هل نحن ماضويون؟
سؤال ملح، يدور في خلَدي بشكل مستمر، لماذا نحن ماضويون؟، نتطلع دائمًا للماضي، نعتبره دائمًا هو الأجمل والأمثل، ولهذا نجد كثيرًا من التعليقات اليوم في السوشيال ميديا –على عقود مضت- بتسميتها بالزمن الجميل، وهل هو زمن جميل فعلًا، وقد كان آباؤنا وأجدادنا يعانون ضنك العيش، وضيق اليد، ومعاناة الحياة بكل أشكالها المختلفة، طبعًا إذا تحدثنا عنا نحن في الوطن العربي، على وجه التحديد.
أما في العموم، وعلى مستوى كوني فنجد أن هناك تحولًا كبيرًا فيما يتعلق باليوم، فقد تمكن إنسان اليوم من ركوب الجو، واختراق البحر، وتسخير القدرات العلمية كافة التي تحقق له مزيدًا من الرفاة، وتعمل على تخليصه من الألم، عبر الجهود العلمية العظيمة في المجال الطبي والفيزيقي عمومًا، اليوم كثير من الأمراض التي كانت مستعصية أو مستحيلة تم اكتشاف علاج جذري لها، وهناك كثير من المحاولات العلمية الجادة لإطالة عمر الإنسان وجعله يعيش عمرًا أطول، وقد أثبتت نجاحها فعليًّا، أيضًا الذكاء الاصطناعي وما وصل إليه من تقدم مذهل، كل ذلك من أجل خدمة الإنسان، والإنسانية عمومًا، لكن لو سألنا أنفسنا، لماذا نجد معظم المبتكرين من الدول المتقدمة، وليسوا من شعوبنا المتواضعة؟ لوجدنا أن السبب يعود من وجهة نظري إلى المشكلة الجوهرية ذاتها، يعود إلى طريقة التفكير، فنحن ماضويين، بينما هم مستقبليون، لأنهم يتطلعون بشوق إلى المستقبل، ويعتبرون الماضي والحاضر نواة لصناعة مستقبل أجمل، ويعتبرون الحاضر والمستقبل تصحيحاً لأخطاء الماضي، حتى يكون المستقبل أكثر ازدهارًا وأكثر إبداعًا.
أتمنى أن تصل شعوبنا إلى نهضة حقيقية، وأن تنهض أولًا بتفكيرها، وتنمو بعقولها، وتفخر وتشجع إبداعات شبابها، ونحن بلا شك في الطريق، خاصة إذا ما تتبعنا هذه الجهود المميزة التي تبذل عبر رؤية المملكة 2030 والتي تسعى إلى النهوض نحو المستقبل بمشيئة الله تعالى.
د. خالد الخضري