الماوين ” الأرض والإنسان ” تتفاعل مع مبادرة عبدالوهاب لتصنع حكاية النجاح
بقلم / أ.خالد بن عبدالرحمن آل دغيم
رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام السياحي
عسير أصبحت في كل صيف على موعد مع الفواكه الموسمية التي تنتجها مزارع الماوين بكل ما تمتاز به من جودة وتنوع وخصوصية المذاق الطبيعي، ولأن الزراعة فن من فنون الحرف المتوارثة في المنطقة فقد أتقن المزارع في مركز الماوين والقرى التابعة له مهارات الزراعة ليشكل من مزرعته لوحة فنية غاية في الجمال، تعتمد على تنسيق أشجار العنب لتخرج عناقيدها في عقد منتظم وبمسافات محسوبة وبارتفاع يسمح لسيارات جني المحصول المرور من تحتها بكل سهولة، ويتمكن البستاني من جني المحصول بآلية الميكنة الزراعية المنظمة .
وحول اشجار العنب تتشكل بساتين الفاكهة الأخرى لتكرس مفهوم التنوع بمهارات عالية ومنها التين ، والخوخ البلدي والمشمش والرمان والبخارة وغيرها من أصناف اللوزيات والحمضيات التي حققت نمواًّ وجودة عالية.
وزاد من جودة تلك الأصناف من الفاكهة مهارات البستنة التي أتقنها المزارع الماويني إلى جانب الاعتماد على نظام التسميد الطبيعي دون أي إضافات تؤثر على ذوق وجودة الفاكهة
ولعل فعاليات فاكهة الماوين لهذا العام جاءت تحمل تجارب نجاح سابقة وصلت معها النسخة الأخيرة لمرحلة من النجاح ترفع من قيمة المنتج وتزيد من حماس المزارع وتسهم في رفع مستوى الناتج المحلي للمنطقة وعلى مستوى الوطن كما أرادت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي جعلت من المواطن السعودي عامل بناء في كل ما من شأنه رفع مستوى الانتاج والمشاركة في كل جوانب التنمية والاقتصاد السعودي.
ولا شك أننا أمام تجربة مميزة أصبحت منطلق خبرة لنشاطات أخرى يستفيد منها المجتمع ، وزاد من نجاحها مساهمة الجهات الرسمية التي وقفت جنبًا إلى جنب مع مزارعي الماوين لتحقيق أهداف هذه المبادرة الرائدة ، ولعل من المناسب أن نسجل للجهات الرسمية والأهلية المساهمة كلمة شكر لما بذلوه من جهد للمحافظة على هذه المبادرة على مر السنوات الماضية حتى خرجت للمجتمع أخيرًا بثوب قشيب وخبرات تراكمية رائدة.
ويمتد الشكر لينال كل مزارع حظه ونصيبه من التقدير والثناء على كل خطوة أمضاها، مع ما يحفها من مشاكل لا تخفى على الجميع ولعل أبرزها قلة المياه عندما تتأخر مواسم الأمطار ، وكذلك ضعف مستوى التسويق مع ضيق فترة الانتاج التي تتكدس فيها أنواع المحاصيل في وقت واحد، وهذا يدعونا لأن نبعث رسالة لشركات التسويق المتخصصة والجهات الرسمية المعنية بتنمية الزراعة والإنتاج الزراعي لفتح مجال الدراسات ومشاركة المهتمين للمحافظة على هذه المبادرات لتستمر ويعقبها مبادرات أخرى تصب جميعها في رفع مستوى الناتج المحلي الزراعي والمحافظة عليه.
ومن المهم جدًّا أن نذكر دور سمو أمير منطقة عسير الذي يشد على أيدي المبادرين ويشد من أزرهم فقد كان لخطاب سموه الكريم لصاحب المبادرة الأستاذ / عبدالوهاب بن فايز آل ضبعان الأثر الكبير على المبادر نفسه وعلى المزارعين الذين وجدوا في مباركة سموه دعمًا كبيرًا لمسيرة العطاء.
إننا جميعًا نفتخر بقيادتنا الداعمة دائمًا، وبأبناء الوطن المبادرين في كل ما من شأنه بناء سلسلة النجاحات المتتالية لنجعل من وطننا نموذجًا متفردًا في كل مناحي الحياة والتنمية.
المبادرون هم الناجحون الذين يشقون الطريق نحو الأمل. وهم أناس يحبون أن يشع الخير بين الناس.وهم يستحقون الدعم والمساندة فهم قدوة وبعملهم . يزيد العطاء للمجتمع وينهض الوطن .