نجاح أول مغسلة سيارات متنقلة في السعودية تدار بواسطة فريق عمل نسائي
في ظل زمن يحاصره ضيق الوقت وكثرة الأشغال، لم تستطع هناء باحميشان الاستغناء عن سيارتها الخاصة إذا احتاجت تلميعها يوماً. فشركات التلميع، في السعودية، تتطلب إبقاء السيارة مدة يوم أو يومين، ناهيك عن الوقت الإضافي الذي كانت تحتاجه باحميشان لإيصال سيارتها وإعادتها من الشركات المختصة.
لذا، فكرت باحميشان مع زوجها بتأسيس شركة لتلميع السيارات أمام المنزل وخلال ساعات معدودة. ومن هنا، بدأت مهمة البحث لباحميشان، حيث وجدت أن هذه الفكرة تنطبق في بلاد أخرى، إلا أنها رفضت أن تأخذ علامتها التجارية، وقررت أن تؤسس شركة سعودية خاصة بها.
أسست باحميشان مع زوجها شركة “بوليشر” في العام 2015، وكانت بداية العمل في 2016. وجاء ذلك بعد عام من دراسة السوق لمعرفة أفضل الأجهزة والمواد والأدوات التي تضمن سرعة الخدمة، بالإضافة إلى دراسة أنواع وخامات السيارات الداخلية والخارجية للعناية بها بالطريقة المثلى والحفاظ على سلامتها.
ولا يقتصر تطبيق الخدمة على السيارات فحسب، بل أيضاً الدراجات النارية. كما أنها توفر خدمات التلميع الشامل، أي الداخلي والخارجي. وقريباً، ستقدم خدمات الحماية بتقنية النانو.
وأوضحت باحميشان أن الفكرة نالت استحسان المجتمع، فالعديد من الأشخاص يفضلون تأجيل تلميع سياراتهم بسبب عجقة المغاسل والخدمات المنخفضة الجودة التي تنفذ على أجزاء السيارة، وأهمها الأجزاء الداخلية.
ومن الأسباب الأساسية لنجاح شركة “بوليشر” هي العناية الفائقة بالعملاء وتقديم خدمة عالية الجودة، كما أنها تتميز بدقة اختيار الفنيين وإخضاعهم إلى برنامج تدريبي مكثف.
وعن العقبات التي واجهتها باحميشان، فتمثلت بحسب قولها في “صعوبة الإجراءات الحكومية والنظامية ومصاريفها المرتفعة التي أثقلت كاهلنا”، متمنية أن “تسهل رؤية المملكة 2030 من هذه العقبات، لأن الشركات الناشئة هي عصب التطور والنمو.”
ويشار إلى أن “بوليشر” تقدمت إلى مسرعة الأعمال، “قطوف الريادة،” حيث تم قبولها من بين 16 فكرة مشروع. وبدورها، ساهمت في تقديم الدعم المادي والإرشادي والتسهيلات التي ساعدت شركة التلميع على الانطلاق نحو عالم الأعمال.
ويقع المشروع تحت إشراف ومراقبة ميدانية من قبل سيدات وفتيات سعوديات، حيث قالت باحميشان إنه “لا شيء يصعب على المرأة طالما وجدت الإرادة والعزيمة.” وأضافت “الرؤية الجديدة للمملكة ساعدت المرأة، والتي تمثل أكثر من نصف المجتمع، على نهضة البلاد والتغلب على الحواجز.”
وأوضحت باحميشان أن “المرأة لطالما كانت قادرة على تحقيق أحلامها، ولم تكن حشمتها أو حجابها عائقاً لها نحو طريق الإبداع والبناء، بل لطالما كانت فخراً لنا.”
وتنصح باحميشان الشباب بالعمل على تحقيق أحلامهم مهما كانت كبيرة، والتفكير بإبداع، ومواجهة الشعور باليأس.