أمريكيون متطوعون جاءوا من أمريكا خصيصا للقتال جنبا إلى جنب مع الأكراد ضد “الدولة الاسلامية”
سار مطلقا لحيته وسط مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي المعروفة اختصارا (YPG ) التي تقاتل متشددي تنظيم الدولة الاسلامية شمال شرق سوريا.
لن يمكنك أن تميز أن من ينادونه هنا باسم “سيبان” غريب عنهم إلا عندما يبدأ في الحديث بالانجليزية بلكنة أمريكية واضحة.
اسمه الحقيقي جيرمي وجاء من ولاية ميسيسيبي الأمريكية منذ شهر ويقول إنه جاء من “الوطن إلى الوطن”.
وجيرمي وودارد هو واحد من عدد قليل من الأمريكيين الذين قطعوا نصف العالم ليشاركوا في القتال ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وقد فقد وودارد كل ما يملك عندما سيطر متشددو التنظيم على موقعه في بلدة الجيزة في محافظة درعا قبل أن يتقهقروا بعد أن قتل اثنين منهم على حد قوله.
يقول “ذلك لا يشعرني بأنني شخص سيء…هم يقتلون أناسا ابرياء كل يوم، ويغتصبون النساء والأطفال ويبعيوهم كسبايا. قتل شخص ينتمي لـ “الدولة الاسلامية” بالنسبة لي هو عمل خيري أؤديه للعالم… يجب ابادتهم من على وجه الأرض”.
ويضيف “لا يمكنك التحاور مع أشخاص كهؤلاء. لا منطق في ذلك. نحن في حرب وعلينا الاجهاز عليهم”.
الطيب والشرير
يقول برايان ولسون إنه جاء فقط ليساعد الأكراد في الدفاع عن انفسهم
كحال باقي المتطوعين الأمريكيين، الذين لا يخدمون جميعا في موقع واحد، تابع سيبان الحرب في سوريا منذ البداية على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
ثم اتبع خطى زاجروس المعروف ايضا باسم برايان ولسون من ولاية اوهايو الذي بدأ اتصالات مع الأكراد ثم جاء إلى هنا عبر تركيا ومن ثم كردستان العراق.
ويخدم براين في راس العين في أقصى الجانب الغربي من الجيب الواقع شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي وجناحها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي (YPD) وهو أحد أجنحة حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي اسسه عبدالله أوجلان الذي تنتشر صوره في كل مكان هنا.
وقال لي برايان “يعرف الكثيرون هنا بعض الانجليزية ويحاولون تعليمي اللغة الكردية”.
وأضاف “أردت أن أمد يد العون في الحرب ضد “الدولة الاسلامية” هذه ليست سياسة هي حرب للأخيار ضد الأشرار” فالأكراد لا يحتلون أحدا هم يدافعون فقط عن أرضهم”.
وكما قال لي سيبان، فبراين قرر هو الآخر المكوث لفترة أطول رغم أن لديه زوجه سابقة وولدين في اوهايو.
عندما قابلته كان عائدا لتوه من جنازة مقاتل زميل له وقال “إذا حدث لي مثله فعلى الأغلب لن يفهموا لماذا أقدمت على ذلك في الواقع كل من في بلادي لن يفهموا”.
“هدف نبيل”
لدى جيرمي وودورد بعض الاصابات بالفعل كما كسرت أحد اسنانه الامامية في هجوم سابق لكنني عندما سألته عن الحد الفاصل الذي سيتخذ بعده قرار الرحيل رد “الموت” وضحك.
وقال “عندما جئت إلى هنا قال لي البعض ان ذلك انتحارا لكنني لا اراه كذلك” ، “أنا ارى انه عمل نبيل .. أنا هنا لأساعد فقط وهذا هو ما أريده”.
وقال جيرمي إن الشيء الوحيد الذي يفتقده أثناء وجوده هنا هو ابنته البالغة من العمر 4 سنوات “لو يمكنني العودة للوراء سأجلس معها وأحاول أن أجعلها تفهم أنني أقوم بدوري كانسان هو أن اقاوم اتمنى أن تفهم ابنتي وأن تتفهم اسرتي لكنهم الآن ليسوا كذلك”.
وأضاف “انا اعيش هنا الحياة التي اريدها ولدي الكثير من الأصدقاء بالطبع هناك احتمال أن القى حتفي لكنها فرصة لحياة كنت اريدها وكان علي انتهازها”، “أن اعيش لاكل البيتز واحتسي الكوكا كولا والبرغر واترك منزلي لاستقل سيارتي ليست هي الحياة التي أطمح لها”.
خصم قوي
خدم جيرمي، البالغ من العمر 28 عاما، في سلاح المشاه في الجيش الامريكي لمدة 18 شهرا في العراق وفي أفغانستان.
لكنه قال عن هذه الفترة “الوضع هنا مختلف تماما” “محاربة تنظيم الدولة الاسلامية أكثر صعوبة فهم يملكون أسلحة أكثر تطورا وتمويل كبير فالقاعدة أو طالبان هم مجرد وحدات ضعيفة وضئيلة مقارنة بهؤلاء”.
وقال “الغارات الأمريكية ليست كافية على الدول الاخرى أن ترسل قواتا برية على الأرض فهذه هي الوسيلة الوحيدة لايجاد حل لهذا الأمر وان لم يحدث فان الامر سيسوء”.
رغم قلة عدد الأمريكيين الذين جاءوا للانضمام للقتال ضد “الدولة الاسلامية” إلا أن الموقف به رمزية كبيرة اذا قارناه بانضمام الجهاديين الاجانب إلى تنظيم الدولة الاسلامية.
لكن المتطوعين للقتال مع الأكراد لا يحصلون على راتب ولا توجد آلية لتجنيدهم فقد يحصلون على مأكل وملبس ومكان للاقامة وقال لي جيرمي أنهم اعطوه اموالا فقط عندما فقد متعلقاته.
وبالرغم من انهم يحاربون نفس العدو إلا أنهم أكدوا أنه لم تحدث اي اتصالات بأي نوع لهم مع السلطات ,