ترامب غير أسلوب تعامل الرؤساء الأمريكيين مع العالم بعد ان اعترف بتراجع أمريكا علنا ..
يقول غيديون إن ترامب “عندما خطب في الأمم المتحدة الشهر الماضي ضحك منه الجمهور. وكانت تلك أكبر إهانة يتلقاها رئيس أمريكي، ولكنني أتوقع بمرارة أن ترامب هو الذي سيضحك أخيرا، فسيكون الرئيس الذي غير التاريخ وجسد روح عصره”.
ويضيف أن ترامب متعود على الكذب، وإدارته وضعت الأطفال في معسكرات مكتظة، ووصفه وزير خارجيته السابق ريكس تليرسون بأنه “أحمق”، ولكن هذا كله لم يمنعه من أن يكون “شخصية تاريخية عالمية” بتعبير الفيلسوف هيغل.
ويرى غيديون أن ترامب غير أسلوب تعامل الرؤساء الأمريكيين مع العالم، “فكان سابقوه إما ينفون تراجع القوة الأمريكية أو يتحدثون عنها في سرية، ولكن ترامب اعترف بهذا التراجع علنا وحاول قلبه. ووسيلته في ذلك استعمال القوة الأمريكية بكل وحشية، بهدف وضع قواعد جديدة تكون في مصلحة الولايات المتحدة، قبل فوات الأوان”.
وتخلى ترامب عن اللباقة التي دأب عليها سابقوه، وانتهج أسلوب التنمر مع الأصدقاء مثل الأعداء. وقرر ترامب أيضا أن تزايد قوة الصين وغناها ليس في صالح الولايات المتحدة، ولذلك يحاول الوقوف في وجهها وهذا تغير جذري في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، حسب رأي غيديون.
وعلى الصعيد الداخلي، استطاع ترامب، حسب الكاتب، أن يبين الهوة الكبيرة بين رأي النخبة الأمريكية ورأي عموم الأمريكيين في قضايا مختلفة مثل الهجرة والتجارة والهوية والسياسة.
وقال إنه يفعل ما يعتبره المحللون انتحارا سياسيا، ولكن حدسه يغلب توقعات المحللين. كما استغل رغم تقدمه في السن مواقع التواصل الاجتماعي أفضل من غيره من السياسيين.
ولكن هل ستكلل كل هذه المواقف الراديكالية بالنجاح. يرى الكاتب أنه من السابق لأوانه توقع النجاح أو الفشل.
التهديد النووي
ونشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا عن تهديد الرئيس الأمريكي بالانسحاب من اتفاقية عسكرية روسية قد تشعل سباق التسلح في العالم من جديد.
تذكر الصحيفة أن الولايات المتحدة وقعت منذ 30 عاما اتفاقا مع الاتحاد السوفييتي سابقا يقضي بحظر جميع الصواريخ النووية التقليدية التي يبلغ مداها من 500 كيلومتر إلى 5500 كيلومتر بهدف إزالة المخاوف من استهداف موسكو لعواصم أوروبية، وكانت الاتفاقية ناجحة.
وتقول التايمز إنه منذ فترة الرئيس السابق، باراك أوباما، ظهرت أدلة على أن روسيا تطور صاروخا جديدا يزيد مداه عن الحد المتفق عليه في عام 1987.
وتفيد تقارير أمريكية بأن هذا الصاروخ يمكنه الوصول إلى عواصم غربية.
ولكن التايمز ترى أن اعتزام الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاقية ليس ردا حكيما. فقد وقع الاتفافية، رونالد ريغن وميخائيل غورباتشوف، بعد أعوام من المظاهرات الحاشدة والاعتصامات حول القواعد الأمريكية في أوروبا الغربية.
وكان نشر الصواريخ الأمريكية يهدف إلى صد الصواريخ السوفييتية الجديدة، التي تحمل رؤوسا نووية.
وترى الصحيفة أن من مخاطر الانسحاب من الاتفاقية التي أوقفت الحرب الباردة ظهور عداء جديد لأمريكا وتدهور العلاقات داخل حلف الناتو. وتضيف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيكون سعيدا بهذا الانسحاب لأنه سيسمح له بتجريب صواريخه الجديدة علنا، وإلقاء اللوم على ترامب وحده.
وتقول التايمز إن المطلوب بدل الانسحاب من الاتفاقية الضغط على موسكو لتلتزم بشروط الاتفاق، والتأكيد على أنه رغم الخلافات بين واشنطن وموسكو يمكنهما العمل معا لضم الصين إلى الاتفاقية، من أجل تعزيز السلم في العالم.
—————————————
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.