المصريون يلونون الصحون اللاقطة وحساباتهم على الفيسبوك رغبة في تغيير حياتهم للأفضل
بدأ عدد كبير من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في تغيير الصور الرئيسية على حساباتهم إلى اللون الأخضر استجابة لدعوة أطلقتها صفحة جديدة تحمل عنوان “الموجة الخضراء”.
وبعد يومين من إنشاء الصفحة الجديدة التي لا يعرف هوية القائمين عليها، وصل عدد من ضغطوا زر الإعجاب إلى أكثر من 10 آلاف، وذلك حتى مساء السبت بالتوقيت المحلي لمصر.
وتنوعت التعليقات على الصفحة وعلى هاشتاغ الموجة_الخضراء عن هدف الصفحة وهوية القائمين عليها، بسبب الغموض الذي لا يزال يكتنفها حتى الآن.
“تسامح وتعددية وسلام”
وتقول الصفحة عن نفسها “ليست تابعة لأي كيان رسمي أو سياسي وحقوق الملكية الفكرية على المشاع. كن أنت #الموجة_الخضراء في محيطك. أنشر السلام والحياه بين أهلك واصدقائك وزملائك وجيرانك”.
“الغضب والتعصب هم أعداء الفهم الصحيح | غاندي.. لا للغضب – لا للتعصب”.
“السبيل الوحيد لتقدم أي دولة هو احترام التعددية والاختلاف بين أفرادها ..بدون التسامح والمحبة.. لن يكون هناك تعايش بين أفراد المجتمع”.
ورأى أحد المعلقين أن “تعليقات المتابعين وتساؤلاتهم وحتى اتهاماتهم تؤكد إننا بحاجة للموجة الخضراء في حياتنا موجة تغيير ونشر للأمل مرة أخرى في مجتمعنا”.
Post by Green Wave – الموجة الخضراء.
لكن آخرين شككوا، فمن ناحية، رأى البعض أن هدف الصفحة هو التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين، مثل هذا المعلق الذي كتب “تعاملنا مع الناس دي انتهى.. اللي عايز يكمل معاهم براحته”.
أو نسائم التي كتبت “مش قادرة اتصالح ولا أتسامح مع الإ.خوان شكلي مش حاقدر أكمل معاكو”.
“النظام خائف”
في المقابل، رأى متابعون آخرون أن التشكيك سببه خوف النظام الحالي من التغيير وضعف الثقة في النفس “رعب النظام ومؤيديه من الصفحة وانتشار التفسيرات الخزعبلية من نوعية الثورات الملونة وربطها بمخابرات الدول الغربية أو ربطها بالحركات الثورية واحيانا ربطها بالإخوان يدل بما لا يدع مجالا للشك أنه نظام فاقد للثقة في نفسه ويعرف مقدار ضعفه”.
“فكرة جيدة”
وبالنسبة لمتابع آخر فإن الفكرة جيدة لأن النزول إلى الميادين أصبح مرفوضا من العامة “فكرة التجمع فى ميادين للمطالبة بتغير بقت مرفوضة من العوام والبسطاء ودول الغالبية برغم انك هتبقى نازل عشان تغير من وضعهم وتعبر عن مشاكلهم بس هما الى هيضربوك..فكان لازم أفكار جديدة ومبتكرة فظهرت الفكرة دى وهى نوع من الاعتراض والتجمع السلمى على شبكه التواصل الاجتماعي.. هتبدأ اولا بلون اخضر بعد كدة هتطور مع الاحداث والمطالب وهى في الأساس لتجميع كل عناصر ثورة 25 يناير”.
وفي شأن متصل قال الشاعر الأمريكي جيزون ستونكينغ الذي يقضي فترة عمل فني في معرض Artellewa الواقع في الحي الشعبي “أرض اللواء” بالقاهرة.
عندما وصلت إلى القاهرة في منتصف أيلول/سبتمبر طلب مني القائمون على معرض Artellewa أن أنجز مشروعا صغيرا بموازاة نشاطي في الكتابة لكي نجعل أهل الحي يتفاعلون مع محيطهم. وأثناء حديثي بعد أيام مع صديق لي وهو الفنان الرسام المصري هاني حمص خطرت لي فكرة تلوين الصحون اللاقطة. كنا على سطح بيته فقال لي: “انظر إلى هذا الكم من الصحون التي تراكم عليها الوسخ والصدأ وأصبح منظرها كئيبا”. فأجبته لم لا نلونها؟ واشترينا الألوان وبدأنا نعمل على أسطح الحي. وقد لونّا إلى حد الآن عشرات الصحون على ثلاث بنايات بمساعدة الأطفال خصوصا. وفي الأيام القادمة سنعمل على ثلاث بنايات أخرى.
ولقد بدأ كثير من أهل القاهرة في الأحياء الأخرى يأتون إلينا من أجل أحيائهم. وبعضهم لونها بنفسه وأرسل إلينا الصور على فيس بوك.
أنا أفضل أن يتطور المشروع أولا هنا في حي “أرض اللواء” لأن هذا الحي فقير يعيش فيه مصريون بسطاء وعدة مهاجرين قادمين من الصومال والسودان. وهذه الفكرة تشرك هذا المجتمع المحلي وتعطيه نوعا من الفرحة.
هذا المشروع متاح للجميع فعلبة الألوان لا يتجاوز سعرها 50 جنيها مصريا (5 يورو] ويكفي لتلوين كل الصحون في بناية واحدة.
وفي كل مرة كنا نعمل فيها في بناية ما كان أهل الحي يستقبلوننا بالترحاب. وقليلون من أبدوا بعض التردد عندما طلبنا تلوين صحونهم اللاقطة وهذا لأنهم خافوا أن يحدث عطل ما في الصحون وهم لا يملكون المال لإصلاحها.
والسبب الرئيسي لإقامتي هنا من أجل الكتابة هو تأليف كتاب عن القاهرة مرفق برسوم لفنان مصري. ولكنني أدركت أن مشروع #CairoDishes قد أخذ حيزا كبيرا ضمن نشاطي هنا بفضل حماس الناس وأصبح دافعا مهما لوجودي في مصر…
ونتيجة لهذا القرار بدأ الكثير من المصريين تغيير الصحون اللاقطة على أسطح بناياتهم راسمين بذلك منظر ا بديعا تتمازج فيه الوان زرقة السماء مع جماليات هذه اللواقط .