فيديو ..الوليد بن طلال “في حوار تلفزيوني :” لست فاسداً..
تحدث رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز في لقائه ببرنامج “في الصورة”، الذي يقدمه المذيع عبدالله المديفر وتعرضه قناة “روتانا خليجية” مساء أمس (الاثنين) عن ملفات عدة، في الاقتصاد والسياسة والرياضة والإعلام والترفيه.
وفتح المذيع المديفر أول ملفات لقائه مع الأمير الوليد بن طلال عن الفساد وقضية فندق “الريتز كارلتون”، إلا أن ضيفه رد عليه بأنه مؤيد لحملة الفساد بكل قوة.
وقال الأمير الوليد: “بطبيعة الحال أنا مؤيد لحملة الفساد التي تمت بكل قوة، وفي الفترة ما بين عامي 2013 و2015 طالبت بمحاربة الفساد بطريقة علنية عبر حسابي في تويتر، وطلبت بمعاقبة أحد مسؤولي الدولة لتفشّي الفساد في مؤسسته، وفعلا أعفي قبل سنة، وأنا مؤيد لحملة مكافحة الفساد التي قام بها أخي الأمير محمد بن سلمان في عهد والدي الملك سلمان بن عبدالعزيز”.
وأضاف: الحكومة السعودية والنائب العام أعلنوا مباشرة أن ليس كل من دخل الريتز فاسد. هناك من عليه شبهة أو تهمة وهناك من دخل كشاهد أو إعطاء معلومات عن آخرين، وأنا لست فاسد، وموضوع الريتز أسدل ستاره من الديوان الملكي”.
وتابع: “أنا رجل وطني لأبعد حدود، والملك سلمان في قلبي ومحمد بن سلمان في عيوني، والشعب السعودي في عروقي، هذه نقطة في محبتي وولائي للوطن والريتز انتهى واندثر وأنا الوليد بن طلال وكل ما يملك في خدمة مصلحة الدولة والملك وولي العهد والشعب السعودي”.
ورد الأمير الوليد على الشائعات التي لا حقته في الريتز، بقوله: “أنا كنت في الريتز أتابع الأخبار في وسائل الأنباء الغربية وأضحك، ساعة يقولوا راح للحائر وأخرى أتوا بلجنة تحقيق من الولايات المتحدة الأمريكية لتعذيبي وتارة يقولون علقوا رجولي فوق وراسي تحت، وكله كذب في كذب وأنا ولا أي شخص آخر تعرض للتعذيب في الريتز”، لافتاً إلى أنه لم يلتق بالآخرين في الريتز، لكن تصلهم معلومات عنهم.
وعن طبيعة التسوية التي تمت مع الوليد بن طلال، قال: “انا قلت في داخل الريتز كان سوء تفاهم وعند خروجي قلت مفاهمة مع الدولة، والسعودية في حرب مع الإرهاب وعملاء إيران الحوثيون، والوليد وقع ضحية نيران صديقة، وأنا لما طلعت عندي مفاهمة أنا راضي والدولة راضية، والمفاهمة تبقى بيني وبينهم، والدولة قالت هناك أناس بريئين وأنا وصلت للمفاهمة وليست تسوية، وتفاهمت مع والدي الملك وولي عهده والحكومة السعودية”، مؤكداً أنه يملك السيطرة على ممتلكاته، بدليل مجالس الإدارة تجتمع لديهم، وتخضع للأنظمة السعودية، ولا يوجد عليه قيود مالية، ومن داخل الريز يسير أعمال شركة المملكة القابضة ومؤسسة الوليد الإنسانية وأموره الخاصة.
وأشار إلى أن سلوكه الاستثماري بعد خروجه من الريتز لم يتغير من الناحية الاستراتيجية، بل من الناحية الفنية، لافتاً إلى أن شركة المملكة سيكون لها استثمارات في السعودية من خلال مشاريع القدية ونيوم والبحر الأحمر وأيالا، وترغب في الاستثمار ودعم النهضة السعودية.
