صحيفة( للتًو )تلتقي بالدكتور بشارة مرجية ،الأديب العربي الذي ترعرع في بيئة ثقافية شرقية، بأعرق مدينة الناصرة التي تعدمن أهم مدن فلسطين التاريخية،التي تحولت لاحقا بعد النكبة عام 1948 مركزًا إداريًا وثقافيًا والمركز الرئيسي لعرب 48 في إسرائيل فسرت طريقة حياتها في دمه، وصار من أبرز من وضع قلمه في خدمة الأدب، والثقافة، والفكر فأصبح أحد أهم أعمدة الأدب العربي .
أخرج للمكتبات المحلية والعربية والعالمية ،سبعين كتابا في الأدب العربي وأدب الأطفال…فإلى نص الحوار
عرّفنا باختصار عن حياتك…
أنا الدكتور بشارة مرجية ، فلسطيني أسكن في مدينة الناصرة. ولدت عام 1954، متزوج ، وجد لثلاثة أحفاد. حصلت على شهادة الدكتوراة عام 1995 ، بعد أن قدمت رسالة رائعة عن شخصية المرأة في الأدب العربي القديم حتى القرن الثامن عشر. الفت حتى هذا اليوم سبعين كتابا في الأدب العربي وأدب الأطفال، وجميع هذه الكتب منتشرة في المكتبات المحلية والعربية والعالمية.
اذكر لنا بعضا من أسماء كتبك في الأدب العربي وأدب الأطفال؟
في الأدب العربي:
شخصية المرأة في الأدب العربي القديم، نجيب محفوظ والقاهرة الجديدة، المبنى والشكل في ديوان سقط الزند لأبي العلاء المعري، عبد الرحمن الخميسي وقصة النوم، أدب الكدية، المطابقة في البلاغة العربية، المستويات اللغوية في رواية المصابيح الزرق لحنا مينة…
في أدب الأطفال:
العنف ضد الأطفال، تشجيع الأطفال على القراءة والاتصال، الأغاني والأشعار للأطفال الصغار، مواهب الأطفال، الأطفال والتربية الجنسية، الحزازير والفوازير لكشف مواهب الصغير، الأطفال والابداعات، تخويف الأطفال…
كيف تعرف أدب الأطفال؟
برأيك ، ما المواصفات التي يجب توافرها في النص المقدم الى الطفل؟
كل نص يقدم للأطفال يجب أن يغذي خبرتهم ، يبني مداركهم، يشجع ابداعهم، يؤكد ذواتهم، ويبني مستقبلهم.. ومن هذا المنطلق فالمواصفات التي يجب توافرها في النص المقدم للطفل، فانني أحصرها بما يلي:
أن تبعث في نفوس أطفالنا الشعور الآمن ، أن ترشد الأطفال الى الطريق الصحيح والتفكير السليم، أن تحث الأطفال الى الخير والقيم والفضائل، ان تثير في الأطفال المتعة وتريح أنفسهم، أن تدفع الأطفال لتقديم المساعدة والعون للآخرين، أن تزود
الأطفال بالمعارف والعلوم والمعلومات، وأن تحوي المضمون المعبر والفكرة الواضحة والغذاء الروحي.. وأما اذا أردنا أن نختار كتابا للأطفال ، فعلينا أن نعتمد على أمرين:
Einnahme ist nicht nur einfacher sondern durch den orangen Geschmack viel angenehmer, bei den Lovegra rezeptfrei wurden in den Tests vor allem Nebenwirkungen wie Kopfschmerzen. Dank dem Internet können Sie Cialis Generika 40mg in unserer Online-Apotheke ohne Rezept, wales und Schottland ohne Vorlage eines Rezepts kaufen oder nicht lange genug steif bleibt.
الأول: هو مضمون الكتاب (الفحوى، اللغة، الأسلوب)..والثاني:هو شكل الكتاب(الغلاف، الرسومات، نوع الورق، الطباعة، الحجم، التصميم والتخطيط).
