إيران والخليج وتهريب “منتصف الليل”.. ماذا لو فشلت محادثات فيينا؟
سلطت مجلة إيكونوميست البريطانية الضوء على أهمية الروابط الاقتصادية بين دول الخليج وإيران، حتى وسط الأجواء السياسية المتوترة، مشيرة إلى أهمية إعادة إحياء الاتفاق النووي لجميع هذه الأطراف.
وتقول المجلة تحت عنوان “الخليج شريان حياة اقتصادي لإيران” إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى العالمية، فقد ينذر ذلك بعودة التهريب إلى ميناء خصب بسلطنة عمان الذي كان تتم عبره تهريب البضائع بعد حلول الظلام نحو ميناء بندر عباس الإيراني القريب، وذلك قبل نحو 10 سنوات.
وتقول المجلة: “تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بعلاقات محفوفة بالمخاطر مع إيران، لكن التوترات السياسية تتعايش مع العلاقات الاقتصادية العميقة، والتي أصبحت حيوية بشكل متزايد مع سعي القوى العالمية لإحياء اتفاق عام 2015”.
وكانت المفوضات الجارية في فيينا توقفت مؤقتا بعد أن كادت الأطراف المشاركة تتوصل إلى اتفاق، وذلك بسبب الطلب الروسي عدم ربط العقوبات المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا بتجارتها مع طهران.
ويشير تقرير المجلة إلى أنه رغم أن الإمارات ترى إيران “تهديدا” ولديها نزاع معها حول ثلاث جزر، يتمتع البلدان بـ “أقوى علاقات اقتصادية بين دول الخليج”، والسبب في ذلك “جزئيا” وجود عدد كبير من المهاجرين الإيرانيين في دبي.
والبلدان شريكان تجاريان كبيران، فإيران تستحوذ على حوالي 3 في المئة من الصادرات السنوية لدولة الإمارات، وهناك حديث عن مضاعفة المعاملات التجارية الثنائية إلى 30 مليار دولار في عام 2025، وتوجد مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية في البنوك الإماراتية.
ورغم العقوبات الأميركية، كانت إيران تصدر ما يصل إلى مليون برميل من النفط يوميا معظمها إلى الصين، وكان يتم شحن جزء منها عبر دولة ثالثة، من بينها الإمارات التي كان لها نصيبب كبير من هذه التجارة، وهو ما أثار قلق واشنطن التي أرسلت وفدا من وزارة الخارجية إلى أبوظبي في ديسمبر الماضي لإثارة مسألة انتهاك العقوبات، بحسب “إيكونوميست”.
كما عززت قطر علاقاتها التجارية مع إيران، بعد المقاطعة الخليجية في 2017، مما عرضها لاتهام إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب ، لها بتقويض حملة “الضغط الأقصى” ضد طهران.
ويشير التقرير إلى أن الإمارات كانت تأمل في أن تساعد العلاقات التجارية مع إيران في حمايتها من الهجمات، لكنها تعرضت لهجمات الحوثيين المدعومين من طهران، في يناير الماضي، ما أضر بسمعتها من ناحية “الاستقرار”.
لكن رغم وقوع الهجمات، زار وفد تجاري إيراني، بقياد وزير التجارة، الإمارات الشهر الماضي.
وتنقل المجلة عن دبلوماسي غربي قوله: “إذا تم إحياء الاتفاق النووي، يمكن للإمارات أن تعرض مليارات الدولارات من التجارة والاستثمارات اللازمة مقابل الهدوء الإقليمي”.
لكن لو لم يحدث ذلك، فقد تعود عمليات التهريب إلى ميناء خصب مرة أخرى