وقال الأمير الوليد بن طلال: “العلاقة مع عمي ووالدي الملك سلمان تتجاوز نصف قرن، والملك سلمان بعد والدي كان لدي راتب شهري منه، سواء كنت في لبنان وأمريكا وبعد عودتي في بدايتي، وساعدني في بيتي بأمريكا في كاليفورنيا، وبعد عودتي للرياض أسست نفسي والأمير طلال دعمني مرة ومرتين، ودعمني الملك سلمان في الاستراتيجية الكبرى، أثناء إنشاء برج المملكة
وأوضح أن الملك سلمان استلم الحكم في عام 2015 عهده إصلاح وازدهار، والأمير محمد بن سلمان مهندس إيقاف انهيار الاقتصاد السعودي، وعمل أضعاف مضاعفة لمطالبه.
وشدد الأمير الوليد على أنه مسلم وسعودي وعربي، ويخدم بلاده بكل ما لديه من قوة واستثمارات، ويخدمها خيرياً وإنسانياً، وكل ما يعمله تحت راية لا إله إلا الله تحت لواء الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وعن طموحه السياسي، قال: “طموحي السياسي صفر، وهناك تناقض بين رجل المال والأعمال والاقتصاد ورجل السياسة، فالأول يتبث نجاحه بالثروة التي استحصل عليها أو أعطاها المساهمين، ورجل السياسة في نهاية العام إذا طلعت ثروته أكثر من راتبه السنوي من أين لك هذا؟ يطلع فاسد، وهنا تناقض بين الاثنين”.
وكشف الأمير الوليد بن طلال أن شركة المملكة القابضة لها تواجد في 170 دولة ومؤسسة الوليد في 60 دولة، ومكتبه الخاص موجود في عشرات الدول، وجميع أذرعه مسجلة في السعودي، كلها نشاطات كبيرة جدا، والأوسمة التي يحصل عليها تعود للمملكة العربية السعودية، مؤكداً أن استراتيجيته لا يمكن أن تتعدى الحدود لسياسة المملكة، وتلقى دعوات للاستثمار من عدي ابن صدام دعاني للاستثمار في العراق ورفض، وكذلك في تايلند، واستثماراته صفر في الدول التي تتعارض مع المملكة، وقراره الاقتصادي منصهر مع القرار السياسي للسعودي.
وأوضح الأمير الوليد أن جمال خاشقجي صديق له، مضيفاً: “الحادثة جريمة نكراء وكارثة، وكلي ثقة في القضاء السعودي، وموضوعه مسيس”.
وأكد أن روتانا مؤسسة كاملة متكاملة فيها الصوتيات والمرئيات وجوهرها “خليجية”، التي تهدف إلى الاعلام الهادف الصريح، والملك وولي العهد والدولة خط أحمر فيها، وغير ذلك لا حرج، مشيراً إلى أن قنوات روتانا لا تتلقى الدعم من الحكومة، وقناة “روتانا خليجية” تستحوذ على 35 في المئة من حصة السوق السعودي من خلال الإحصاءات الحقيقية.
وأشار إلى أن روتانا خرّجت عدداً من المسؤولين في الدولة، ومنهم وزير الإعلام تركي الشبانة، ووزير الخدمة الاجتماعية سليمان الحمدان، وأحمد العرفج وتركي العجمة وأخرين.
وأوضح الأمير الوليد بن طلال أن الاقتصاد همه وشاغله من سنوات، وأية دولة اقتصادها ضعيف مستحيل تكون قراراتها الداخلية والخارجية قوية، مشدداً على أن اقتصاد السعودية متين، لكن يمر بمرحلة انتقالية.
وقال الأمير الوليد: “رؤية 2030 تطرقت إلى الاقتصاد، والانهيار أوقف والآن دخلنا متانة الاقتصاد، ونحن ضمن دول مجموعة العشرين وهذا غير كافي، ولديهم الديون فوق 100، والاقتصاد السعودي متين فيه 2 تريليون، والدين العام لا يتعدى 22 في المئة، والحساب الجاري قوي، والبنوك السعودية قوية، وكلها مقومات الاقتصاد، والآن نقلل اعتمادنا على البترول، وميزانية عام 2018 الإيرادات غير النفطية 160 مليار ريال، والسعودية عندها اليورانيو والذهب وكلها تضاهي البترول، وكذلك الثروة السمكية والشمسية والبحر الأحمر والخليج العربي لا يستهان بها، وكذلك طرح أسهم أرامكو”، مبدياً تفاعله بالمستقبل القريب والمتوسط، ومجلس إدارة المملكة القابضة وجه استثماراته في المملكة العربية السعودية.
