تقارير

450 سعوديا يبتزون عبر الانترنت شهريا

كشفت جمعية لا للابتزاز التطوعية عن استقبال 450 حالة لسعوديين وقعوا ضحية الابتزاز عبر الانترنت، في وقت وثقت فيه قضايا ضد 79 مبتزا لدى الجمعية.
وأوضح عضو في الجمعية -فضل عدم ذكر اسمه – أن إحصائية بسيطة كشفت عن تسجيل 15 ضحية يوميا جميعهم يستغلون عبر وسائل التواصل والهواتف النقالة، مبينا أن الضحايا يصورون في أوضاع مخلة وبعدها تبدأ المساومة فإما الفضيحة أو السكوت مقابل تحويل مبالغ مالية.

400 فضيحة

ولفت إلى أنهم تمكنوا من حصر قوائم بأسماء مبتزين تجاوز عددهم 79 مبتزا، عبر مبالغ مالية بأسمائهم وهواتفهم حولت من الضحايا، مضيفا «رصدنا مبتزين تجاوز عدد ضحاياهم المفضوحين 400 شخص، كذلك توجد نحو 83 ألف رسالة ابتزاز، ودورنا في الجمعية إيقاف نشر صور الضحايا عبر تتبع صفحات المبتزين والتبليغ عنها إن كانت في مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة أو عبر اليوتيوب».
وأشار إلى أنه في حال نشر المبتز مقطعا عبر المواقع الإباحية فإن الأمر يدخل في دائرة مظلمة، إذ إن بث المقطع عبر تلك المواقع يعني توزيعه من خلال 100 موقع آخر في غضون ساعتين على حد تعبيره.

إدارة الشبكات

يذكر أحدهم أن طرف الخيط عادة يبدأ عبر فتاة تحاول البحث عن الضحية في صفحات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وغيرها، وما إن يقع في الفخ حتى تتحول المحادثة من كتابية إلى صوتية ومرئية وتكون بتوجيهات من أيدٍ خفية تدير المحادثة وتوجه الفتاة الطعم، بما يخدم الهدف الذي بدأت المحادثة لأجله.
وأشار إلى أنه بعد تصوير الضحية في وضعيات مخلة وتوثيقها لدى الطرف الآخر تبدأ المساومة والابتزاز، فيرضخ الكثيرون لها، رغبة في الستر واتقاء لشر الفضيحة، فيما تنشر مقاطع المكابرين عبر صفحات الانترنت.

3500 دولار للسكوت

وتتفاوت المطالب المالية من مبتز لآخر إلا أن المعدل المتعارف عليه لا يزيد في غالب الأمر عن 3500 دولار تمثل قيمة السكوت والستر، وهذا ما يجبر عليه الكثير ممن يقعون في براثن تلك الشبكات.
ويقول محضر تحقيق لمبتز تمكنت السلطات المغربية من القبض عليه، أن عددا من الضحايا توجه للمغرب ولاحقوه قانونيا.
ويظهر المحضر كيف أن الشاب الذي اعترف بكل ما أدين له نسي عدد ضحاياه وأسماءهم لكثرتهم بعد أن بدأ عمله مبتزا منذ عام 2012 وحتى الإمساك به قبل خمسة أشهر تقريبا.
وذكر الشاب في محضر التحقيق أنه استخدم مقاطع جنسية وفيديوهات مفبركة لإغراء ضحاياه ومن ثم ابتزازهم، وقضي عليه بالسجن 6 أشهر.

الاستعانة بالفتيات

وبحسب مصدر مطلع فإن الشاب المبتز لم يكتف بعمله لوحده بل استعان بأخته وصديقاتها من أجل حبك قصص الحب وفيديوهات الإغراء، إلا أنه تمكن من إبعادهن عن التهمة بتحمله مسؤولية القضية كاملة.
وبحسب محاضر التحقيق عثر بحوزة المبتز على 48 حوالة مالية 23 منها من السعودية، غير أن المتطوعين في جمعية لا للابتزاز الالكترونية، ذكروا أن المبتز المقبوض عليه هدد قبل القبض عليه باستمرار في الابتزاز وأنه لن يتوقف عن عمله في خطوة منه لثنيهم عن التبليغ عنه.

تزايد الضحايا

وفي خطوة لمواجهة الأمر تكاتف شبان من دول عدة في مقدمتها السعودية لمحاربة الظاهرة فأسسوا شبكة على الانترنت تحمل اسم «لا للابتزاز»، إلا أن ما لاحظوه منذ فبراير الماضي جعلهم يقعون في حيرة من أمرهم نتيجة ارتفاع عدد الضحايا.
وبحسب أحد الأعضاء فإن أغلب المبتزين من الجنسية المغربية، مشيرا إلى أن الاتهام لم يوجه لهؤلاء جزافا بل بعد تتبعهم وتتبع الحوالات المرسلة من الضحايا الذين تواصلوا مع الجمعية من أجل إنقاذهم.

الإلغاء لا يكفي

ويحاول كثير من الضحايا التعامل بسرعة مع المواقف عبر إلغاء صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الفضيحة لا تلغى، ويذكر أحد الضحايا ، أنه بعد أن وقع في شراك الابتزاز، طلبت منه فتاة التواصل عبر برنامج «Skyp» وبعد تسجيل المحادثة بدأت في ابتزازه.
وأضاف أنه فور اكتشاف وقوعه ضحية لشبكة ابتزاز ألغى جميع الصفحات الشخصية الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنه فوجئ بمقطع الفيديو الخاص به منشورا على مواقع إباحية مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى