بعد الإعصار شاهين.. هل يُمكن أن تتأثر الجزيرة العربية مُجدداً بإعصار جديد خلال الأسابيع القادمة
تُعتبر جنوب الجزيرة العربية من المناطق المُعرضة للأعاصير والعواصف المدارية، بحيث تتأثر بانتظام آثار الأعاصير المدارية بسبب ساحلها الممتد على بحر العرب، وتأثرت سلطنة عُمان بالإعصار شاهين مع بداية شهر أكتوبر الحالي مُخلفاً فيضانات في عدد من ولايات السلطنة، ويتساءل الكثير عن فرصة تعرض الجزيرة العربية بإعصار جديد خلال الأسابيع المُقبلة.
بالرغم من تأثر سلطنة عُمان بإعصار شاهين ومكوثه فوق مياه شمال بحر العرب لِعدّة أيام بمسار بطيء نسبياً وبلوغه الدرجة الأولى، لم يكن كافياً لتبريد مياه بحر العرب، بحيث تتراوح درجة حرارة سطح مياه بحر العرب 28-29 درجة مئوية، وهي حرارة مياه مناسبة لتطور الاضطرابات المدارية في حالّ نُشوئها، كون أن حرارة المحيطات والبحار تعتبر وقود ومصدر طاقة لمثل هذه الحالات.
ومع انتصاف شهر أكتوبر ما زالت الشرقيات مُسيطرة على أجواء بحر العرب، التي تتسبب بانسحاب الرياح الموسمية بمشيئة الله، وما يُرافقها من ضعف واضح في نشاط رياح القص على معظم انحاء بحر العرب، مما يعني أن النظام المداري لو تكون سيكون بمقدوره التطور وزيادة النمو العمودي للسحب الركامية المُرافقة.
ومن ناحيةٍ إحصائية، يمتد الموسم الثاني لتكوّن الحالات المدارية في شمال المحيط الهندي من شهر أكتوبر ويمتد حتى أواخر شهر نوفمبر، ويتصدر شهري أكتوبر ومايو بأغلب الأعاصير والعواصف المدارية التي تنشأ في بحر العرب، فيما يكون أشدها في شهر مايو، ولا يُعدّ غريباً على بحر العرب بأن يحتضن أكثر من إعصار في العام نفسه كعامي 2015 و2018 الذي شهدت فيه الجزيرة العربية تأثرها بثلاثة اعاصير خلال الموسم.
وتشير بعض تقارير الأرصاد أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية ساهم بشكلٍ مُباشر في تزايد شدة الأعاصير، مع زيادة مُتوقعة في كميات بخار الماء في الغلاف الجوي وما يُقابلها من تزايد كميات الأمطار والفيضانات المصاحبة لها والمخاطر المرتبطة بتعاظم الأمواج وغمرها للمناطق الساحلية.