أسباب ..هروب (عائشة القحطاني ) من عائلتها الثرية في قطر..
تطرق مقال في صحيفة الصنداي تايمز لموضوع الشابة القطرية عائشة القحطاني، ابنة الضابط الكبير في الجيش القطري، والمنتمي إلى إحدى القبائل الخليجية الأكبر نفوذا. حيث حمل المقال عنوان “ابنة عائلة قطرية غنية تعيش في خوف مستمر من الاختطاف”، وهو بقلم شانتي داس التي التقت عائشة في حديثها للمرة الأولى مع وسيلة إعلام.
وتقول داس إن هذه الشابة تعيش في بريطانيا بخوف دائم من أن تلقى مصيراً مشابهاً لمصير ابنتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم.
وحسب داس فإن “عائشة تعرضت للقمع وسوء المعاملة من قبل عائلتها، وكلما ضُربت، أو وُبخت لأنها تقرأ الروايات الغربية، أو خُربت اللوحات التي ترسمها، كانت لا تفكر إلا بالهرب”.
ولم يكن ذلك يبدو سهلا، “فهناك قضبان حديدية على نوافذ غرفة نومها، وتنقلاتها مرصودة عبر تطبيق الهاتف النقال الخاص بتحديد الموقع، كما أنها ستزوج لرجل دين متشدد. لقد كانت سجينة في قطر. أو هذا ما ظنه الجميع”.
ولكن الشابة التي تبلغ من العمر 22 عاماً، تمكنت في ليلة 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي من الهرب خلال إجازة عائلية في الكويت، بالرغم من الحظر المفروض على سفر الفتيات العازبات تحت سن 25 عاماً من دون مرافق محرم.
لكن عائشة تسللت بعد منتصف الليل من الفندق، وركبت سيارة أجرة إلى المطار، حيث أخذت طائرة إلى لندن عبر أمستردام.
واليوم، تعتقد عائشة خريجة الأدب الإنجليزي والفلسفة، أن حياتها لا تزال في خطر، وهي تعيش في مكان سري في المملكة المتحدة، وتحاول الحصول على اللجوء، وقد تصاعدت مخاوفها عقب قرار محكمة بريطانية بتحميل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المسؤولية في اختطاف ابنتيه اللتين حاولتا الهرب، وثم إخفائهما.
وتنقل الكاتبة عن عائشة قولها “يمكن أن يحصل لي نفس الشيء، لقد جلبت العار للعائلة. لقد نزعت النقاب، وأظهرت وجهي وتكلمت. لقد دمرت سمعتهم”.
ولخوف عائشة ما يبرره كما تقول الكاتبة، فبعد 24 ساعة من وصولها إلى بريطانيا، اتصلت بها الشرطة لتبلغها أن شابا من أقاربها تم توقيفه في مطار هيثرو، وبعدها بثلاثة أسابيع، تم نقلها عن طريق وزارة الداخلية إلى مكان إقامة آمن في مدينة كارديف.
ولكن رجلين من عائلتها تمكنا من تتبعها، ووصلا إلى مكان كانت قد زارته وقريب جداً من مكان إقامتها، كما ادعى أحدهما لاحقاً أنه تمكن من رشوة موظف في دائرة الهجرة، وعلم بمكان إقامتها.
ورغم أن عائشة تستخدم تطبيقاً معيناً لتجري اتصالاتها، وقد قطعت علاقاتها مع معارفها في قطر، واتخذت إجراءات كثيرة لحمايتها وإخفاء مكان إقامتها وتحركاتها، فهي لا تزال تشعر أن حياتها في خطر، كما تؤكد للصحيفة.
وبحسب المقال فإن عائشة تلقت اتصالات من مسؤولين قطريين، وعدوها بأن لا شيء سيحدث لها إن عادت إلى بلاها، ولكنها تقول “يريدون أن يحبسوني، سأودع في السجن حتماً، أو أن عائلتي ستقتلني”.
وتقول عائشة في المقابلة الأولى التي تجريها منذ وصولها إلى بريطانيا، إن برج “شارد” في لندن، والمملوك لقطر، هو بمثابة الرمز لمحاولة قطر “تقديم صورة حديثة براقة، في حين لا تزال تقمع فيها النساء”، وتضيف ” يقدمون هذه الصورة الرائعة عن قطر، ولكن في الحقيقة النساء في الدوحة، إنسان من الدرجة الثانية، والناس لا يملكون حرية الكلام”.
وتأمل عائشة في أن “تؤدي قصتها إلى حصول تغيير، وأن تكون إلهاماً لفتيات أخريات”، وتضيف “هربت لكي أكون حرة، ولكن في نفس الوقت هناك هذا الخوف، إنها ليست حرية كاملة”.
وتضيف عائشة “ولكنني في كل دقيقة، وطوال الوقت أتذكر سوء المعاملة الذي تعرضت له. أنا متفائلة، وهذا ما أوصلني إلى هنا”.