إعلاميون عرب ملاؤا الدنيا بأصواتهم صراخا وضجيجا ثم غابوا فجأة عن المشهد ..!!
“البحث عن فرصة عمل في مجال الإعلام لشخص يبلغ من العمر 53 عاما”، لم تكن تلك مجرد كلمات جاءت في مقال ساخر أعرب به صاحبه عما وصل إليه بعد سنوات قضاها في الإعلام، يمكث في منزله بعدما ضاقت سبل العمل أمامه، وهو من “جابر القرموطي” الذي كان يقدم برنامج يوميا على إحدى أكبر الفضائيات في مصر، ولكنها كلمات تعبر عن حال غيره من رفقائه الإعلاميين الذين التزموا منازلهم بعد توقف برامجهم.
لم يكن حال “القرموطي” الذي لم يعد يجد فرصة عمل أمامه ببعيد عن عدد آخر من الإعلاميين المشهورين مثل “لميس الحديدي، وخيري رمضان، ويوسف الحسيني، وأماني الخياط، وعماد الدين أديب”، وغيرهم، فكل هؤلاء لم يكن لهم مكانا على خريطة الإعلام التي رسمت ملامحها شركة “إيجل كابيتال” التي سيطرت على سوق الإعلام الخاص في مصر.
فمنذ أن استحوذت شركة “إيجل كابيتال” برئاسة وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد، في نهاية عام 2017، على حصة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، في شركة “إعلام المصريين”، وكذلك فرض سيطرتها بعد ذلك على شبكتي “الحياة” و”سي بي سي”، وامتلاكها لشبكة أون، واختلفت خريطة الإعلام بشكل كبير.
وخلال العام 2018 بدت ملامح التغيرات التي فرضتها “إيجل كابتال” على السوق الإعلامي، إذ صاحب ذلك غياب لإعلاميين كبار من على شاشات الفضائيات، فضلا عن إغلاق منافذ إعلامية مثل “العاصمة” وقنوات ” ON LIVE”، و”DMC SPORT”.
ورغم تباين توقيات وقف البرامج لعدد من الإعلاميين واختلاف القنوات التي يظهرون عليها، إلا أن كان هناك قاسم مشترك يجمع بينهم، وهو عدم ذكر سبب واضح لإبعادهم عن الظهور في الإعلام، ولكن يذهب بعض الخبراء إلى ترجيح السبب بأنه يعود لسياسة الخريطة الإعلامية الجديدة.
القرموطي «مش لاقي وظيفة»
في حديثه لبرنامج “بتوقيت مصر” قال الإعلامي جابر القرموطي إن فرص العمل باتت مغلقة تماما أمامه وأنه لم يعد يجد وظيفة، وذلك بعد أن انتهاء عمله رسميا مع قناة “النهار” في شهر سبتمر الماضي، التي استمر فيها نحو 18 شهرا خلال برنامجي “آخر النهار” و”مانشيت القرموطي”.
أشار القرموطي إلى أنه كان متمسكا بالعمل في قناة “ON TV”، قبل بيعها وتغيير اسمها لـ”ON E”، لكنه رحل عنها لأسباب لا يعلمها، مضيفًا: “كنت ماسك في القناة دي بشدة زي محمد أبو سويلم في فيلم الأرض، وحياتي اتهدت بعدها”.
وأضاف القرموطي أن الإدارة الجديدة للقناة بعد بيعها أبلغوه أنهم غير راضين عن البرنامج وطريقة تقديمه، كما أبلغوه بتخفيض المرتب الخاص به بشكل كبير للغاية، مستطردًا: “أنا قولتلهم ساعتها سلام عليكو”.
وتابع أنه بعد رحيله عن قناة النهار حاول التقدم في أكثر من قناة ولم يجدها متاحة أو يتم رفضه، ولم يجد وظيفة، ولا يعرف سببا لذلك.
لميس «محرومة من المايك»
“خلصت الإجازة..راجعين للشغل تاني” هكذا كتبت الإعلامية لميس الحديدي عبر حسابها على تويتر، في نهاية شهر أغسطس الماضي، إلا أنها لم تعد حتى الآن، حتى أنها لم تعلم أن اليوم التالي الذي ذهبت فيه إلى عملها لتقديم برنامجها “هنا العاصمة” يوم السبت 1 سبتمبر لن تتمكن من الظهور مرة أخرى في هذه القناة التي استمرت بها 7 سنوات.
