في أواخر ليالي 2019 محمد عبده يتغزل بالرياض ويقول آه ما أرق الرياض تالي الليل
محمد عبده يجعل "شتاء الرياض" دافئاً طرباً وحماساً في «ليلة عراب الطرب»
عبدالله الينبعاوي _الرياض:
شهدت العاصمة الرياض ليلة استثنائية فريدة، وواحدة من أجمل لياليها التي ستبقى خالدة في ذاكرة الشعب السعودي كأكبر حفل غناني لم يسبق أن عُمل لأي فنان، وهي «ليلة عراب الطرب» الفنان محمد عبده، التي أقيمت أمس في البوليفارد بالرياض.
ووسط حضور جماهيري كبير يقدر بأكثر من 15 ألف شخص، امتلأت بهم ساحات المسرح، أبدع الفنان محمد عبده، في تقديم أجمل أغانيه الرائعة والمتنوعة بين القديم والجديد، والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير ولافت، وسط عاصفة من الهتاف والتصفيق الحار، ليجعل فنان العرب «شتاء الرياض» دافئاً طرباً وحماساً في هذه الليلة الأسطورية التاريخية.
وعاش جمهور الرياض ليلة طربية جميلة، يملأها الحب والعشق مع نجمهم الكبير رمز الأغنية السعودية الفنان محمد عبده، وهم يرددون معه أجمل الأغاني التي اختارها لهذه الليلة بقيادة المايسترو وليد فايد. حيث أستهل حفلته الساهرة بأغنية (حسايف)، و واصل تميّزه وتألقه بتقديم أكثر من 20 أغنية من أجمل أغانيه الشهيرة مثل: (وهم)، (محتاج لها)، (أرفض المسافة)، (وأنا المولع بها) وغيرها، ليختم هذه الليلة البهية بأغنيته الوطنية الشهيرة (فوق هام السحب).
وأجرى معالي المستشار الأستاذ تركي بن عبد المحسن آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، أثناء الحفل مكالمة هاتفية أعرب فيها عن تهنئته لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله)، متمنياً أن يكون العام الجديد مليئاً بمزيد من النجاحات والإنجازات للوطن؛ مشيداً معاليه بمسيرة الفنان الكبير محمد عبده، ووصفه بأنه ” فنان استثنائي لن يتكرر في الخليج والعالم العربي”.
وقام المهندس فيصل بافرط الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، خلال الحفل بتقديم درع التكريم للفنان محمد عبده، تقديراً وعرفاناً لمسيرته الفنية العريقة، ولدوره البارز في دعم مسيرة الفن السعودي والخليجي والعربي.
وعبر الفنان محمد عبده في كلمة بهذه المناسبة، عن سعادته البالغة بالنقلة النوعية والانفتاح الثقافي والفني الكبير الذي تعيشه مملكتنا الغالية حالياً في ظل القيادة الرشيدة (يحفظهما الله)؛ معرباً عن بالغ شكره وتقديره لمعالي المستشار الأستاذ تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، ولكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل التكريمي البهيج”.
وتخلل الحفل مشهداً رائعاً تجلت فيه كل معاني الحب والوفاء، من خلال مداخلة لأبناء الفنان محمد عبده أعربوا فيها عن شكرهم وتقديرهم للقيادة الكريمة، وعن فخرهم واعتزازهم بوالدهم العصامي الذي استطاع أن يحقق النجاح حتى أصبح فنان العرب.
ونجحت شركة (العالمية) الشركة الوطنية الرائدة في هذا المجال في تنظيم هذا الحفل الكبير بشكل رائع ومميّز، وبأسلوب احترافي راقي، بتجهيزات تقنية مبتكرة وفنية متطورة، وبمشاركة نخبة من كبار المنتجين والمخرجيين العالميين، لتقديم تجربة جديدة وممتعة لجمهور «شتاء الرياض».
وتم خلال الحفل تقديم فيلم وثائقي تناول مسيرة الفنان محمد عبده، وتجاربه النجاحة مع عدد من الشعراء والفنانين وجهوده في مساعدة الفنانين السعوديين والعرب، وحبه وعشقه للغناء والتلحين حتى صار نجماً ساطعاً في سماء الأغنية العربية، وملأ صفحات التاريخ الفني بأجمل الأغاني العاطفية والوطنية والتي تزيد عن 1000 أغنية على مدى أكثر من خمسة عقود من الإبداع والتميّز، ليصبح بذلك أكثر فنان عربي أثرى الساحة الفنية في العالم العربي.
وفي ليلة عن 1000 ليلة، أضاءت الألعاب النارية بألوانها الزاهية وأشكالها الرائعة سماء الرياض في حفل تكريم الفنان محمد عبده تقديراً لعطائه المتميّز ووفاءً لمسيرته الفنية العريقة، وختاماً رائعاً لنهاية السنة الميلادية، واستشرافاً جميلاً لاستقبال العام الجديد.
كما صاحب الليلة معرض خاص عن الفنان محمد عبده، استعرض مسيرته الفنية منذ طفولته وحتى شهرته الكبيرة في العالم العربي، بالإضافة إلى بعض مقتنياته الشخصية القيّمة، والجوائز والأوسمة الرفيعة والتكريم الذي ناله من ملوك وشيوخ ورؤساء الدول الخليجية والعربية. وجاء المعرض بطريقة إبداعية رائعة، وبأسلوب شيق ومبتكر يراعي التناسق في المراحل والتواريخ والمحتوى باستخدام أحدث التقنيات المتطورة، وشهد إقبالاً كبيراً وتفاعلاً متميّزاً من قبل الجمهور الذين عبروا عن إعجابهم الشديد بالذكريات الخالدة والصور الجميلة لفنان العرب والتي تم نشرها لأول مرة في المملكة.
ويٌعتبر الفنان محمد عبده أبرز رموز الأغنية السعودية ورواد تطويرها، وهو كنز الأغنية الخليجية، وفنان العرب، وأحد أشهر مطربي المملكة والخليج والعالم العربي، تميّز بأغانيه الرائعة التي تجذب المستمع بجمالها وقوتها وبساطتها. وتتصدر أغانيه قائمة أشهر وأجمل الأغاني العربية. فهو ظاهرة غنائية فذة ونادرة، شكلتها تجارب السنين، وحبه وشغفه بالفن، وصوته العذب، وذائقته الفنية المرهفة التي تعتمد على الإبداع الفني واختيار أجمل الأغاني، مما أهّله في كسب شعبية كبرى وجمهور عريض يمتد من الخليج إلى المحيط.