أشهر سعوديين عاشوا في الهند قبل 120 عاماً
يتداول أهل الجزيرة العربية مثلاً شهيراً هو “الهند هندك لا قل ما عندك”، حينما يفكر التاجر بالتغريبة نحو بلاد الهند والسند، إذا بدأت تجارته بالكساد والخسارة المتلاحقة، لتلمع الهند كمحطة من محطات التجارة عند أهل الجزيرة العربية قديماً.
وعرفت الهند الكثير من السعوديين الذين تغربوا نحو عاصمة التوابل العالمية، وعمل العديد منهم في التجارة هناك، وبقي البعض حتى يومنا الحالي، كما هو الحال مع بعض أسرة البسام.
ويمد التجار العرب السفن القادمة على خط الحرير بالذهب والنحاس واللؤلؤ والأحجار الكريمة بشتى أنواعها، حتى أصبح البعض يعتقد أن رمال الجزيرة العربية عبارة عن أحجار كريمة.
الهند هندك
وأُطلق المثل الشهير بعض تجار الجزيرة العربية، حينما يذهب فقيراً ويعود غنياً، ليحفز الآخرين على اتخاذ الخطوة نفسها والبدء في عمل تجاري شاق، يبدأه من سواحل الخليج العربي وينتهي في مدينة بومباي الهندية، وهي المدينة الهندية التي يقصدها أكثر المتغربين من الجزيرة العربية.
من هنا، يشير الباحث في تاريخ العقيلات عبداللطيف الوهيبي، إلى أن هناك أسماء كثيرة من التجار الذين انطلقت تجارتهم من الهند في رحلات العقيلات الشهيرة، والبعض منهم رحل فقيراً وعاد غنياً، كما أن بعض الأسماء بقيت هناك منذ ما يزيد عن 120 عاماً.
وقال الوهيبي: “أكثر العوائل ريادة في سوق الهند هم من عائلة البسام، وبقي منهم البعض هناك، وكانت التجارة المنقولة من هناك التوابل والسيوف الهندية المنحنية، وكذلك الخيل المهجنة، حيث نقلوها عبر البواخر للجزيرة العربية، وأصبحت بعض الأسماء هناك دليلاً تجارياً للراغبين بالبدء في التجارة أو العمل في الهند، في وقت كانت تشح فيه الموارد بالجزيرة العربية قبيل اكتشاف النفط”.
وكان بن سليمان الوزير الشهير في عهد الملك عبدالعزيز، قد بدأ حياته من الهند، وعمل هناك قبل أن يعود من جديد للبحرين ويبدأ عملا تجاريا في موانئ اللؤلؤ، حتى التحق بالملك عبدالعزيز ليسدد عنه بعض ديونه المتراكمة في البحرين، ويبدأ العمل الحكومي مع الملك المؤسس.
وذكر الوهيبي أن “أشهر من تاجر في الخيل هما الأخوان محمد وراشد التميمي، ونقلا الخيل المهجنة إلى جانب التوابل والأكسية الهندية التي دخلت الجزيرة العربية بألوانها الزاهية”