ما حقيقة.. رفض مخترع لقاح بيونتك- فايزر أخذ اللقاح ..
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدعي أن مخترع لقاح بيونتيك/ فايزر ضد فيروس كورونا البروفسور أوغور شاهين وزوجته وموظفي شركته لم يأخذوا اللقاح. لكن القصة الحقيقية في عدم أخذ شاهين للقاح حينها تعود لسبب آخر.
ادعاء: “الدكتور أوغور شاهين الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك ومكتشف لقاح بيونتيك/ فايزر يمتنع لأسباب أمنية من أخذ اللقاح”. هذا ما قاله مستخدم في تغريدة على تويتر بفيديو نشر بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وكذلك على موقع يوتيوب والذي أعيد نشره من مستخدمين.
خبراء DW يجيبون: هذا الادعاء باطل.
هذا الفيديو يظهر فعلا الدكتور أوغور شاهين، لكنه قديم ومن عام 2020. كما أن الدكتور شاهين أخذ لقاحا بالفعل، كما تلقى الجرعة المعززة، مثلما صرحت شركة بيونتيك لدويتشه فيله DW. بحثنا يظهر كيف تم تزوير وإعادة انتاج الفيديو.
ماذا يُظهر الفيديو؟
يهدف الفيديو الذي تم تعديله وطوله دقيقتان و17 ثانية، أن أوغور شاهين الذي طورت شركته لقاح بيونتيك/ فايزر، وهو أول لقاح ظهر في العالم وتم إقراره لمكافحة فيروس كورونا، لم يتلق هو نفسه اللقاح. فما الذي يشاهد فعلا في الفيديو؟
في أول 15 ثانية يظهر أوغور شاهين فقط في الصورة، بينما المتحدث هو صحفي يحاوره ولا يظهر في الصورة، ويسأل شاهين باللغة الإنكليزية: “اسمحوا لي بطرح سؤال شخصي. أعلم جيدا أنكم شخصيا لا تحبون الإجابة على أسئلة شخصية، لكنكم وزوجتكم الدكتورة تورجي تلعبان دورا مهما في تطوير هذا الفيروس.. “. يكبر صانع الفيديو صورة الدكتور شاهين مؤكدا على جملة “تطوير الفيروس ..” مع إبطاء حركة الفيديو والكلام مرتين متتاليتين.
في الثانية 22 يُطرح سؤال ثان: “سمعت أنك شخصيا لم تأخذ اللقاح بعد. لم لا؟ يجيب شاهين: “ليس مسموح لي قانونيا أخذ اللقاح”. وإجابة على سؤال الصحفي عن السبب وراء ذلك؟ يجيب الدكتور شاهين أن هناك أسبقية في ألمانيا لمن يأخذ اللقاح ضد كورونا. وخلال ظهور الفيديو كانت الأولوية في ألمانيا لأخذ اللقاح للفئات المعرضة للخطر من مرضى وكبار في السن وأقربائهم. ويوضح شاهين أكثر أنه لم يسمح له ولا لكل العاملين في الشركة أخذ اللقاح خلال التجارب السريرية عليه. “بالتأكيد سيسمح لنا بذلك. مهم جدا بالنسبة لنا أن يحصل عاملونا على اللقاح. هدفنا هو إنتاج أكثر من 1.3 مليار في عام 2021. وهذا لا يمكن بلوغه إلا من خلال العمل ليلا ونهارا 24 ساعة في سبعة أيام بالأسبوع من دون توقف”. كما يشير شاهين في مقطع آخر من الفيديو إلى أنه يجري التفكير من دون الاعتماد على الحصة المحددة للاتحاد الأوروبي إلى انتاج لقاحات إضافية إلى عاملي الشركة وشركائها.
ولم يشر من قريب أو بعيد إلى عدم رغبته في أخذ اللقاح.
المستشارة ميركل مع أوغور شاهين وزوجته العالمة أوزليم تورجي وأحد مدراء بيونتيك في مختبر داخل الشركة
فيديو حقيقي .. معلومات خاطئة
تحت الفيديو الذي نشره هذا المستخدم تسائل مستخدمون في تعليقات مختلفة، إن كان الفيديو حقيقي؟ أين مصدره؟ ومتى أجري اللقاء؟
بعض الإجابات يقدمها الفيديو نفسه. من خلال البحث يظهر ميكروفون عليه شعار DW خلال الصورة. وتبين بعد البحث أن لقاء أجرته DW مع شاهين في 22 كانون الأول/ ديسمبر من عام 2020 ويظهر على موقع غوغل وكذلك على يوتيوب تحت عنوان “مدير شركة بيونتيك يقول : لقاحنا يمكن أن يعمل أيضا ضد متحورات أخرى للفيروس “. بعكس الفيديو المقطوع فإن نسخة هذا الفيديو طولها أكثر من ثمانية دقائق. وعند مقارنة الفيديوين يتبين أن الأصل واحد.
