أم مغربية تناضل لاسترجاع طفلتها بعدما اختطفها طليقها واصطحبها لـ”داعش”
مر شهران تقريبا منذ آخر مرة رأت فيها إلهام طرباوي، المغربية المقيمة في فرنسا، ابنتها الوحيدة جانا البالغة من العمر ثلاث سنوات، حيث أن والد جانا أخذها وسافر نحو سوريا ليلتحق بـ”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش” بعدما أوهم طليقته بكونه سيأخذ طفلتهما في إجازة لمدة أسبوعين نحو المغرب.
“كانت تبكي وتردد: أمي تعالي وخذيني من هنا” تقول والدة جانا وهي تتذكر آخر مكالمة هاتفية جمعتهما في الواحد والعشرين من شهر غشت الماضي. تتذكر إلهام طرباوي صوت ابنتها وبكاءها وخوفها الذي كان ظاهرا فتنهار باكية وهي تتحدث لأول مرة عن مأساتها للعدد الأخير من مجلة “إيل” الفرنسية. لا تريد إلهام اليوم شيئا سوى أن تجتمع بطفلتها من جديد وتتمكن من احتضانها.
قصة إلهام تعود إلى سنة 2008، حيث كانت تعيش في المغرب قبل أن تعرفها شقيقتها على شاب فرنسي كان يبدو “لطيفا ومرحا” اسمه إيدي. سنة واحدة بعد تعارفهما سيتزوج الثنائي، وستنتقل إلهام لتعيش مع زوجها في فرنسا. “كل شيء كان يسير على أحسن ما يرام، كان يذهب إلى عمله كبناء وكنت أنا أبقى في البيت” تقول إلهام. غير أن كل شيء سيتغير، فبعد أشهر قليلة بدأت تظهر على الزوج علامات التطرف “أطال لحيته وصار يطالع المواقع المتطرفة” تضيف إلهام مؤكدة ان الأمور تطورت نحو الأسوأ حيث صار يمنعها من مشاهدة التلفاز والاستماع للموسيقى، بعد ذلك أمرها بارتداء النقاب أو عدم مغادرة المنزل، وبالرغم من أنها كانت حاملا في شهرها الرابع إلا أن ذلك لم يمنع زوجها من ضربها، حينها قررت الهروب وهو ما نجحت فيه حيث سارعت إلى وضع شكاية ضد زوجها لدى السلطات قبل ان تتوجه نحو بيت أحد أقاربها في مدينة أخرى.
تمكنت إلهام من الحصول على الطلاق في حين سارع طليقها للزواج مرة أخرى مع أن إلهام كانت ما تزال حاملا، وبالرغم من وضعها لطفلتها إلا أن الوالد لم يبد اي اهتمام إذ تؤكد إلهام أنه لم ير طفلتها سوى ثلاث مرات طوال ثلاث سنوات، وقد كانت تلك المرات المعدودة ذكرى سوداء بالنسبة للطفلة الصغيرة التي كانت تحرم من الأكل طوال الوقت الذي كانت تقضيه مع والدها كما كان يعاملها بقسوة حتى صارت تخاف منه وترفض رؤيته.
في شهر غشت الماضي حصل طليق إلهام على إذن قضائي يخوله اصطحاب طفلته في إجازته التي أوهم طليقته بأنه سيقضيها في المغرب، اضطرت إلهام للانصياع لأمر القاضي، فتركت طفلتها ترافق طليقها، غير أنه وبعد مرور أسبوعين لم يعد إيدي كما لم تتوصل إلهام بأية أخبار بخصوص طفلتها ما أشعرها بالقلق لتسارع إلى وضع شكاية لدى مصالح الأمن.
بعد مرور بضعة أيام ستكتشف إلهام بمساعدة أحد الصحافيين أن طليقها اختطف طفلتها جانا وأخذها رفقة زوجته الثانية جيهان وطفلهما، وابنتين لجيهان من زيجة سابقة، نحو سوريا حيث التحق إيدي بـ”داعش”.
منذ الواحد والعشرين من غشت الماضي لم تسمع إلهام صوت ابنتها، هي فقط تعلم بعض المعلومات البسيطة عن طريق أخت الزوجة الثانية لطليقها، هذه الأخيرة التي توسلت لها إلهام لتدعها تتحدث مع طفلتها ولكن من دون جدوى.