بحسب تقرير نشره موقع “مدى مصر” نقلا عن أحد العاملين بقناة “سي بي سي” فإن لميس تواجدت بالفعل يوم السبت 1 سبتمبر لتقديم الحلقة، غير أن فريق عمل البرنامج تلقى اتصالا من إدارة القناة لإبلاغهم بأن الحديدي لن تقدم الحلقة.
وفقا للتقرير ذات فإن رحيل لميس الحديدي عن “سي بي سي” يرجع إلى تعثر المفاوضات بشأن إقناعها بالانتقال إلى شاشة “أون تي في” المملوكة لـ”شركة إعلام المصريين”، وكذلك لاعتراض رجل الأعمال محمد الأمين، الذي يملك نصف أسهم القناة لمحاولة تصفية “سي بي سي” من أهم برامجها ونجومها تمهيدا لإغلاقها أو دمجها مع “أون”، لاسيما بعد سحب برنامج “صاحبة السعادة” إلى قناة “دي إم سي”.
وبحسب المصادر، التي استند إليها تقرير “مدى مصر”، فإن مسئولين في الدولة أبلغوا رسالة واضحة إلى كل من الأمين ولميس الحديدي بأنها في حال إصرارها على عدم الانتقال إلى «أون تي في» قد يسمح لها بالاستمرار في «سي بي سي» شريطة منعها من الظهور على الهواء واقتصارها على تقديم برنامج أسبوعي فني واجتماعي مُسجّل مسبقًا دون التطرق إلى الأخبار أو السياسة.
وخلال تكريمها من مجلة “دير جيست” في حفلها السنوي ضمن جوائز الأفضل في عام 2018، قالت لميس الحديدي :”طبعا أنا مذيعة وبحب المايك، ومحرومة بقالي كتير ويدوب أتكلم شوية”.
وأضافت “لميس” أن ابنها وجه إليها سؤالا منذ يومين في حال لو عاد بها الزمن، وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها “هل ستختار أن تكون صحفية؟”، وتابعت: أنها لم تتردد ثانية واحدة في الإجابة على سؤاله بنعم، مؤكدة أنها تعرضت لكل شيء في مسيرتها من تهديد وإيقاف، وغيره، لكنه لو عاد بها الزمن ستختار أن تكون صحفية.
خيري رمضان
في شهر سبتمبر الماضي توجهت هبة شاهين، عضو الهيئة الوطنية للإعلام، بسؤال لأعضاء الوطنية للإعلام عن أسباب رحيل خيري رمضان من برنامج “مصر النهاردة” المذاع على التلفزيون المصري، غير أن أعضاء الهيئة عجزوا عن الرد عليها.
فبين عشية وضحاها غاب خيري رمضان عن الظهور في برناماج “مصر النهاردة” الذي كان يذاع على القناة الأولى، وكانت تقدمه معه الإعلامية رشا نبيل، غير أن الكاتب الصحفي محمد طرابية، قال إن “خيري” لن يظهر مجددا على شاشة التلفزيون المصري.
وبحسب طرابية، خلال مقال صحفي، أن خيري لن يعود لتقديم البرنامج مرة أخرى لعدة أسباب أهمها حالة الغضب الشديدة من قبل النظام بسبب هجوم المذيع على الحكومة لإصرارها على زيادة أسعار الغاز للمنازل في الوقت الذي يتحدث فيه كبار المسئولين في الدولة عن الاكتشافات الجديدة في حقول الغاز”.
ويقول طرابية إن المسؤولين في ماسبيرو اعتبروا حديث الرئيس السيسي عن عدم ظهور أي مذيع أو مذيعة على الشاشة وهو يتحدث عن أي قضية دون أن تكون لديه دراية كافية بكل أبعادها وتداعياتها، بمثابة ضوء أخضر لإبعاد خيري رمضان عن البرنامج.
وكان خيري قد أثار أيضا جدلا حوله إثر حديثه عن الأحوال المعيشية لزوجات ضباط الشرطة، وقوله إن زوجة أحد الضباط أرسلت له رسالة تؤكد فيها استعدادها للعمل كخادمة في البيوت لتحسين مستوى أسرتها المادي.
وقررت النيابة حبس الإعلامي على ذمة التحقيقات في البلاغ الذي تقدمت به وزارة الداخلية وحمل رقم 1170 لسنة 2018، متهمة إياه بالإساءة إلى ضباط وهيئة الشرطة في إحدى حلقات برنامجه، وكذلك إذاعة أخبار كاذبة.
