بيان عائلة خاشقجي… والميديا الهزيلة
هل ردّ أبناء وعائلة الصحافي السعودي القتيل جمال خاشقجي على مزاعم صحافية نشرتها «الواشنطن بوست» الأميركية وبعض المنصات الغربية حول «تسوية» مالية مع أبناء جمال، بما يعني «لملمة» الموضوع، وتضييع المحاسبة؟ هل يكفي ردّ العائلة لإفحام جماعة «البوست» ومن لفّ لفّهم؟
صلاح خاشقجي، نجل جمال، وهو يعمل في المجال البنكي ويكتب فيه، نشر بياناً عبر حسابه في «تويتر»، أكدّ فيه: «لم يسبق لنا أن ناقشنا، لا سابقاً ولا حالياً، أي نوع من أنواع التسوية المزعومة».
أما المستشار معتصم خاشقجي محامي عائلة جمال، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن البيان جاء رداً على المزاعم التي أثيرت مؤخراً. وأضاف معتصم: «إجراءات المحاكمة تسير بشكل ممتاز». وحول القصص الصحافية الغربية الأخيرة عن «التسوية» المالية مع عائلة جمال، قال محامي العائلة: «لم يتصل بنا أحد، أخذوا من مصادر غير معروفة أو مصادر تدعي أنها على اطلاع».
قصة كبيرة عريضة، لم يتكلف أحد صحافيي «الواشنطن بوست» ومن تلقف عنهم، عناء سؤال المصدر الأساسي، أبطال القصة، خاصة أن بعض أبناء وبنات جمال يقيمون في أميركا نفسها!
معتصم خاشقجي، المحامي، وصف سلوك بعض الإعلام الغربي وغير الغربي وبعض النشطاء بأنهم «يتاجرون بالموضوع ويستغلونه استغلالاً عبر رفع الشعارات».
لن يقف الأمر عند هذا الحد، فحلب قضية جمال خاشقجي في محلب السياسة والدعايات السوداء ضد الدولة السعودية كاملة، وضد المسار السعودي، وضد المستقبل السعودي، هو أمر جوهري لدى أعداء السعودية، قبل وبعد وأثناء قضية جمال خاشقجي المأساوية.
إذا كان الهدف محاسبة الفعلة، فالنيابة السعودية العامة قد طالبت في يناير (كانون الثاني) الماضي بإعدام 5 من الموقوفين، لضلوعهم في جريمة قتل جمال خاشقجي بقنصلية المملكة في إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 وتم إيقاف 21 شخصاً على ذمة التحقيق.
لكن الهدف لدى مشعلي النار المجوسية الخالدة في فرن القضية، ليس القصاص لجمال وإجراء العدالة، بل استهداف الدولة السعودية، خاصة في هذا الوقت الذي تفعل الدولة فيه فعلها الواضح في التصدي لجماعات الخراب، وسلاطين العصمنلية الجدد، وشاهات الفرس المعممين، ومعهم فلول «الإخوان» والخمينية وموتورو اليسار، العربي والإفرنجي.
تلك هي قضيتهم، وليست قضية أبناء وعائلة جمال خاشقجي المحصورة فقط في تحقيق العدل والقصاص ولا غير.
ليست هذه أول نكسة مهنية لـ«الواشنطن بوست»، وأشباهها، ولن تكون الأخيرة، بسبب سيطرة غريزة الكراهية والانتقام على معايير العمل المهني وأخلاقياته، كما يقول أهل العلم من صناع الصحافة.
مشاري الذايدي