لغز الطابور العسكري الروسي.. “أكبر وأسمن هدف في أوكرانيا
الرتل العسكري المتجه لكييف يواجه صعوبات
بعد أيام من تحركه يثير الرتل العسكري الروسي المتجه نحو كييف، عدة تساؤلات بشأن موقفه الحالي، وحقيقة ما يمثله من خطر بالنسبة للعاصمن الأوكرانية الصامدة.
ويواجه الرتل عراقيل “ألهمت” الأوكرانيين على المقاومة، لكن رغم ذلك، تمكنت القوات الروسية من زيادة الضغط على كييف في الفترة الأخيرة وشنت هجمات جوية مكثفة على المدنيين، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
وتحت عنوان مطول عن “قافلة روسية عالقة تخفي ألغازا على ما يبدو”، تعرضت الصحيفة إلى وضع الطابور العسكري الروسي الذي يمتد أميالا.
وسبق أن قال مسؤول أميركي في تصريحات للحرة بشأن الرتل العسكري الذي بات على بعد حوالي 30 كيلومترا من كييف إن “الجنود الروس يغادرون الرتل والقوات الأوكرانية ألحقت به أضرارا كبيرة”.
وأبلغ مسؤول رفيع في البنتاغون مراسة الحرة أن القوات الروسية “لاتزال تواجه مقاومة أوكرانية قوية”، وأكد أن الرتل العسكري الروسي خارج كييف لا يزال متوقفا.
ويعزو المسؤولون الأميركيون هذا التوقف الواضح جزئيا إلى الإخفاقات اللوجستية من الجانب الروسي، بما في ذلك نقص الغذاء والوقود، وكذلك الهجمات التي يشنها جنود أوكرانيون ضد مواقع محددة في الرتل.
ومع ذلك، يحذر المسؤولون من أن الروس يمكنهم إعادة تجميع صفوفهم في أي لحظة ويستمرون في التقدم إلى الأمام.
وتقول الصحيفة إن الرتل العسكري الروسي لم يثر الخوف في نفوس الأوكرانيين بل “ألهمهم” للانضمام إلى المقاومة والانتقام من الغزو الروسي بأي طريقة ممكنة.
وبالفعل تم نصب حواجز مؤقتة في جميع أنحاء العاصمة لعرقلة دخول القافلة، وتم وضع حافلات في بعض الطرق الاستراتيجية لإعاقة مرورها، وإنشاءنقاط تفتيش لضبط أية مخربين محتملين. وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، في مقابلة: “لدينا الكثير من الهدايا.. ليست حلوة ولكن مؤلمة للغاية”.
وفي شمال كييف، حفر الجنود والمتطوعون خنادق ونصبوا مضادات للدبابات والطائرات، وتم إغلاق كل الأعمال التجارية في المدينة باستثناء بعض متاجر البقالة ومحطات الوقود والصيدليات.
وتدعم وزارة الدفاع البريطانية تقييم المسؤولين الأميركيين بأن روسيا تحاول تصحيح المسار للتغلب على التحديات اللوجستية، لكن هذه الخطوة توفر أيضا المزيد من الأهداف المحتملة للأوكرانيين، مثل شاحنات الوقود التي هي بالضبط واحدة من “الأهداف السهلة”، وفقا للنائب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي، جيسون كرو، الذي شارك في القتال في أفغانستان والعراق وزار أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة.
ويعتبر الأدميرال البحري المتقاعد، جيمس ستافريديس، الذي شغل سابقا منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا “إنني أسمي تلك القافلة أكبر وأسمن هدف في أوكرانيا”، مشيرا إلى أن طائرات مقاتلة معينة قادرة على تفجيرها.
ويقول التقرير إن مشهد هذا الرتل يمكن أن يشجع الرأي العام العالمي على تزويد أوكرانيا بالطائرات والذخائر الإضافية.
واستحوذت مسألة تزويد أوكرانيا بقوة جوية محسنة على محادثات حلفاء “الناتو” خلال الأسبوع الماضي، لكن لايبدو أنه سيتم إرسال طائرات مقاتلة بعد تهديدات روسية بعواقب وخيمة للدول التي تشارك في الحرب إلى جانب أوكرانيا.
واتهم الرئيس الأوكراني، فلادييمير زيلينسكي، الثلاثاء، الغرب بأنه “لم يفِ بالوعود” التي قطعها بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، وقال: “نحن نسمع وعودا منذ 13 يوما. يقولون لنا منذ 13 يوما إنهم سيساعدوننا جويا وإنه ستكون هناك طائرات وإنهم سيسلمونها إلينا”.
لكن بالإضافة إلى مخاطر توسيع رقعة الصراع، فإن الطيارين الأوكرانيين أكثر دراية بتشغيل وصيانة وإصلاح مقاتلات ميغ من الحقبة السوفيتية.
وقال خبير شؤون الجيش الروسي، مايكل كوفمان، عن الموقف الحالي في كييف: “على الأرجح، تتمتع القوات الروسية بتفوق جوي محلي، لذلك فمن المشكوك فيه أن يكون لدى القوات الأوكرانية فرصة جيدة للهجوم”.
وأضاف أنه بالنظر إلى هذا الخلل، فإن “أفضل فرصة للأوكرانيين” لإلحاق الضرر بالرتل في هذه المرحلة “هي باستخدام الطائرات بدون طيار”. وقد حققت أوكرانيا بعض النجاح في ضرب الأهداف الروسية بمسيرات تركية الصنع.
ويبقى في الوقت الحالي الانتظار لرؤية ما إذا كان الأوكرانيون قادرين على إلحاق أضرار كافية بالرتل وخطوط الإمداد الروسية الأخرى لعرقلة التقدم الروسي، وما إذا كانت جهودهم ستكون في الوقت المناسب بما يكفي لتغيير مسار القتال، وفق التقرير.
لكن بينما يصطدم التقدم البري الروسي بالعقبات، يبدو أن قصف المدن الأوكرانية يتكثف. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير يوم الإثنين: “زادت روسيا من استخدامها للقوة النارية بعيدة المدى لتكملة أو لتعويض النقص في التقدم البري”.
وعلى الرغم من شجاعتهم في محاربة القافل، فقد شاهد سكان كييف أيضا بيأس تعرض المدن في أماكن أخرى للقصف وانقطاع سبل الفرار.
وعلى الرغم من استعدادات السكان لدخول الرتل كييف، إلا أنهم يعلمون أنهم قد لا يحظون بفرصة الخروج قريبا لأن الروس سيطروا على العديد من الطرق المحيطة بالفعل.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 1.5 مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، ما يجعلها “أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية”