هل يتراجع وزير التعليم السعودي الجديد عن قرارات سلفه أحمد العيسى المثيرة للجدل؟
يتابع ملايين المعلمين والطلاب وذويهم في السعودية، التصريحات الأولى لوزير التعليم السعودي الجديد، حمد بن محمد آل الشيخ، وقراراته الأولى التي سيتخذها، على أمل أن تتضمن نهجًا مغايرًا لسلفه أحمد العيسى الذي أثارت عدة قرارات اتخذها إبان فترة عمله في الوزارة جدلاً واسعًا في المملكة.
وأعفى الملك سلمان بن عبدالعزيز، الوزير العيسى دون إبداء أي أسباب كما جرت العادة عند صدور أوامر ملكية تتضمن تغييرات في المناصب العليا، لكنه عينه في منصبي مستشار في الديوان الملكي ورئيس لمجلس إدارة هيئة تقويم التعليم، في مؤشر على استمرار دور رئيسي له في القطاع التعليمي.
وكان كثير من السعوديين العاملين في الوسط التعليمي، لاسيما شريحة المعلمين الأكبر، بجانب عدد من طلاب المدارس وذويهم، قد أبدوا ابتهاجًا علنيًا بإعفاء العيسى من منصبه وتعيين حمد آل الشيخ وزيرًا جديدًا مكانه، بعد أن ترددت مطالب بإقالته على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة منذ تعيينه في رأس هرم الوزارة أواخر العام 2015.
لكن وجود الوزير السابق في منصب رئيس لمجلس إدارة هيئة تقويم التعليم، بدد جزءًا كبيرًا من التطلعات بتراجع الوزير الجديد عن قرارات سلفه، بجانب اتباع وزارات المملكة منذ إقرار مشروع “رؤية السعودية 2030” في العام 2016، لخطط تغيير تتضمن تحقيق أهداف الرؤيا في كل القطاعات بما فيها التعليم وفق مراحل تمت دراستها وآلية تنفيذها.
كما أن التغييرات الأخيرة في المناصب، لم تتضمن إعفاءات نهائية للمسؤولين إلا على نطاق ضيق، وبعضها تم بطلب من أصحابها، فيما يُنظر لتلك التغييرات على أنها تعزيز ودعم لإدارات المملكة من خلال رفدها بخبرات جديدة، كما حصل بتعيين آل الشيخ في وزارة التعليم بالتزامن مع تعيين الوزير السابق العيسى في منصب تعليمي رفيع المستوى أيضًا.
وتهدف “رؤية السعودية 2030” في الشق الخاص بقطاع التعليم، إلى توفير فرص التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة، ورفع جودة مخرجات التعليم، وزيادة فاعلية البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتنمية الشراكة المجتمعية، والارتقاء بقدرات ومهارات منسوبي التعليم.
ولتحقيق تلك الأهداف، تعمل الوزارة على تنفيذ عدد من الخطط والبرامج الفرعية، التي أثارت جدلاً واسعاً في القطاع التعليمي، وبينها إضافة ساعة دوام تحت مسمى النشاط، بجانب إلزام المعلمين بالدوام في فترة الإجازة الصيفية، ومنعهم من الغياب في أيام تعليق الدراسة بجانب خطط الخصخصة في مدارس التعليم العام.
ووفقًا لتلك المعطيات، فإن احتمال تراجع الوزير الجديد للتعليم، عن قرارات اتخذها العيسى، لاسيما في الملفات المثيرة للجدل، والتي ينقسم بشأنها السعوديون، من معلمين وطلاب وذويهم، أمر غير وارد إلا في حدود ضيقة.
ويدرس نحو 6 ملايين طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية في السعودية، ويشرف عليهم نحو 700 ألف معلم ومعلمة يعملون في قرابة 35 ألف مدرسة ومنشأة تعليمية عامة وخاصة.