للمرة الأولى.. السعوديات يشاركن في رالي صحراوي
في الشهر الماضي، اختتم رالي جميل في السعودية، وهو أول سباق سيارات من نوعه مخصص للسيدات بالمنطقة العربية. وجاء رالي جميل إيذانا ببدء عصر رياضة السيارات النسائية في السعودية، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وغطى مسار الرالي أكثر من 1100 كيلومتر منها ما يصل إلى 340 كيلومتر من الطرق الصحراوية الوعرة، حيث تم تحديد أقصى سرعة للفرق المشاركة بـ 70 كيلومترا في الساعة.
في عالم الراليات، تحدد السرعة وكذلك الدقة في الالتزام بمسار السباق من يقف على قمة منصة التتويج، في حين أن رالي جميل لا يتطلب السرعة. كما يتم فيه استخدام أفضل تقنيات الملاحة وكتيب الطريق للمنافسة على عبور صحاري السعودية باستخدام سيارات رباعية الدفع متعددة الاستخدامات للوصول لإحداثيات مخفية شكلت مسارات الرالي، لجمع أكبر عدد نقاط ممكن للفوز بهذا الرالي.
وجاءت المتنافسات في رالي جميل إلى السعودية منتصف مارس من 15 دولة منها بريطانيا وألمانيا وعمان وإسبانيا والسويد والولايات المتحدة. ويتكون كل فريق من سيدتين، وأكثر من نصف الفرق المشاركة كان لديها متسابقة سعودية واحدة على الأقل.
وقالت عاطفة صالح، وهي متسابقة من الإمارات تبلغ من العمر 41 عاما، “الحضور إلى هنا والمشاركة في أول تجمع للسائقات أصابني بالقشعريرة”.
وكان لدى شريكة صالح في السباق، إليانور كوكر، وهي مواطنة أميركية تعيش في السعودية طريقة أخرى للتحضير للرالي عبر محاكاة السباق في لعبة داكار 18 عبر جهاز ألعاب الفيديو “بلاي ستيشن”.
وتقول الصحيفة الأميركية إن قبل عام 2017، كان بإمكان النساء السعوديات صقل مهاراتهن في قيادة السيارات فقط من خلال ألعاب الفيديو، لافتة إلى أن الوضع تغير الآن للمشاركة في سباقات الرالي الصحراوية بهدف المتعة والمرح.
في سباقات الرالي عادة يقود المتسابقون مسافات طويلة على مراحل متعددة على الطرق الوعرة في المركبات المعدلة خصيصا لهذا النوع من السابقات.
بالنسبة إلى منار العيسائي، وهي سعودية مطلقة وأم لطفلين من جدة، تقود سيارة جيب رانغلر 2016، فإن القيادة على الطرق الوعرة لم تكن جديدة، ولكن المنافسة صعبة.
بعد اليوم الأول، كان فريقها في المركز الثاني، ولكن بحلول اليوم الثالث تراع فريق العيسائي إلى المركز الثالث عشر. وقالت: “كانت تلك حقيقة صعبة بالنسبة لي. اعتقدت أننا كنا نعمل بشكل جيد، لكنني تعلمت الكثير”.
منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد السعودي عام 2017، تشهد المملكة الخليجية الغنية بالنفط تغيرات كبيرة على خلفية سياسة انفتاح اجتماعي، وإصلاح اقتصادي يهدف الى تنويع مصادر الدخل المرتهن للنفط والحد من المساعدات التي تقدمها الدولة لمواطنيها.
وشملت تلك الإصلاحات منح المرأة الحق في استخراج رخصة قيادة السيارات والدراجات النارية بعد أن كان ذلك مقتصرا على الرجال في المملكة المحافظة.
سابقا، اعتادت العيسائي على سرقة سيارة والدها في الليل والتجول في مزرعتهم، قبل أن يصبح مسموحا للنساء بالقيادة في السعودية. وقالت: “أخبرتني أمي أنني ابنة الصحراء. الآن أريد فقط أن أشارك في الراليات بقدر ما أستطيع”