هل تتحول الصحراء الكبرى إلى أرض خضراء؟
تشير دراسة جديدة تربط بين التكنولوجيا وزيادة هطول الأمطار، إلى أن مزارع الرياح والطاقة الشمسية يمكنها تحويل أجزاء من الصحراء الكبرى إلى اللون الأخضر.
واستخدم باحثو جامعة Illinois في Urbana-Champaign، نماذج الكمبيوتر المناخية لآثار بناء منشآت الطاقة المتجددة الكبيرة في المنطقة القاحلة. ووجدوا أن مزارع الرياح يمكن أن تضاعف كمية الأمطار اليومية، عن طريق مزج الهواء الدافئ من الأعلى مع الهواء البارد في الأسفل.
أما الألواح الشمسية، فيمكنها أن تزيد الأمطار الغزيرة بنسبة تصل إلى 50%، من خلال عكس الضوء بعيدا عن الأرض الصحراوية والسماح للنباتات بالنمو.
ومقارنة بتوليد الطاقة التي تنطوي على الوقود الأحفوري، فإن تأثير طاقة الرياح والطاقة الشمسية على مناخ المنطقة، سيكون ضئيلا على درجات الحرارة العالمية. وستؤدي الحسابات المستخدمة في الدراسة، إلى توليد أكثر من 4 أضعاف ونصف احتياجات العالم الحالية من الطاقة.
ويمكن أن تغطي المنشآت الممتدة على مناطق شاسعة احتياجات الطاقة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى زيادة هطول الأمطار وبالتالي نمو النباتات.
وتعد هذه الدراسة من أولى الدراسات التي تتناول التأثيرات المناخية للتركيبات الشمسية والمنشآت، مع الأخذ في الاعتبار الكيفية التي تستجيب بها النباتات للتغيرات في الحرارة وهطول الأمطار.
وقال المعد الرئيسي للدراسة، الدكتور يان لي: “أظهرت دراسات النماذج السابقة أن مزارع الرياح والطاقة الشمسية على نطاق واسع، يمكن أن تحدث تغيرا كبيرا في المناخ على النطاق القاري. ولكن الافتقار إلى التغذية المرتدة للنباتات، يمكن أن يجعل التأثيرات المناخية النموذجية مختلفة تماما عن سلوكها الفعلي”.
وأضاف موضحا: “لقد اخترنا الصحراء الكبرى لأنها أكبر صحراء في العالم، وهي حساسة للغاية لتغيرات الأراضي. كما أنها واقعة في إفريقيا وقريبة من أوروبا والشرق الأوسط، وكلها مناطق تحتاج إلى متطلبات طاقة كبيرة ومتنامية”.
وستغطي مزارع الرياح والطاقة الشمسية أكثر من 3.5 مليون ميل مربع (9 ملايين كم مربع)، لتولد في المتوسط نحو 3 تيراواط و79 تيراواط من الطاقة الكهربائية، على التوالي.
ونُشرت نتائج الدراسة الكاملة في مجلة العلوم.
المصدر: ديلي ميل