” ايمان الشاذلي ” ثقافة ومهارة المذيعة هي الأهم
الاصرار والتحدي قادني لمواصلة الصعاب
الطائف – حسن الغامدي
بجرأة شديدة تقول “ايمان احمد الشاذلي” أن الإعلامية وضعت في قالب زمني مضمونه الجمال ما أثر في ثقافة المجتمع برفض المذيعة التي تكبر في السن متناسين ثقافتها وما تقدمه، ويبقى هذا المأخذ على مهنتنا في الإعلام وقد استشهدت بقول احد مديري البرامج لها والذي يعمل في احد المحطات الكبيره والذي نصحها قائلا ( ان عليها مغادرة المجال الاعلامي بسبب تقدمها في العمر واضاف اذا ترغب في الاستمرار عليها ان تكون مسجلة صوت فقط foice over ) .
متناسيا نموذج الإعلامية المحبوبة” اسعاد يونس ” في العالم العربي و التي تجاوزت الستين بسنوات ومازالت قادرة على العطاء و برنامجها يجد تجاوباً كبيراً من قبل المشاهدين .
او نموذج الامريكية ” برابرا والترز” التي ظلت تعمل إلى ان اعتزلت في عمر ال 84 عامًا لأنها كانت تملك إصرارا على مواصلة النجاح، وقد أجرت في مسيرتها آلاف المقابلات الخاصة منهم مقابلة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله حيت حاورت العديد من الشخصيات الشهيرة وتبذل ما في وسعها لنيل رضا الجمهور.
تقول ” ايمان ” بلا شك أن الهندام والمظهر من عوامل نجاح المذيعة ولكن تبقى الثقافة ومهارة المذيعة هي الأهم من وجهة نظري” وهذا جعل بعض المذيعات يبالغن في التأنق والجمال الخارجي مبتعدات عن المضمون .
*ايمان الشاذلي من الهندسة إلى الاعلام*
*عن الدراسة ونقطة تحول*
تقول “ايمان” لقد تخرجت من كلية الاعلام جامعة القاهرة ، لكن لم تكن رحلة دراستي سهلة لقد تعثرت بسبب ضغط والدي واصراره على دخولي كلية الهندسة في مصر بعد أن تخرجت من الثانوية بجدة ، وكم كافحت لاقنع والدي في تغيير التخصص من الهندسة الكهربيه قسم اتصالات الى الهندسة المعمارية ،حيث لم تكن دراستها تتناسب مع ميولي واستعدادي الفطري ، و كان والدي رافضا وبشدة تغييرها فكنت مابين صعود وهبوط لمدة 4 سنوات ، الى ان حصل موقف اعتبره نقطة تحول في مسيرتي العلمية في الجامعة بعدها قررت جديا دراسة الاعلام رغم معارضة والدي لتغيير التخصص .
حيث كان هناك احتفال بقدوم الدفعة الجديدة من الطلبه وكنت مقدمة العرض الاهم ، امام عميد الجامعه ووكيلها و جميع الطلبة والاكاديميين ورغم رهبة الوقوف امام ذلك الجمع لاول مرة الا اني حققت نجاحا مذهلا ولأول مرة اذوق طعم تحقيق الذات فصوت التصفيق ووقوف الجميع مرتين اعجابا اثناء ذلك العرض اذهلني ، والاهم كانت كلمات تهنئة عميد الجامعة في ذلك الوقت والذي سألني قائلا : ” ماذا تفعلين هنا .. ولماذا لم تدخلي اعلام ” .
و عندما قررت التخصص في كلية الاعلام كعلاقات عامة اصر والدي ان ادخل قسم اذاعة وتلفزيون واول تقرير لي تم عرضه على شاشة التلفزيون اذكر انه تأثر كثيرا هو ووالدتي لرؤيتي على التلفاز .
واتيحت لي العديد من الفرص التدريبة في هذا المجال ، كانت عمتي مهندسة صوت في استديو 2 في التلفزيون المصري ومنها تعرفت على هذا المجال الذي عشقته و الموجودة فيه حتى الان .
*تدريب*
لقد تم تدريبي اثناء دراستي في كلية الهندسة في العديد من الجهات الاعلامية مثل ال ART في القاهرة وايضا هنا في جدّة ، بالإضافة إلى فترة تدريبي في التلفزيون المصري ، في برنامج صباح الخير يامصر .
كما كنت محظوظه اثناء دراستي للاعلام بحيث بدات العمل في” جامعة الدول العربيه” كمتدربة في قسم الاعلام بالقاهرة حيث تعرفت على فطاحلة الاعلاميين السياسيين هناك .
ثم كانت هناك فرصة عمل في شركة امات OMMAT للدواجن اضافت لى العديد من الخبرات المتراكمه في المجال الاعلامي حيث كنت مسئولة عن الصحيفة الإلكترونيه الخاصة بالشركة وجميع فروعها في جدّة ومصر والسودان ، لذلك لايسعني الا ان اشكر رئيس مجلس ادارتها حيث كان مؤثرا على مسيرتي المهنية منذ بداية العمل معه في عام 2005 .
فقد تدرجت في تلك الشركة من سكرتيرة الى مسئولة تسويق الى مسؤولة العلاقات العامة بها .
وعملت ايضا كمديرة علاقات عامة في شركة تنظيم فعاليات وكنت احد المنظمين للسيرك الايطالي فلوريليجو في جدة .
*مسيرة نجاح وتألق*
هناك العديد من المحطات في مسيرتي المهنية اذاعيا وتلفزيونيا ، واهم محطة لي الان هي برنامج ” فاكتس مع ايمان الشاذلي ” والذي بدأ قبل شهر رمضان و يذاع يوميا كفلاشات فواصل للبرامج على اذاعة جدّة ، وعلى جميع مواقع التواصل الخاصة بي .
