحدث معي أحد قادة جفعاتي قائلاً إنهم يطلقون علينا القذائف كالمجانين وكلما حاولت الخروج من المبنى يطلقون علي الهاون”.
وتابع: “قلت له انزل للطابق السفلي واذهب إلى الجانب الشرقي وعندها أمرت بإطلاق جنوني للقذائف بمعدل 600 قذيفة باتجاه مساحة لا تتجاوز 400 متر، وبعدها إتصل علي الضابط وقال: لماذا تطلق النار علي فقلت له لا تقلق فنحن نطلق القذائف على مسافة 150 متر من موقعك فلا تقلق، ولا أذكر مرة إستخدمنا فيها نيران للإنقاذ بهذه الكثافة”.
ورداً على سؤال حول الانتقادات التي وجهت للواء جولاني بدخوله الشجاعية بشكل أعمى قال ترجمان: “إن تلك النقطة كانت أفضل نقاط العبور فقد أخذنا بالحسبان دخول شمال القطاع من أكثر الأماكن المأهولة قرباً من الجدار وذلك حتى لا نمكن مطلقي الصواريخ المضادة للدروع من التسديد لأن إطلاق هكذا صواريخ بحاجة لمسافة تسديد ولو دخلنا من أقصى الشمال لتعرضنا لصواريخ أكثر”.
وتطرق ترجمان إلى عملية اختطاف الجندي “اورون شاؤول” في تلك الليلة قائلاً: “إن العملية لا زالت غامضة وأن الجيش لا يعرف كامل التفاصيل حول ظروف قتل واختطاف شاؤول، منوهاً إلى إبلاغ الجيش عائلة شاؤول كل ما يعرفونه عن ظروف فقدانه.
وقال: “نزل الجنود في لحظة ما من الناقلة وعادوا إليها فيما بعد ولكن السؤال الملح هو هل عاد شاؤول للناقلة مع باقي الجنود أم بقي خارجها”، مشيراً إلى أن إعطاء اللجنة العسكرية قرارها باعتبار شاؤول قتيلاً في أرض المعركة جاء بناءً على المعطيات التي جمعت من المكان.
ولفت إلى أن التعليمات التي أعطاها للجيش في حينها ويعطيها اليوم تقضي بإعادة الجندي حياً أو ميتاً وفي أي وقت حتى لو أدى ذلك لتعريض حياة القوة للخطر.
وتحدث ترجمان أيضاً عن عملية اقتحام مجموعة من القسام لموقع عسكري شرق كيبوتس ناحال عوز خلال الحرب قائلاً: “إن تصوير الفيديو الذي بثته حماس كان ممنتجاً وقد تم تصويره عبر 3 كاميرات مبدياً أسفه من الشائعات التي سرت في أعقاب الفيديو والتي تحدثت عن مقتل الجنود وهم نائمون”.
وقال: “خرج المسلحون من النفق إلى منطقة بعكس إتحاه نظر الجنود حيث ركز جنود البرج نظرهم في تلك اللحظة على المعبر حتى لا يدخل المخربون من القطاع في حين كان باقي الجنود في ساحة الموقع ويلبسون الستر الواقية ومعهم أسلحتهم”.
وأوضح قائلاً: “ما حدث أن أحد المخربين أكمن في نقطة غير متوقعة وهي بين أحد شقوق جدران الموقع في حين ركض آخر بإتجاه بوابة الموقع وعندها أبلغ أحد الجنود المتواجدين في الساحة قائده أنه يسمع عبارات بالعربية وفي تلك اللحظة مشط الجميع أسلحتهم وبدأوا بإطلاق النار”.
وتابع: “رأينا فوارغ طلقات على الأرض وأسلحة مع طلقات في بيت النار ولكنهم تلقوا النيران القاتلة من ذلك المخرب الذي كان يوجه سلاحه من إحدى الشقوق في الكتل الإسمنتية وقتلهم، وعندها دخل المخربون للموقع وحاولوا سحب جثة أحد الجنود ولكن إطلاق النار من الجندي المتواجد على البرج أدت لقتل أحدهم وفر الباقون دون الجثة”.
وأبدى ترجمان امتعاضه من طريقة انتشار الجيش في ذلك الموقع قائلاً: “إنه كان يتوجب على الجنديين المتواجدين في البرج النزول من هناك ومحاولة الاشتباك مع المسلحين ومع ذلك فقد أبدى مخاوفه من إمكانية اختطاف أحدهم لو نزلوا”.
واختتم الضابط حديثه حول نتائج الحرب على القطاع قائلاً: “إن الشعور العام محبط حيث تم تضييع الكثير من الفرص للخروج بنتيجة أفضل في حين لا زال يرى الخوف في أعين مستوطني غلاف غزة بينما يخاف الأطفال من النوم أو من الخروج من المنزل أو الذهاب للمدرسة”.
وواصل حديثه: “أنا أب ولا يمكنني تجاهل هكذا شعور”، ولكنه أشار إلى أن الهدف الأسمى الذي دفع الجيش حياة جنوده لأجله كان منع تسلل المسلحين للبلدات المحاذية للقطاع، وقال: “حتى توقف النار عليك الاحتلال وقد نفذت ما طلبوه مني”.