قرية “للنساء فقط” شمالي سوريا…
احتفلت المرأة بيوم مناهضة العنف ضد المرأة في “روجآفا” شمال شرقي سوريا بتجربة فريدة حققتها النساء الكرديات الملقبات بـ “نساء أمازونيات”، وهي إنشاء قرية خاصة بالنساء تحت اسم “جينوار” التي تعني موطن المرأة بالكردية.
يحق للرجال زيارة أقاربهم في هذه القرية دون السماح لهم بالإقامة فيها.
لمحة عن القرية
النساء، اللائي بنين هذه القرية، ينتمين لمختلف المنظمات النسوية الموجودة في مناطق سيطرة الأكراد في نواحي محافظة الحسكة، وقد اقترحن فكرة المشروع منذ عام 2015، ووافقت عليه هيئات تعنى بالمرأة في “روجآفا” بعد عام من الاجتماعات التي تتعلق بآلية تأسيس قرية كهذه.
كما وُضع حجر الأساس لهذه القرية في مارس/آذار عام 2017 وافتُتحت رسمياً في اليوم العالمي للعنف ضد المرأة، وتقول رومت هفال المشرفة على القرية :” إنها أول تجربة من نوعها في سوريا والشرق الأوسط، ولن تكون حكراً على الكرديات فقط، بل نرحب بكل راغبة في العيش فيها بغض النظر عن قوميتها ودينها وطائفتها”.
حجر الأساس
قامت النساء اللواتي عملن في إعمار القرية بصناعة اللبنات أو القرميد الطيني مستفيدين من توفر المواد الخام في المنطقة، كما زرعت مجموعات أخرى الأشجار بدلا من بناء الجدران، كسياج حول القرية لتكون صديقة للبيئة.
أما بلدية منطقة الدرباسية التي تتبع لها القرية، فزودت النساء العاملات بالآليات اللازمة مثل الجرافات وآليات نقل مواد البناء.
تناقش مسودة النظام الداخلي للقرية، وتم التوصل بأن تكون القرية تابعة لناحية الدرباسية في الحسكة، شمالي شرقي سوريا.
وترجع أصول النساء في هذه القرية إلى بلدات مختلفة من محافظة الحسكة، مثل تل تمر والدرباسية وكوباني.
ولهذه القرية وحدات حماية من الشرطيات الشابات اللواتي تتمثل مهمتهن في حماية القرية من أي عنصر دخيل.
جدل
ألهم افتتاح هذه القرية الكثير في مواقع التواصل الاجتماعي، كما اقتسمت الآراء بين ثناء وذم.
فقد وجدت النساء ممن أثنين على القرية على أنها خطوة تعد عن قدرة النساء على القيام بأعمال عُدت حكرا على الرجال كالقيام بصناعة اللبنات وقيادة آليات البناء الضخمة.
ومن ناحية أخرى، أثارت القرية سخرية بعضهم ممن راهنوا على مدى قدرة هذه القرية على الصمود.
إلا أن المشرفة على القرية، رومت هفال، قالت:” هذا ليس فصل بين الرجل والمرأة، بل هو مكان آمن لحماية النساء اللواتي فقدن معيلهن في الحرب، أو الأرامل أو الأمهات الوحيدات اللواتي يقع على كاهلهن تربية أطفالهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.
لماذا هذه القرية؟
تقول المشرفة على القرية، رومت هفال،: “نمر اليوم بمرحلة صعبة، لذا يجب علينا تنظيم صفوف النساء وتوعيتهن وتدريبهن على الحماية الذاتية” وتضيف: ” إلى جانب ذلك لا بد من بناء مأوى للمرأة كي تحمي ذاتها وأطفالها، وهذا يتطلب منا العمل على كافة المستويات من أجل تطوير المؤسسات التي تعني بشؤون المرأة”.
خدمات
تتألف القرية من 30 منزلا في الوقت الحالي، وقد جُهزت القرية بمستوصف صحي وتم تأمين أنواع مختلفة من الأعشاب والمختصات في استخدامهن لمعالجة الأمراض الخفيفة، كما تم تزويدها بـ 200 رأس من الأغنام.
وجُهزت القرية بمدرسة ابتدائية ومتحفاً صغيرا ومسرحا ومخبزا ومزرعة لزراعة الخضروات، ومقهى ومطعما للضيوف ومجلسا للمرأة ومشغلا للخياطة.
كما أن لهذه القرية وحدات حماية من الشرطيات الشابات “أسايش المرأة” تتمثل مهمتهن في حماية القرية من أي خطر محتمل كأي قرية عادية.
وتقول رومت إنهم في جينوار يسعين إلى إزالة الفوارق المبنية على أساس الجنس من ناحية وبين النساء أنفسهن من ناحية أخرى، كما يسعين إلى إثبات قدرات النساء في إدارة أمورهن الحياتية والتعاون فيما بينهن من أجل تطوير مجتمعهن وتجربة قريتهن.
أما فراشين زردشت عضوة في لجنة بناء قرية جينوار فتقول إن ” 15 مؤسسة ومنظمة نسائية أسهمت جميعها في بناء هذه القرية، من أبرزها اتحاد ستار وتنظيم المرأة في البلديات ومؤسسة العلاقات الدبلوماسية للمرأة”.
وتضيف:” لقد تم التخطيط لها لينتهي بناءها في الوقت المحدد، وها هي المرأة تثبت أنها قادرة على التخطيط والتنفيذ دون تأجيل الأعمال الموكلة إليها.