بعد صفعتَيْ الكويت وعُمان.. هل حان وقت سحب تنظيم المونديال من قطر؟
بات السؤال الذي يشغل بال المتابعين والمهتمين بكرة القدم العالمية، والأكثر إلحاحا الآن: هل حان وقت سحب تنظيم المونديال من قطر؟ إذ تشير المؤشرات إلى تعاظم احتمالية سحب التنظيم في الفترة القادمة بعد فشل محاولات جياني إنفانتينو في إسناد بعض المجموعات والمباريات إلى الكويت وعُمان، وهو ما كان يعول عليه كثيرًا رئيس “فيفا”؛ وهو ما وضع المجتمع الكروي الدولي في مأزق، تستحيل معه فكرة الإبقاء على المونديال في الإمارة الخليجية الصغيرة.
كما بات الآن على الاتحاد الدولي الاختيار بين تطوير مسابقته ورفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا، وما يستتبع ذلك من زيادة العوائد الإعلانية والأرباح وعوائد البث التلفزيوني، أو التخلي عن كل ذلك مقابل إقامة المونديال في الإمارة الصغيرة المنبوذة بين جيرانها بسبب نظامها المارق.
الكويت وعُمان ترفضان
وكانت الكويت قد أبدت عدم قدرتها على تلبية اشتراطات “فيفا”، ومنها منح تأشيرات الدخول لمختلف الجنسيات، والسماح لشركات المشروبات الروحية بالترويج لمنتجاتها خلال مباريات المونديال، إضافة إلى بناء أربعة ملاعب تحسبًا لاستضافة 4 مجموعات من البطولة، وهي الشروط نفسها التي رفضتها سلطنة عمان هي الأخرى، وهما أقرب بلدين كانت تعول عليهما الدوحة كثيرًا لمشاركتها الاستضافة حتى لا تطير حقوق التنظيم؛ إذ لا تتمتع الإمارة الخليجية بعلاقات طيبة مع جيرانها الآخرين في المنطقة (السعودية والإمارات والبحرين)، وهي الدول الخمس التي رصدها “فيفا” كشركاء محتملين للدوحة في التنظيم؛ ما يهدد فرصها بقوة في تنظيم الحدث الكروي الأبرز في العالم.
ومن المعلوم أن السلطات القطرية القائمة على التنظيم أباحت تناول الكحوليات للجماهير الوافدة لمشاهدة البطولة، وقال الأمين العام للجنة المشاريع والإرث القطرية حسن الذوادي في تصريحات سابقة: إن الجماهير سيكون بمقدورهم تناول الكحول في مناطق محددة. لافتًا إلى أن السلطات ستتعامل بـ “لطف كبير” مع أي شخص في حالة سكر في مكان عام!
تصويت على الزيادة
وفي مارس الماضي صوَّت مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في اجتماعه بمدينة ميامي الأمريكية بشكل مبدئي على رفع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 من 32 إلى 48، على أن يُتخذ القرار النهائي خلال اجتماع باريس في يونيو المقبل.
ووفقًا لدراسة الجدوى التي أعدتها “فيفا”، فإن زيادة عدد الفرق إلى 48 ستؤدي إلى زيادة عدد المباريات إلى 80؛ وهو ما يتوجب معه إقامة بعض المنافسات خارج قطر في دولة مجاورة.
ويبدو أن الاتحاد الدولي في طريقه بالفعل لإقرار رفع عدد المنتخبات رسميًّا؛ ويدلل على ذلك جولات “إنفانتينو” الخارجية لإقناع الدول المجاورة للدوحة باستضافة بعض المباريات، خاصة أن توسيع رقعة المشاركة سيؤمِّن “بين 300 و400 مليون دولار عائدات إضافية، بينها 120 مليون دولار أمريكي حقوق نقل تلفزيوني، و150 مليون دولار حقوق تسويق، و90 مليون دولار من بيع التذاكر، وهي مبالغ ضخمة بإمكانها تطوير المنظومة الكروية، وأنشطة “فيفا” التطويرية والتنموية.
هل تشارك طهران الدوحة؟
وفي الآونة الأخيرة تناقلت بعض وسائل الإعلام المحسوبة على الدوحة أخبارًا عن إمكانية مشاركة إيران في استضافة بعض المباريات عوضًا عن جيران قطر الخليجيين، ولكن يظل هذا الخيار مستبعدًا نظرًا لسجل طهران الدموي والتخريبي حول العالم، وعلاقاتها السيئة بمحيطها الإقليمي والدولي؛ إذ من المستبعد أن يوافق “فيفا” على المقترح القطري حال ظهوره للعلن، فضلاً عن إمكانية أن تولد خطوة كهذه شقاقًا في النسيج الكروي الدولي، علاوة على احتمالية انسحاب دول بارزة من المشاركة بمنتخباتها في كأس العالم.