حرائق ودرجات حرارة قياسية.. أزمة المناخ “تدخل العالم في نفق مظلم”
وأثارت الحرائق وارتفاع درجات الحرارة تساؤلات بشأن خطورة تكرار هذا الأمر مستقبلا، وفي هذا الإطار أكد الخبير البيئي ضومط كامل أن العالم وصل إلى مرحلة تجاوز فيها الخطوط الحمر بشأن التلوث والاحترار المناخي.
ولفت في حديثه لموقع “الحرة” إلى أنه يجب أن يكون هناك توازن بين الحفاظ على الغابات بمواجهة المناطق الصحراوية”، مشيرا إلى أن “التصحر هو الذي يتغلب الآن” وأن “الاحترار العالمي أصبح أخطر من السابق”.
وأوضح أن “الكتل الهوائية الحارة تغلبت على الكتل الهوائية الباردة، والعالم دخل في نفق مظلم”.
وشرح أنه “عادة تقوم الكتل الهوائية الباردة بتبريد الكتل الهوائية الحارة، ولكن عندما تصبح غالبية هذه الكتل حارة، تحصل المشكلة”.
وعن سبب النقص في هذه الكتل الهوائية الباردة، قال كامل إنه يعود “إلى احتراق كميات ضخمة من الوقود الأحفوري على سطح كوكب الأرض، وهو ما أدى إلى احترار الكتل الهوائية الباردة”.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، من أن نصف البشرية في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات، مؤكدا أنه “لا يوجد بلد محصن”.
وخلال كلمته في “حوار بطرسبرغ للمناخ” الذي تنظمه ألمانيا ومصر في برلين، تمهيدا لمؤتمر المناخ العالمي “كوب 27” المزمع عقده في شرم الشيخ، أشار إلى أنه رغم أن البشرية تواجه “انتحارا جماعيا” بسبب أزمة المناخ، “فإننا نواصل تغذية إدماننا على الوقود الأحفوري”.
ولقي أكثر من 1100 شخص حتفهم في إسبانيا والبرتغال، على مدار الأسبوع الماضي، بسبب موجة حر قياسية تضرب أوروبا.
ورصد “معهد كارلوس الثالث الإسباني” 510 حالة وفاة مرتبطة بحرارة الجو في الفترة من 10 إلى 16 يوليو.
وأعلنت وزارة الصحة البرتغالية، السبت، تسجيل 659 حالة وفاة بسبب موجة الحر، خلال الأسبوع الماضي، خاصة بين كبار السن، وفقا لرويترز.
وقد انتقلت الموجة شمالا إلى فرنسا والمملكة المتحدة، حيث تهدد درجات الحرارة غير المسبوقة حياة بعض السكان.ر
وقالت فرانس برس إن درجات الحرارة في المملكة المتحدة تجاوزت الـ40 درجة مئوية، الثلاثاء، للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وفي فرنسا، أفادت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية بأن 64 منطقة سجلت درجات حرارة مرتفعة قياسية، الاثنين، يقع معظمها على الساحل الغربي المطل على المحيط الأطلسي، حيث تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية.
الخطر الأكبر
ولفت كامل إلى أن “الخطر الأكبر” يكمن في ارتفاع درجات الحرارة التي “تؤدي إلى انخفاض مستويات الجليد وذوبان الثلوج في أماكن عديدة من العالم”.
وحذر من أن “العالم متجه نحو احترار مناخي سريع وخطير جدا، والطقس أصبح متطرف جدا”، وأضاف كامل أن التلوث هو الذي يساهم بزيادة الاحتباس الحراري.
ووفقا للأمم المتحدة يعتبر “تغير المناخ القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن الآن أمام لحظة حاسمة. فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. والتكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم القيام باتخاذ إجراءات جذرية الآن”.