وكان خيري يقدم برنامج “آخر النهار” على قناة النهار” ولكنه تغيب عن شاشاتها دون إعلان أسباب واضحة، غير أن ذهبت تقارير إعلامية إلى أن السبب هو تأخر صرف المستحقات المالية له ولفريق عمله.
يوسف الحسيني
وفي مايو الماضيقررت شركة إعلام المصريين، إيقاف برنامج “نقطة تماس” للإعلامي يوسف الحسيني، وبذلك توقف عن الظهور على قناة ON LIVE، وذلك قبل أن تُقرر الشركة إغلاق القناة بنهاية يوليو الماضي.
ويُقدّم الحسيني حاليًا برنامج “بصراحة” عبر إذاعة “نجوم إف إم”، الأحد من كل أسبوع في الثالثة عصرًا، ويناقش فيه قضايا سياسية واجتماعية.
أماني الخياط
كان أيضا للإعلامية أماني الخياط نصيب من أولئك الذين لم يحالفهم الحظ مع شركة إعلام المصريين، إذ قررت الشركة أيضا إيقاف برنامجها “بين السطور”، وذلك بعد سلسلة من الأزمات كانت الإعلامية سببًا فيها، من بينها إساءتها للشعب العُماني، حينما وصفت بلاده بـ”إمارة صغيرة”، وهجومها على المسيحيين الأرثوذكس، ونعتها الشعب المغربي بأن اقتصاده يرتكز على الدعارة، وغيرها من المواقف.
وتعليقا على إيقاف برنامجها قالت الخياط، في تصريحات صحفية سابقة، إنها لا تعلم سبب رحيلها ولا تعلم الدوافع الحقيقة وراء هذا القرار، لافتة إلى أن القناة أصدرت العديد من القرارات خلال الأيام القليلة الماضية بشأن عدد من الإعلاميين، وأن منهج القناه في الأيام القادمة سيكون مبنيا على النشرات الإخبارية وليس برامج التوك شو.
عماد الدين أديبتغيب الإعلامي عماد الدين أديب أيضا عن الظهور الإعلامي بعد تقديم استقالته من قناة الحياة بعد أشهر قليلة من انضمامه إليها، وذلك بعدما قطعت القناة الحلقة الأخيرة من برنامجه “مصر والعالم” بتبرير حدوث عطل فني.
وقال أديب، في بيان له، إنه اعتذر بشكل نهائي عن العمل في “الحياة”، قبل 6 أسابيع من إعلانه، لافتًا إلى أنه ظل رغم ذلك يستكمل برنامجه احترامًا منه لقواعد المهنة ولعلاقته الجيدة بالقائمين على القناة، موضحًا أن الاعتذار لأسباب شخصية ومهنية خاصة به، وأن إدارة القناة قد تفهمت تمامًا دوافعه وأسبابه.
معتز عبد الفتاح
في منذ منتصف أبريل 2018، غاب الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن خارطة برامج قناة ON live، وذلك قبل أن تقرر شركة “إعلام المصريين” المالكة للمجموعة، إغلاق القناة بنهاية يوليو الماضي.
كان عبد الفتاح قد التحق بـON LIVE منذ أن انطلقت بإطلالة جديدة، مطلع عام 2017، وقدّم على مدار أكثر من عام برنامجه “حلقة الوصل”، قبل أن يتم الاستعانة به فترة الانتخابات الرئاسية في برنامج “الطريق إلى الاتحادية”.
وانضم عبد الفتاح أيضا في تلك الأثناء إلى فريق عمل راديو “ميجا FM”، ببرنامج “الطريق إلى الاتحادية”، إلا أنه تم إيقاف البرنامج بعد الإعلان عن نتيجة الانتخابات.
اعتزال محمد هانيوبعد 22 عاما عمل فيها صحفيا وإعلاميا مع أبرز مشاهير الإعلام قرر الإعلامي محمد هاني اعتزال العمل الإعلامي، في نوفمبر 2018، مؤكدا أنه لن يقبل العمل بأي تليفزيون أو كيانات أو منشآت إعلامية.
وبرر هاني اعتزاله الإعلامي بأنه قدم كل ما لديه في مجال العمل الإعلامي سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وسيتجه الفترة المقبلة للعمل في مجال الإبداع الفني.