وكشف عن تعرضه للإفلاس مرتين، واستطاع النهوض من جديد بفضل إيمانه بالله ودعم المساهمين والمدراء، وخسارته 77 مليار ريال مجرد خسارة ورقية.
وكشف الأمير الوليد بن طلال أنه تعرف على رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ قبل أقل سنتين وتوثقت علاقته فيه، ووصفه بالرجل العملي الديناميكي، من خلال سداده لديون الأندية وإدخال الرياضة بالمدارس، مضيفاً: “أنا معجب به، وحرك الرياضة السعودية، ونحن جاهزين للترفيه والحفلات جزء صغير منه، والسعودية متعطشة للترفيه، ومستعدين في دعم الترفيه في المملكة، خصوصاً أن رؤية 2030 تعتمد على الترفيه من خلال جودة الحياة”.
وأشاد بالوعي الدى المرأة السعودية، التي أثبتت شهامتها، وما يحدث الآن انفتاح وليس انحلال، كما وصف حادثة نيوزيلندا التي حدثت قبل أيام بالعمل الإرهابي، وأي مؤسسة إعلامية لا تسميه إرهاب مخطئة.
وتحدث عن والده الأمير طلال بن عبدالعزيز، الذي يعشق الأعمال الخيرية في حياته، مؤكداً أن أبناء وأحفاد الأمير طلال مصرون على استمرار الجامعة العربية المفتوحة التي خرجت آلاف الطلاب.
ولفت الأمير إلى أنه بدأ العمل الخيري والإنساني في عام 1980 بطريقة موازية مع العمل الاستثماري، والزكاة تنقية للأموال، وأي إنسان يشكك في ذلك يراجع نفسه، كاشفاً عن نشاطات مؤسسة الوليد الإنسانية وتعاوناتها الدولية، ونقلها للخبرات إلى الداخل السعودي.
وقال الأمير الوليد: “الرياضة السعودية بحاجة إلى التخطيط والتخصيص، وقرار إدخال الرياضة في المدارس عنصر مهم، وسيجنى ثماره بعد سنوات، وفي حال التخصيص اليوم سأشتري الهلال بكرة، والهلال لديه بطولات محلي وخليجية ويحتاج إلى العالمية”، مشيراً إلى أنه رفض شراء أندية عالمية، و”روتانا” لا تفكر حالياً في إطلاق قناة رياضية.
وأرجع تعثر برج جدة إلى المقاول شركة بن لادن، وأنجز من المشروع ثلثه، مطالباً شركة بن لادن بالالتزام بالعقد أو سيسحب منها.
ورد على سؤال لأحد المشاهدين بتولي اللبنانين مناصب قيادية في شركاته، قال الوليد: “هناك سوء فهم، وشركة المملكة لم تطلب إلا فيزة واحدة خلال 10 سنوات، ويمثل الموظفين السعوديين في شركة المملكة القابضة 86 في المئة، ومكتبه 80 في المئة، والموظفين اللبنانيين قليلين، والمناصب لدي سعوديين”.
وتطرق إلى علاقته بشقيقه أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، وشهادته فيه مجروحة، ومتوقعاً نجاحه في مهمته في إمارة عسير، مؤكداً أن أبها على مشارف نهضة كبيرة، وسيستثمر في كل المملكة، ومن ضمنها أبها.
وشدد على أن علاقته مع أسرته وثيقة، ويقابلهم كل أسبوع، كما أن البر جزء أساسي في حياته، ويساوي كل فنادق العالم، لافتاً إلى أنه لم يغب عن العمل منذ 39 عاماً حتى في حال مرضه.
انا علاقتي بالبر أكثر من خمسين واطلع كل أسبوع وعلاقتي وثيقة بالبر، وانا عندي البر يسوى كل فنادق العالم، وتراب نجد يسوى كل أوروبا وامريكا.
وختم حديثه، بقوله: “المملكة العربية السعودية بلاد فخر وعز وبلاد الحرمين الشريفين، وتمر في تغيير استراتيجي دراماتيكي، وتمر بثورة وهذا الربيع العربي السعودي الذي يكمن في الاستثمار في الوطن السعودي والاقتصاد السعودي والانفتاح، ونحن متفائلون بالمستقبل، وسنستثمر فيها، وكلنا نثق في الملك وولي عهده”.