هل عودة صهر الرئيس المخلوع إلى تونس نوع من الهروب إلى الأمام ..أم أن هناك أمور تدار في الخفاء ؟؟
في تصريح صحفي لقناة “فرانس 24″، قال محامي رجل الأعمال سليم شيبوب، وسام السعيدي، إنّ: “موكله سيعود إلى تونس يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري”.
وفي مقابلة له مع مجلة “جون أفريك”، قال صهر الرئيس المخلوع بن علي، سليم شيبوب، إنه: “ينوي العودة إلى تونس يوم الثلاثاء القادم، 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري”، قادمًا من “أبوظبي” التي هرب إليها مباشرة مع الثورة التونسية في 14 يناير 2011، وذلك “لطيّ صفحة الماضي”.
ورجل الأعمال سليم شيبوب، هو زوج البنت الكبرى للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي هرب عقب ثورة الحرية والكرامة.
هروب شيبوب
وأكد شيبوب، أنه لم يفرّ من تونس على عكس ما يروّج، ولكنه “كان ساعتها خارج تونس في مهمّة بليبيا، لأجل جمع الأموال من السياسيين، من أجل تحسين الظروف الاجتماعية ببعض الأحياء الشعبية”.
وأوضح أنه، بعد هروب بن علي “توجه إلى الإمارات، حيث كان ابنه يقضي عطلته في أبوظبي ليستقر هناك”.
وكانت قناة الجزيرة، أكدت من خلال بث شريط فيديو يبرز إلقاء القبض عليه في مدينة بنقردان (على الحدود التونسية الليبية)، أي كان يستعدّ للمغادرة إلى ليبيا.
وقال شيبوب في حديثه لـمجلة “جون أفريك”: “إنه بقي في الإمارات التي لم يغادرها؛ لأن اسمه كان مدرجًا بالقائمة الحمراء للإنتربول”، مضيفًا: “لقد حكم عليّ في تونس بخمس سنوات سجنًا بتهمة حيازة أسلحة، وبالتالي سأعود للاعتراض والدفاع عن نفسي، خاصة وأنني أثق في القضاء التونسي”.
وقد صدر في حق شيبوب حكم قضائي غيابي بسجنه خمس سنوات نافذة، من أجل حيازة سلاح ناري غير مرخص.
محاكمة عادلة
وأكد المحامي وسام السعيدي، على أنّ: “الاستقرار في تونس اليوم واستقلالية القضاء، جعلا موكله يقرر العودة لبلاده”.
وأضاف السعيدي متحدثًا عن القضاء: “القضاء في تونس أصبح اليوم، وبعد ثلاث سنوات، مهيئًا لقيام محاكمة عادلة، وخاصة بعد انتخاب الهيئة الوقتية للقضاء العدلي وترتيب أمور القضاء”.
وقد عزا عديد من الملاحظين عودة سليم شيبوب في هذا الوقت بالذات، إلى فوز حزب نداء تونس ورئيسه الباجي قائد السبسي بالأغلبية في مجلس نواب الشعب، بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.
لا مشاكل مع الحكومة
وأكد صهر الرئيس المخلوع بن علي، أنه “لا أملك جواز سفر”، ولكنه برغم ذلك سيعود إلى تونس قبل انتخاب رئيس الجمهورية الجديد؛ لأنه “لا مشاكل لي مع الحكومة الحالية ولا حتى مع الحكومة السابقة، وكذلك مع مختلف الأحزاب السياسية”.
وشدد على أنه “لا ضمانات له، فلا أحد يمكنه أن تكون له ضمانات”، مؤكدًا أنه “سيهتمّ فقط بإيجاد حلول للمشاكل العالقة”.
وقد صدرت في حق سليم شيبوب بطاقة جلب في العام 2011، بعد اتهامه بعديد من القضايا، وهو مسجل ضمن القائمة الحمراء للإنتربول.
علاقته بصهره
وحول علاقته بالرئيس المخلوع بن علي، قال شيبوب: “انقطعت علاقتي به منذ العام 2002، ولكنه التقى به بعد هروبه إلى السعودية بعد 14 يناير 2011، ثم انقطعت أخباره”.
وشدد على أنه “يريد أن يعيش في تونس كأي مواطن عادي، ويطوي نهائيًا صفحة الماضي بعد أن يجد حلًا للقضايا العالقة مع القضاء”.
وتحدث شيبوب عن تونس والانتخابات التي جرت في البلاد: “اليوم، تونس بلد ديمقراطي حيث حرية التعبير والرأي”، مضيفًا أنه “على السياسيين، أن يعملوا على إنعاش الاقتصاد التونسي بعد الانتخابات”، التي قال إنها: “ناجحة”.
وقد شهدت الساحة السياسية التونسية عودة العديد من رموز النظام السابق، حيث قدّم ستة مسؤولين سابقين ترشحاتهم للانتخابات الرئاسية، المقررة ليوم الأحد 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وكان حزب نداء تونس، الذي يرأسه الباجي قائد السبسي، وهو مزيج من منتمين سابقين لـحزب “التجمّع” المنحلّ (حزب الرئيس السابق بن علي) ويساريين و نقابيين، فاز بأغلبية مقاعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، متقدمًا على حركة النهضة بـ16 مقعدًا.
استعدادات أمينة
وأكدت مصادر أمنية من مطار تونس قرطاج الدولي لصحيفة “الصباح نيوز”، أنّ “صهر الرئيس المخلوع، سليم شيبوب، صدرت في شأنه ثلاثة مناشير تفتيش، وبالتالي سيتمّ القبض عليه حال وصوله المطار على متن طائرة خاصة وستتم إحالته إلى القضاء؛ لأن يوم الثلاثاء هو موعد النظر في قضية عدلية تخصّه”.
وأشارت المصادر الأمنية لصحيفة “الصباح نيوز” إلى استعدادات أمنية كبيرة في مطار تونس قرطاج، متوقعين حضور عدد من مناصريه من الشباب، أحباء الترجي الرياضي التونسي، وكذلك عدد من الرافضين لعودته إلى تونس.