وعمل هاني مسيرة إعلامية طويلة سواء في مشواره الصحفي أو من خلال العمل التلفزيوني الذي بدأه من خلال برنامج “عالم الشهرة” الذي كان يُعرض على شاشة القناة الثالثة بالتلفزيون المصري، وتعاون بعدها مع الإعلامية هالة سرحان، عام 1994، من خلال مجلة “سيداتي سادتي” كمدير تحرير لها، وانتقل معها إلى شبكة راديو وتلفزيون العرب، لمدة 7 أعوام تقريبا.
وظل “هاني” يتعاون مع هالة سرحان، حتى انتقل معها إلى قناة “دريم”، حيث شاركها في تأسيس القناة، كما خاض معها تجربة العمل في قناة “روتانا سينما”.
وتولى رئاسة تحرير برنامج “البيت بيتك” على التلفزيون المصري، عام 2004، وظل متواجدًا فيه حتى انتهاءه في عام 2010، على خلفية قرار وزير الإعلام آنذاك، بتغيير اسم البرنامج، الأمر الذي رفضه “هاني”.
وبعد رحيله عن البيت بيتك عاد هاني للعمل الإعلامي من خلال مشاركته في تأسيس مجموعة قنوات “سي بي سي”، حتى تولى إدارتها، ثم رئيسًا لها، ليعلن بعدها اعتزاله العمل التلفزيوني.
جيهان منصور تستغيث بالسيسي
وجهت الإعلامية جيهان منصور رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تشكو فيها من عدم تقاضيها لراتبها لمدة 8 أشهر، عن تقديمها برنامج “الحياة أحلى” عبر قناة الحياة، وهو ما جعلها تتوقف عن تقديم البرنامج.
وقالت جيهان :”من أسس التعاقدات في أي عمل في أي مؤسسة محترمة في الدنيا، الالتزام من قبل المؤسسة ببنود التعاقد مع الموظف طالما لم يخل الموظف ببنود التعاقد وطبيعة العمل وساعات العمل، وعدم مفاجأة المؤسسة للموظف بتغيير الإدارة وخريطة العمل والبرامج (كل كام يوم) لأن ده لا يعطي للموظف أي عنوان للثقة في المكان أصلا”.
وأضافت:”لابد من الالتزام بدفع الراتب كل أول شهر، مش كل ٨ شهور مرة، و على الطرفين إعطاء مهلة شهرين لبعضهما البعض في حالة عدم إتمام التعاقد، وهذا يعطي الحق للمؤسسة إيجاد بديل للموظف، ويعطي الموظف فرصة البحث عن عمل أخر في خلال الشهرين، ولا داعي للمفاجأة بغلق القناة أو عدم إبلاغ الموظف قبلها لأنه مش سر القنبلة النووية مثلا”.
وبعيدا عن أولئك الذين غابوا عن الظهور الإعلامي ضمن التغييرات الإعلامية التي طرأت على المشهد في عام 2018، فهناك إعلاميون أيضا اختفوا من ذي قبل.
رانيا بدوي
فمنذ أكتوبر 2016 وتغيب الإعلامية رانيا بدوي عن الظهور على الشاشة منذ أن أقالتها شبكة ON بعد حلقة واحدة شاركت فيها في برنامج “كل يوم” إلى جانب مقدّمه عمرو أديب، وذلك بعدما هاجمت الدكتورة داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار آنذاك، ووصفتها بأنها أسوأ وزيرة في مصر.
ريم ماجد
ومن أبرز الإعلاميين الذين تغيبوا عن المشهد أيضا الإعلامية ريم ماجد، التي اعتادت الظهور على قناة «ON TV»، وذلك بعد توقف رنامجها «بلدنا بالمصري» عقب خارطة الطريق التي أقرتها مصر في 3 يوليو.
وقالت ريم، في تصريحات سابقة :”أفضل الصمت على قول نصف الحقيقة، لأن نصف الحقيقة كذب”، وذلك بعد أن أصرت على إعلان رأيها السياسي المعارض في الكثير من القرارات السياسية التي اتخذتها البلاد في هذه الأثناء.
ورغم إعلان عودتها مجددا في منتصف عام 2015 من خلال برنامج “جمع مؤنث سالم” إلا أن ريم لم تقدم سوى حلقتين فقط، وتم إعلان إيقاف البرنامج.
وقالت ريم:”أبلغوني في إدارة القناة أن جهات سيادية أمرت بوقف برنامجي “جمع مؤنث سالم”، لم أصدق وضحكت، لكني اكتشفت بعدها أن الأمر حقيقي”.