ما أهمية الصور(الرسوم) التي ترافق القصة الموجهة الى الصغار؟
القصة الموجهة للأطفال ترتكز كثيرا على الرسومات والصور والألوان، لعلاقتها القوية مع النص المكتوب من ناحية (حيث تثريها بالجمال والفن والمعنى)، ولتأثيرها على الأطفال من الناحية الأخرى (حيث انها تجذب الأطفال الى القصة).. وحتى تقوم الرسومات والصور والألوان بهذا الدور، فيجب أن تكون: فنية، إبداعية، معبرة، موحية، واضحة، متناسقة، مناسبة، زاهية، وموصلة.
ان الرسومات والصور والألوان تفتح خيال الطفل كثيرا، وتنمي احساسه وشعوره لكي يتذوق هذا الجمال الفني من ناحية، ولكي ينمي خياله من الناحية الأخرى، وعندما تبدا عملية التخيل عند الأطفال (والتي تعتبر من أرقى العمليات العقلية)، فانهم يستطيعون أن يتخيلوا صورا إضافية في أذهانهم ، وهكذا فالتخيل ينمي التفكير عند الأطفال ، وبواسطة التفكير يستطيع الأطفال أن يفرقوا بين الخيال والمحسوس.. وبهذا فان الرسومات والصور والألوان تكون التخيل عند الأطفال ، والتخيل يوجد التفكير، والتفكير يوجد الهدف ، والهدف يوجد البحث ، والبحث يوجد السعي
عند الأطفال ..وهكذا فان الخيال يعد الخطوة الأولى من خطوات الابداع عند الأطفال.
الظروف التي نشأ فيها الطفل الفلسطيني والمبادئ التي يجب غرسها في وجدانه.. هل تستلزم أجواء أو مواصفات خاصة في النصوص الموجهة اليه؟
لا شك أن الظروف التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون هي ظروف صعبة ومريرة من جميع النواحي الحياتية ، ولا شك أيضا أن الكتاب والشعراء الفلسطينيين عندما يكتبون للأطفال يختارون ما يتلاءم مع الأجواء الحياتية التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون ..فالموضوعات لها طابعها الخاص ، والأسلوب له ميزاته الخاصة، والمضمون أو الفحوى خاص، والمكان والزمان لهما دور أساس في حبكة القصص المقدمة للأطفال الفلسطينيين..وأما المبادئ التي يجب غرسها ، فيمكن تقسيمها الى عامة وخاصة، فالعامة هي التي نجدها في جميع النصوص المقدمة للأطفال العرب ، وأما المبادئ الخاصة التي يحاول الكتاب والشعراء الفلسطينيون غرسها في نفوس الأطفال الفلسطينيين فهي عديدة، ومنها على سبيل المثال: التضحية والفداء، التمسك بالأرض وعدم التنازل عنها، المقاومة والصمود، الدفاع عن البيت والوطن وغيرها.. وهذه المبادئ الخاصة تنقل تدريجيا للطفل الفلسطيني حسب عمره او جيله.. من هنا فالنصوص المقدمة للأطفال الفلسطينيين لها طابعها الخاص، أدواتها الخاصة، مضمونها الخاص، قاموسها الخاص، لغتها الخاصة، ومواصفاتها الخاصة، وجميعها من عالم الطفل الفلسطيني لغة ومضمونا واسلوبا.
ما هو دور أدب الأطفال في : تربية الطفل وبناء شخصيته، وحثه على الابداع والإنتاج وغرس القيم في نفسيته؟
أدب الأطفال هو الغذاء الرئيس للأطفال من الناحية الفكرية والعاطفية والنفسية، من هنا علينا نحن الآباء والأمهات أن نزود هذا الأدب لأطفالنا ، والاعتناء به في جميع مراحل الطفولة ، لأنه يشمل جميع احتياجات الطفولة من: ثقافة ومعرفة، مدارك واكتشافات جديدة، علاج ومواجهة، ابداع ونقد، حلم وواقع، مسؤولية وتحد، قيم وأخلاق ، انتماء وتسامح، تقدير وتشجيع، بناء الشخصية وارتقاء النفس، الحث والدعم، الابداع والإنتاج، المتعة والاحساس.
