ميدالية واحدة لا تكفي يا وزارة الرياضة
بقلم .د هيثم محمود شاولي
قبل أن أتحدث عن رياضتنا السعودية أسجل تهنئتي للاعب طارق حامدي لحصوله على فضية الألعاب الأولمبية بطوكيو ، وما قدمه من مستويات مميزة في لعبة الكاراتيه، متمنيًا له تحقيق العديد من الألقاب الكبرى القادمة ، فما حققه يعد إنجازًا رياضيًا لبلادنا الغالية.
ورغم أن ما تحقق على يد لاعب الكارتيه طارق حامدي ، إلا أن هناك العديد من التساؤلات التي تدور في أذهاننا لماذا لم تحقق المشاركة السعودية أي نتائج أخرى بتحقيق ميداليات في أولمبياد طوكيو هذا العام ، رغم توفر كل الإمكانيات التأهيلية والمادية والفنية والتدريبية ، بالرغم من أننا كنا مميزين فى الفروسية والرماية والعاب القوى.
لا شك أن هذا الأمر يدعوا وزارة الرياضة إلى ضرورة البحث عن ثغرات الخلل ، وأين تكمن المشكلة في عدم تحقيق أي نتائج مرضية ، فلا ننكر أن الوصول إلى الأولمبياد يعتبر في حد ذاته إنجازًا لتمثيل الوطن الغالي ، ولكن تكتمل الفرحة كثيرًا عند تحقيق نتائج إيجابية ومبهرة تخطف أنظار العالم.
من وجهة نظري فإن أبرز مكامن الخلل التي يجب معالجتها تكمن في إلاهتمام بالألعاب الفردية والجماعية حتى نتمكن من صنع ابطال يحصدوا لنا الميداليات ، إذ نجد أن كل الاهتمام منصب نحو لعبه كرة القدم وخصوصًا من قبل الإعلام الذي يكرس جل اهتمامه في إبراز كرة القدم السعودية ولاعبيه ويتجاهل أهمية الألعاب الأخرى ، ورغم كل الاهتمام و الأضواء الإعلامية التي وجهت على منتخبنا جاءت كل النتائج متواضعه وغير مشجعة ، بينما نجد أن الاهتمام بالألعاب الأخرى كانت ضعيفة ، ولا ترتقي بالمستوى المطلوب سواء فنيًا أو إعلاميًا.
أرى أنه لابد لوزارة الرياضة أن تعيد حساباتها نحو الألعاب الأخرى ، وتهتم بإبرازها في الإعلام والمحافل ، فالرياضة السعودية حظيت باهتمام كبير في رؤية المملكة 2030 التي أطلقت برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في 25 أبريل 2016م , إذ جاء منها أن الدولة ستشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميز رياضي على الصعيدين المحلي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها بمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ، إذ شهدت الرياضة السعودية في الآونة الأخيرة مرحلة جديدة من صناعة التميز وزيادة الفعاليات وإطلاق المبادرات ، بما يحقق تنمية شاملة للقطاع الرياضي في المملكة ، كما شهدت الرياضة النسائية في السعودية تطورًا خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث ازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية عبر الأعوام الخمسة الماضية بنسبة 150 في المائة، وذلك وفق إحصائيات وزارة الرياضة ، وكل هذه المعطيات تشجعنا كثيرًا على المضي إلى الأمام وتحقيق الإنجازات وكل ما يرفع شأن وطنا الغالي.