كاتبان: لهذا السبب تعمدت “سي إن إن” نشر خبر الصواريخ السعودية الآن
يؤكد كاتبان سعوديان أن وسائل الإعلام الأمريكية تعمدت نشر خبر الصواريخ الباليستية السعودية في هذا التوقيت، من أجل “شيطنة” المملكة بالحديث عن أسلحتها، والتشويش على مفاوضات النووي الإيراني لعدم المطالبة بوضع الصواريخ الباليستية الإيرانية ضمن الاتفاق، محذرين أن لهذا الخبر خلفيات وحقائق لم تتطرق لها وسائل الإعلام الأمريكية، وربما لا تريد أصلًا التطرق إليها، ومؤكدين أن من حق المملكة في أي وقت امتلاك أي سلاح تراه ضروريًا لضمان أمنها الوطني، في مواجهة استفزازات إيران وترسانتها الباليستية.
السعودية تصنع صواريخ باليستية.. خبر جيد للسعوديين
وفي مقاله “صواريخ “سي إن إن” بصحيفة “الشرق الأوسط”، يرصد الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميد أجواء وملابسات وخلفيات نشر خبر الصواريخ السعودية، ويقول: “طارت شبكة “سي إن إن” التلفزيونية بخبر مفاده أن السعودية تعمل على تصنيع صواريخ باليستية بمساعدة الصين. حسنًا. هذا خبر جيد بالنسبة لنا كسعوديين؛ لأنه يعني أن أمننا بأيدينا تجاه الصواريخ الباليستية التي تستهدف أراضينا من إيران عبر الحوثيين”.
خبر “سي إن إن”.. صاروخ للتشويش الإعلامي
ويعلق “الحميد” قائلًا: “إلا أن هناك صواريخ أخرى تستهدفنا، وليست صواريخ إيران وحسب، بل ما أسميه “الصواريخ الإعلامية” التشويشية، ومن منصاتها “سي إن إن”، وتحديدًا خبر الصواريخ الباليستية التي قيل إن السعودية تتعاون مع الصين لصناعتها”.
ملاحظات مهنية على خبر “سي إن إن”.. غير المهني
ثم يرصد “الحميد” ملاحظات مهنية على خبر “سي إن إن”.. غير المهني، ويقول:
– “أفردت المحطة خبرًا مطولًا عما سمته التعاون السعودي الصيني، لكن دون أن تشير بشكل مهنية إلى الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تستهدف السعودية من خلال الحوثيين.
– لم تذكر المحطة أن السعودية هنا تقوم بجهد دفاعي، لا هجومي؛ لأن سعودية 2030 تهدف إلى التعاون، وليس الاعتداء، ولم تكن السعودية بتاريخها دولة معتدية؛ ولذا فإن خبر الشبكة الأميركية يعتبر مضللًا.
– والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن السفير الأميركي السابق لدى البحرين آدم إيرلي علق على الخبر بتغريدة قال فيها: “جيد للسعودية أن تأخذ الأمور بيديها، لا يمكن أن تعتمد على الولايات المتحدة”.
– ومضيفًا: “ربما لو كانت لدينا سياسة متماسكة في الشرق الأوسط ومتسقة وعاملنا الحلفاء باحترام، فلن يحدث هذا”. وهذا التعليق يعني أن للخبر خلفيات وحقائق لم تتطرق لها الشبكة الأميركية، وربما لا تريد أصلًا”.
هدفان لنشر الخبر
ويكشف “الحميد” عن هدفين لنشر الخبر في هذا التوقيت، ويقول: “لماذا أقول هذا؟ لأن الخبر الخاص بالتعاون السعودي – الصيني ليس بجديد، وتم التطرق لذلك في عام 2019، لكن يقال الآن: إن الرئيس الأميركي السابق ترمب تجاهل ذلك، وهنا تكمن القصة.. الخبر المسرب للشبكة الأميركية، والتي تعاملت معه دون استعراض الحقائق، واضح أن الهدف منه هنا أمران:
– الأول تخفيف الضغط الدولي على الإدارة الأميركية لضرورة التشدد حيال الصواريخ الباليستية الإيرانية، وضمن مفاوضات فيينا.
– والأمر الثاني للقول إنه ليس إيران وحدها التي تصنع تلك الصواريخ، وإنما السعودية أيضًا، وهذا تكتيك فيه مماحكة وعدم جدية؛ لأن لكل دولة الحق في الدفاع عن أمنها تجاه الاعتداءات الخارجية، وكما أسلفنا فإن السعودية ليست بالدولة المعتدية”.