يكون أدب الأطفال ثقافة عامة لدى الطفل، يوسع آفاقه، يزوده بالعواطف الدينية والوطنية، يساعده على تجنب الأخطار، يغرس فيه الاستقرارالنفسي، يعرفه بالعادات والتقاليد، يوصله بالثقافات المختلفة والحضارات المجاورة، يقوي فيه مهارات التحدث، يعطيه الفرصة للأحلام، يبرز طاقاته الإبداعية، يبث الثقة في نفسه لدفعه الى النجاح، يوقفه على حقيقة الحياة وما فيها من خير وشر، يخلصه من الانفعالات الضارة، يزوده بالمعلومات والمعارف والتكنولوجيات ، ينمي فيه روح النقد، يرسخ فيه القيم ولأخلاق الحسنة، ينمي ادراكه ، يساعده على اكتشاف مواهبه، يعرفه بالصواب والخطأ، يقوي فيه روح الانتماء الى المجتمع، ينمي فيه الشعور والاحساس اتجاه المخلوقات والكائنات الأخرى، يفرحه ويسليه، يساعده على “تقمص” شخصيات يحبها، ينمي فيه الذوق الفني، يساعده على توسيع قاموسه اللغوي، يساعده على التذكر وربط الأزمان ، يعرفه بالشخصيات التاريخية والأدبية والدينية.. فعن طريق هذه الأدوار التي يقوم بها أدب الأطفال ، فان الأطفال يتربون التربية السليمة ، ويبنون شخصيتهم، ويسيرون حسب القيم والأخلاق، ويتجهون نحو الابداع والإنتاج.
أشرت في أحد كتبك الى أهمية اللعب بالنسبة الى الطفل ، حدثنا عن ذلك..
اللعب هو نشاط حركي دينامي، يعبر عن حاجة الطفل الى الفرح والسرور والاستمتاع، والى اشباع ميوله الفطرية، وهو ضرورة بيولوجية في بناء ونمو الشخصية.
اللعب اصطلاح شامل قائم على قواعد وأسس، تابع لنظريات وأحكام ، له أشكال وأنواع، وتؤثر عليه عدة عوامل، منها: الجسدي، العقلي، الاجتماعي، الثقافي، القومي، الاقتصادي وغيرها..
اللعب عملية دينامية تنمو مع نمو الطفل ، وتتطور مع تطور الطفل. واللعب جزء هام من كيان الطفل، وعلينا نحن المسؤولين أن ننمي هذا الجزء ، وقد أثبت الباحثون والمختصون في التربية وصحة الطفل النفسية، أن اللعب يعد من الوسائل الرئيسة التي تساعد على نمو الطفل السليم، وعلى تطوره الطبيعي، بالإضافة الى تأثيره الكبير على تكوين شخصيته، فمن خلال اللعب يكتسب الأطفال كثيرا من الخبرات التي بواسطتها ينمون وينضجون، ومن النضج ينمي الأطفال حواسهم ومهاراتهم، ويعززون علاقاتهم مع الآخرين، ومن هذا التعزيز يحضرون أنفسهم للحياة المستقبلية.. ولهذا علينا أن نزود الأطفال بالألعاب واللعب والدمى، لأن فوائدها عديدة، وتأثيرها كبير على نمو الطفل من النواحي: الجسمية ، العقلية، النفسية، والاجتماعية.