وهو برنامج يعتمد على الارتجال وقت التصوير بدون نص مكتوب نهائي وجميع ما اذكر فيه حقائق ووقائع وليست قصص مؤلفة او خياليه بل انها حدثت فعليا .
اشكر احمد سحاب لوقته هو وفريقه في شركة الانتاج الخاصه به لمساعدتي ان ارجع مره ثانيه للمجال وعبدالله الترك كما اشكر اذاعة جدّة والتي قبلت بكل ترحاب اذاعة فاكتس مع ايمان الشاذلي في رمضان كفلاشات فواصل بين البرامج مع المخرج معتز بخش في وقت قياسي قبل شهر رمضان المبارك مباشرة رغم ضيق الوقت وكنت سعيدة جدا بذلك لقبولها الفلاشات هدية مني لاذاعة جدة حيث انها اضافة قيمة لمسيرتي الاعلامية .
وعن بدايتها قالت : لقد كنت مراسلة للقناة الفضائية اللبنانية ، وكنت القب حينها بمراسلة السيول لتغطيتي سيول جدّة ذلك الحدث الصعب في ذاكرة جدة في عام 2010 مع المخرج احمد الغامدي .
وايضا عملت كمراسلة متعاونه مع الثقافيه السعودية لبرنامج ديوانية عبدالمقصود خوجة ، وعملت مع قناة “ديوان ” في برنامج نسائي، بالإضافة إلى برنامج ” هيا جدة “على نفس القناة وكان مباشرا .
اما اذاعيا فلقد عملت في” اذاعة مكس اف ام ” والتي اعتبرها محطة اساسية وهامه في مسيرتي المهنية ، فقد عملت بها مذيعة لبرنامج أسبوعي ومقدمة لنشرة الاخبار بالإضافة إلى اني كنت اعمل بها مديرة الحجز الاعلاني للاذاعة ومساعدة المدير العام .. وكنت ايضا اظهر كبديلة لبعض الزميلات في بعض البرامج عند غيابهن ، وعملت أيضا في تلك الاذاعة كمنسقة اغاني ومنسقة اعلانات ومسؤولة منسقة عن 4 مواقع اليكترونية لها .
وكنت مشهورة بنشرة اخبار الساعة العاشرة وببرنامج ” مكس شو مع ايمان” .
و برنامج ” سلطنة عالسيكا ” الذي كان ناجحا فهو برنامج فنيا يهتم بالطرب الأصيل واتاح لي لقاء العديد من الشخصيات من فنانين وملحنين مثل هاني شاكر وعبادي الجوهر و وليد توفيق والموجي ، بالاضافة الى بعض ادارات شركات الإنتاج الفني مثل المنتج الفني محسن جابر وبعض النقاد والصحفيين مثل الاعلامي الكبير علي فقندش واستمر البرنامج لمدة سنتين وكان يذاع كل يوم جمعة الساعة ١٠ ونص مساءا الى منتصف الليل.
وقد حضيت بتغطية بعض الفعاليات الكبيرة بجدة والتي كانت حصريا للاذاعة ومن اهمها لقائي مع صاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وصاحبة السمو الاميرة الجوهرة اثناء حدث خيري كبير لمزاد ، بالإضافة إلى لقاء صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالعزيز ال سعود وذلك اثناء تكريم مكس اف ام باول موسم لمهرجان جدّة التاريخية .
كما قدمت برنامج ” سعيد وسعيدة في البلاد البعيدة ” لاذاعة شيكاغو اون لاين والذي يتحدث عن المشكلات التي تواجه المغتربين عامة في البلاد الاجنبية وكان مع الزميل عثمان العايدي .
وفي اثناء اذاعة البرنامج شركة انتاج اعجبت بالبرنامج وطلبت ايقافه لكي يتم انتاجه تلفزيونيا هناك والانتقال الى دبي .
*صعوبات*
طبعا اثناء مسيرتي المهنية اكتشفت ان عشمي وحسن ظني في بعض الأشخاص وتصديقي لوعودهم أدى الى استغلالي ، اذكر اني تكبدت عناء السفر والاقامة في احد الدول تحت بند وعد ان اكون احدى الموظفات كمذيعة لاحد شركات الإنتاج
وكانت التكاليف كلها على حسابي الشخصي كما قمت بتقديم حفل افتتاح صحيفة لهم ولم تثمر تلك الوعود عن شيء .
*المرأه السعودية*
كانت وما زالت المرأة السعودية هي سيدة النساء الطموحات، وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية العالمية، محفز الشباب ونصير المرأة وقوتها، والذي كان للمرأة السعودية نصيب كبير من قراراته واهتماماته ف المرأة السعودية لن تنسى المقولة الشهيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما قال: «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء». كلمات واضحة وقاعدة من قواعد دعم النساء وتمكينهن، حيث باتت اليوم فعلياً شريكاً للرجل في تنمية الوطن دون تفرقة .
و اعتبر نفسي سعودية في كل شيء إلا في الأوراق الرسمية. ولدت هنا وعشت وترعرعت في المملكة فأنا ابنة مواطنه
و رغم ان بعض شركات القطاع الخاص قد لاتتحمس للتعاقد معنا ..الا انه مازال لدي امل في تغيير تلك الثقافة للافضل فلا يمكن أن يتعرض أبناء السعوديات للظلم فهم يعيشون في وطن كرس جهده لخدمة الإنسانية ورفاهية مواطنيه والمقيمين على أرضه ، كما ان المملكة لها أيادٍ بيضاء على الكثير من الجاليات الأجنبية دون تفرقة .