مسألة وقت
ويضيف “الحميد” قائلًا: “العقلاء يعرفون أنها كانت مسألة وقت لتنوع السعودية مصادر تسليحها، ولأسباب منطقية، ولذلك يقول، مثلًا، السفير الأميركي السابق في البحرين ما قاله أعلاه، ويؤيده في ذلك كثر.. كما أن هذا التسريب يظهر أنه لا جدية بواشنطن للتعامل مع صواريخ إيران الباليستية وطائراتها المسيرة، رغم استهدافها للسعودية والعراق، وأمن الملاحة البحرية في الخليج، والقوات الأميركية نفسها بالمنطقة!”.
“صواريخ إعلامية للشيطنة”
وينهي “الحميد” قائلًا: “كما يظهر أن “الصواريخ الإعلامية” هذه تستخدم لأهداف عدة؛ ومنها “الشيطنة”، وسبق أن استفضنا بهذا الموضوع هنا، وهو منذ عهد أوباما في 2009، وعبر وسائل الإعلام نفسها التي تحاول التشويش على أمن منطقتنا وأمن دول الاعتدال فيها الآن.. القصة ليست فحوى الخبر، وإنما صياغته التي تضلل المتابع الذي لا يعلم عن جرائم إيران بمنطقتنا، وبطريقة انتقائية يحاول اليسار بالغرب تلميع طهران فيها، وهذا عدوان على الحقائق، وعلى أمن منطقتنا”.
خطأ الاتفاق النووي الإيراني
وفي مقاله “وماذا لو طورت المملكة سلاحاً باليستياً؟” بصحيفة “عكاظ”، دخل الكاتب والمحلل السياسي حمود أبو طالب مباشرة في جوهر القضية حين قال: “بدأت بعض وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن تمكن المملكة من تطوير صواريخ باليستية؛ مما يثير الاستغراب والريبة في طرح هذا الموضوع إعلامياً وتصعيده في هذا التوقيت الذي تجري فيه المفاوضات بشأن مراجعة الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان أحد أكبر أخطائه إغفال الصواريخ الباليستية؛ ما جعل إيران تستعرض بها أمام العالم وهي تستهدف المملكة بعدد كبير منها؛ انطلاقاً من اليمن عبر مندوبها أو وكيلها الحوثي وخبرائها الذين يشرفون على منصات إطلاقها، فهل هناك توجه الآن إلى استمرار تجاهل الصواريخ الباليستية في أي اتفاق جديد مع إيران، ولكن هذه المرة بزعم أن المملكة أصبحت تمتلكها”.
من حق المملكة في أي وقت امتلاك أي سلاح
ويؤكد “أبو طالب”: “إن من حق المملكة في أي وقت امتلاك أي سلاح تراه ضرورياً لضمان أمنها الوطني، ولكن في هذا الوقت الذي تواجه فيه تهديداً متزايداً من الترسانة الباليستية الإيرانية، ويواجه الأمن الخليجي والعربي عموماً استفزازات إيران؛ تكون الحاجة أشد والمبررات أقوى لامتلاك المملكة سلاحاً باليستياً أو غيره، ولكن في كل الأحوال لا يمكن أبداً مقارنة المملكة بإيران لناحية النضج السياسي والتعقل والالتزام بالقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق التي تضبط استخدام الأسلحة أياً كانت أنواعها”.
السلاح الباليستي هو المشكلة الحقيقية الآن
وينهي “أبو طالب” قائلًا: “السلاح النووي الإيراني قد لا يكون خطراً الآن لكنه خطر محتمل جداً في المنظور القريب، بينما السلاح الباليستي هو المشكلة الحقيقية الراهنة؛ لأن إيران تمارس اعتداءاتها بواسطته، وأمريكا وحلفاءها الغربيين يتعمدون تجاهل هذا الخطر، والآن هناك ما يوحي باستمرار التجاهل في أي اتفاق نووي قد يتم التوصل إليه بإيجاد مسوغات؛ منها تسريب خبر السلاح الباليستي السعودي ـ حقيقةً كان أم غير ذلك ـ وإثارته إعلامياً. وبالتالي سوف يخدم هذا التوجه إيران لتستمر خطراً على الأمن القومي الخليجي والعربي، ومهدداً للسلم والاستقرار في المنطقة