حتى لقاءات أخرى بدأت تظهر خلال هذه الفترة على مواقع التواصل تهدف إلى إثبات أن مطور اللقاح نفسه لم يأخذه. واحد منها هو لقاء أجرته معه قناة SWR الألمانية يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر 2020. ومثل الأسئلة التي طرحت عليه في لقاء مع DW يؤكد شاهين “أنه يرغب أيضا بالحصول على اللقاح”.
شاهين حصل على اللقاح الكامل منذ أشهر
خلال فترة إجراء اللقاء الأول والثاني في عام 2020 لم يكن بإمكان العالم البالغ من العمر 55 عاما أوغور شاهين أخذ اللقاح، لأن الوضع في ألمانيا لم يكن يسمح بأخذ اللقاح بسبب الأسبقية التي فرضتها الدولة ووزارة الصحة على من لهم الحق بأخذ اللقاح من الفئات المهددة خصوصا ممن هم فوق 80 عاما، ونزلاء دور كبار السن.
في شهر مارس/ آذار 2021، أعلن شاهين وزوجته أوزليم تورجي في مقابلة مع صحيفة “بيلد” أنهما وكذلك موظفو الشركة قد حصلوا على اللقاح. ورداً على سؤال من دويتشه فيله DW، علقت متحدثة باسم شركة بيونتك على أحدث المنشورات حول مطور اللقاح على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذا خطأ. هذه المعطيات تعود إلى ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020 وهي بطبيعة الحال قديمة تماماً. فقد حصل على الجرعتين الأوليتين من اللقاح (الأولى والثانية مطلع 2021) سيحصل على الجرعة التعزيزية قريباً”.
وبالتالي فإن الادعاءات القائلة بأن أوغور شاهين يرفض التطعيم ضد COVID-19 لا أساس لها من الصحة. ولا تتعدى هذه المحاولات في نشر مثل هذه الفيديوهات المفبركة سوى محاولة لتشويه الحقائق من المشككين بفعالية اللقاح والواهمين بنظريات المؤامرة.
يذكر أن البروفسور أوغور شاهين طبيب تركي،من أصل عربي هاجر بعمر 4 سنوات مع أبيه الذي اشتغل في مصنع سيارات “فورد” بألمانيا، هو الذي يقف وزوجته التركية الأصل مثله، وراء تطوير اللقاح الذي أعلنت عنه “فايزر” أمس، ويأملون أن ينقذ العالم من الفيروس الذي استجد وظهر في الصين قبل 11 شهرا “تفرعن” خلالها وفتك وتوحش، فأصاب 50 مليون إنسان، قتل منهم أكثر من مليون و260 ألفا بدول ومناطق في كل القارات، ولا يزال فاتكاً يبث الرعب للآن.
والدكتورة أوزلم تورجي، هي ابنة طبيب تركي هاجر من اسطنبول إلى ألمانيا، ودرست الطب بجامعة Saarlandes في مدينة هامبورغ، حيث تعرفت في مستشفاها إلى أوغور شاهين، الذي تخرج من الجامعة نفسها متخصصا بطب الأورام السرطانية، فتزوجا في 2001 وأسسا شركة لتطوير الأدوية سمياها Ganymed Pharmaceuticals واشتهرت على مستوى دولي، ثم اشترتها منهما شركة يابانية بمليار و400 مليون دولار قبل 4 أعوام، بحسب ما ذكرت صحيفة Welt الألمانية.
في تقرير الصحيفة أيضا، أن الزوجين أسسا في 2008 شركة جديدة، هي BioNTech لتطوير أجسام “وحيدة النسيلة ضد السرطان” وبعد 3 أشهر من ظهور الفيروس “الكوروني” بالصين، تكاتفت الشركة في مارس الماضي مع Pfizer لمكافحته عبر لقاح تطعيمي تنتجه حاسما، فاجتهدت شركة الزوجين وطورت واحدا سمته BNT16B2 وهو الذي يأملون أن يعيد العالم إلى ما كان عليه قبل “كورونا” المستجد.
المصدرقناة (المانيا)DW