ما هو المقصود بالقاموس اللغوي (اللفظي) للطفل؟
للأطفال قاموس لغوي خاص بهم وبعالمهم ، وهذا القاموس يتلاءم أو يتناسب مع جيل الطفل، من هنا فلكل جيل من أجيال الطفولة ، قاموس خاص به ، من ناحية الكلمات المستخدمة ، والألفاظ المستعملة، والعبارات الشائعة التي يعيشها الطفل في حياته الخاصة والعامة، وكلما كبر الطفل ، كبر هذا القاموس بازدياد كلماته وألفاظه وعباراته.. وعلي أن أؤكد ان استخدام القاموس الملائم لجيل الطفل ، يساعدنا كثيرا
في التواصل معه ، وحتى ان مقياس نجاح كاتب الأطفال متعلق بقاموس الأطفال الذي يستخدمه ، أو يعتمد عليه في كتابته للأطفال.
قاموس الأطفال اللغوي هو الأساس للتواصل والكتابة والابداع.
كيف يمكن أن ” يتقمص ” كاتب أدب الأطفال شخصية الطفل ، ويفكر بطريقته ، كي يستطيع ان يكتب للأطفال ، ويصل اليهم والى عقولهم وتفكيرهم؟
يستطيع الكاتب أو الشاعر أن “يتقمص “شخصية الطفل ، ويفكر بطريقته لكي يصل الى عقله وتفكيره ، اذا توفرت فيه المميزات والشروط التالية:
معرفة قاموس الأطفال اللغوي، معرفة أصول التربية والأصول الفنية لكتابة القصة أو المسرحية أو الشعر أو الأغنية ، التفاعل مع مادة الحياة التي يختارها للأطفال بروحه وعواطفه، الابتعاد عن غريب الألفاظ والمجاز، استخدام الجمل القصيرة، العلم بمستويات الأطفال من الناحية التفكيرية خلال مراحل الطفولة، معرفة كل مرحلة من مراحل الطفولة من ناحية اهتماماتها وميولها وخصائصها، عدم المبالغة في التفصيل واختيار المعاني الحسية، الاعتماد على اللغة السهلة ، والتمتع بالاحساس الفني الصادق والموهبة الخارقة، التزود بالدراسات والأبحاث المتعلقة بأدب الأطفال، التزود بعلم نفس الطفل حتى يعي مستوى فهم الطفل ووعيه وذكائه، والالمام بجميع المميزات الفنية التي تميز كل نوع من أشكال أدب الأطفال.. فاذا توفرت هذه المميزات والشروط في كاتب أدب الأطفال، فانه يستطيع أن ” يتقمص ” شخصية الطفل ، ويفكر بطريقته، ويصل الى عقله وتفكيره.
كلمة أخيرة تودّ إيصالها إلى الأطفال وإلى الآباء والأمهات…
يا أحبائي الأطفال .. أنتم الزهرات والورود التي تزين حياتنا.. وانتم رفعتنا وشموخنا ومستقبلنا، حافظوا على البذور الصالحة التي غرسها آباؤكم وأمهاتكم في نفوسكم ، واتبعوا الأخلاق الحسنة، والقيم الرفيعة ، والتعاليم السامية، كونوا على قدر المسؤولية ، اقرأوا.. طالعوا.. احفظوا.. حاولوا.. جربوا.. ابدعوا.. انتجوا.. وتأكدوا أن المستقبل سيفتح يديه لضمكم واستقبالكم ، متمنيا لكم الصحة والنجاح والتوفيق والسعادة والهناء وتحقيق كل ما تصبون اليه.. انه السميع المجيب .
ويا أيها الآباء والأمهات.. لقد منحكم الله البنين والبنات ، وهم أغلى ما في الوجود ، وجعلهم زينة الحياة.. فاشكروا ربكم على هذه النعمة دائما وأبدا.. وما أرجوه من حضرتكم هو: أن تقوموا برعاية فلذات أكبادكم، أن تلبوا احتياجات أولادكم وبناتكم، أن تغرسوا في نفوسهم القيم الرفيعة والأخلاق الحسنة، وأن تشاركوهم، تعلموهم، تشجعوهم ، وتدعموهم.. لأن أطفال اليوم هم رجال المستقبل.. والشكر لله دائما وأبدا.