فاينانشال تايمز: “القوة الناعمة” في تنظيم الدولة
تناولت الصحف البريطانية أكثر من زاوية تمس تنظيم الدولة الإسلامية، من الحديث عن “القوة الناعمة”، إلى وضع مدينة كوباني، والدعم القطري.
ففي صحيفة الفاينانشال تايمز كتبت هبة صالح مراسلة الصحيفة في القاهرة عن “القوة الناعمة” في التنظيم: نساء مسلمات في الغرب يصفقن لعمليات قطع الرؤوس ويمجدن الاغتصاب والقيود التي تكافح أخوات لهن في العالم الإسلامي للتحرر منها.
مئات النساء المسلمات من دول غربية توجهن إلى سوريا للزواج من مسلحي تنظيم الدولة، وهن من يشكلن الآن تلك “القوة الناعمة” للتنظيم.
استخدم التنظيم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل جذب متعاطفين وبناء صورة للتنظيم على أنه إحياء لنظام العدل الإسلامي.
أم معاوية التي ترسل تغريداتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بلغة إنجليزية ترجح أنها بريطانية، وصلت حديثا إلى الرقة، عاصمة دولة الخلافة التي أنشأها التنظيم.
وقد أرسلت تغريدة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول تقول إنها أخيرا وصلت إلى “دار الإسلام”، بالرغم من الغارات الأمريكية، وتقول إنها تشعر أنها لم تعش يوما في الغرب، وتشير إلى أنها محاطة بعدد كبير من الأوروبيين والبريطانيين.
هؤلاء النساء وجمهورهن من المعجبات في الغرب يشكلن ما تطلق عليه ساشا هافليسك مديرة مركز الحوار الاستراتيجي ومركزه لندن وصف “ثقافة جهادية فئوية” تساهم الإنترنت في خلقها.
وترى أن تجنيد هؤلاء النساء مفيد لتنظيم الدولة، لأنه يظهر أن النساء في الغرب اخترن نمط الحياة هذا وفضلنه على الحرية التي يتمتعن بها في الغرب.
استراتيجية دعائية
ينم التقرير عن حس دعائي متطور لدى التنظيم.
أثار التقرير الذي ظهر فيه الصحفي البريطاني الواقع في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية جون كانتلي في كوباني (عين العرب) تحليلات وتساؤلات، ويرى البعض أنه يثبت أن تنظيم الدولة يتوقع أن ينتصر ويستولي على المدينة، كما كتب باتريك كوبيرن في صحيفة الإندبندنت الصادرة صباح الأربعاء.
ويرى كوبيرن أن تنظيم الدولة ما كان ليقدم على إعداد تقرير كهذا يدعي فيه سيطرته على الجزء الأكبر من كوباني لولا أنه واثق من أنه سيقاتل حتى تحقيق النصر بالسيطرة على المدينة.
ويقول كانتلي في التقرير إن المعركة شارفت على نهايتها وإن مسلحي تنظيم الدولة يعززون سيطرتهم على المدينة من شارع إلى شارع ومن بناية إلى بناية.
صحيح أن كانتلي واقع تحت ضغط نفسي كبير، فهو في قبضة تنظيم الدولة منذ سنتين، وفي هذه الأثناء جرى ذبح زملاء له أمام الكاميرا، لكن من الواضح في التقرير أنه يتحرك بحرية في كوباني، بل يظهر على سطح إحدى البنايات.
ويظهر رشاش في الخلفية، لكن لا تسمع أصوات تبادل إطلاق نار.
ويبدي كانتلي ملاحظة غريبة حول عدم وجود مراسلين أجانب في كوباني، علما بأن من يقع منهم في قبضة تنظيم الدولة معرض للذبح، ويقول إن التقارير الصحفية عن الوضع الميداني مصدرها الأكراد أو القوات الأمريكية.
ويرى كوبيرن أن التقرير يظهر مدى براعة تنظيم الدولة في إدارة الحملات الإعلامية، وعلى الرغم من حذف التقرير من اليوتيوب، فإن الملايين شاهدوه بلا شك، كما يقول كوبيرن.
المسلمون 5 في المئة فقط
وفي تقرير أعدته صحيفة الغارديان يتضح أن البريطانيين يعتقدون أن المسلمين يشكلون نسبة 21 في المئة من المجتمع البريطاني، بينما الحقيقة أن النسبة لا تتجاوز 5 في المئة.
ويقول ألبرتو مارديل في تقريره إن المعلومات الخاطئة عن الهجرة وفرص العمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مواقف السياسيين.
ويعتقد الكثير من البريطانيين أن عدد المهاجرين هو ضعف عددهم الحقيقي، مما يؤثر على نظرة المواطن البريطاني إلى الأجانب الذين يعيشون في بلده.
وهذه الظاهرة منتشرة حول العالم، وهي تحمل خطر أن يصمم السياسي توجهاته السياسية بناء على انطباعات الناس الخاطئة لا بناء على الحقائق الموثقة.
في صف من تقف قطر ؟
وفي صحيفة الديلي تلغراف يتساءل كون كوغلين “في صف من تقف قطر”؟
ويقول الكاتب إن لدى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أسبابا كثيرة ليتوقع أجواء ودية على مأدبة الغداء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم، فكاميرون يأمل في المزيد من الاستثمارات القطرية، التي بلغت حتى الآن 25 مليار جنيه في لندن.
ومن ضمن الممتلكات القطرية في العاصمة البريطانية مخازن هارودز وبناية The Shard وهي أعلى بناية في أوروبا.
لكن موقف قطر من تنظيم الدولة الإسلامية ملتبس، فمن المفروض أنها مع الحلف الدولي الذي يشن غارات عليه، حيث تنطلق معظم الغارات الأمريكية من قاعدة العديد القطرية.
لكن هناك من يقول إن قطر تدعم التنظيم ماليا، وهذا ما يثير علامات استفهام.