“البدوي” الذي غير وجه السعودية وكان سببا في الثراء الذي تعيشه المملكة اليوم
يعدّ النفط والغاز الطبيعي من أهم المصادر الطبيعية في المملكة العربية السعودية، وقد اكتشف بالجزيرة العربية لأول مرة كانت على أرض المملكة العربية السعودية سنة 1925، وزادت بعدها الاكتشافات في عددا من المناطق السعودية التي اولت هذا الجانب اهتمام كبيرا باعتباره أهم المصادر الطبيعية، ووسيلتها نحو الثراء والرخاء، وهو ما تحقق بالفعل ووصلت السعودية إلا ماهي عليه اليوم.
لكن بالمقابل، قد يجهل الكثيرون أن هناك شخص مغمور، ليس من الأسرة الحاكمة، وكان له الدور الكبير في تغيير وجه السعودية، فهل سمعتم من قبل بـ خميس بن رمثان؟
في هذا التقرير، نرصد لكم أهم المعلومات عن البدوي السعودي، الرجل الذي أكتشف كنز السعوديين الأسود، وتفوق على الخرائط حتى لقب بـ GPS الثلاثينيات والأربعينيات.
من هو خميس بن رمثان؟
خميس بن رمثان العجمي، أشهر الأدلة في الجزيرة العربية، ولد في منطقة الأحساء وكان مع أسرته في صحراء الدهناء عندما جاءه أمر الأمير عبدالله بن جلوي للعمل مرافقاً لبعثة الشركة التي حصلت على امتياز التنقيب عن الزيت في شرقي المملكة العربية السعودية.
اشتهر خميس في وقته بمعرفته الثاقبة بكل شبر في الجزيرة العربية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب معتمدا على قوة ذاكرته من غير خرائط أو أجهزة تحديد المواقع مما جعل الحكومة السعودية تستخدمه كدليل لجيولوجي شركات البحث عن النفط. وصفه الجيولوجي «طوم بارغر» في كتابة تحت القبة الزرقاء (بالإنجليزية: Out in the Blue): “في الصحراء لا يتوه خميس أبدا، لأنه، بالإضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كان لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر دغلة كان قد مر بها وهو شاب، او اتجاه موقع بئر، سمع عنه قبل عشر سنوات”.
بداية خميس بن رمثان
في الوقت الذي كانت السعودية فيه تجري البحث عن موارد هامة من أجل الحصول على الرفاه الاقتصادي لشعبها. قام الملك الملك عبدالعزيز بتكليف شخصان، واحد منها أميركي والآخر سعودي، في مهمة للبحث والتنقيب تطبيقاً لامتياز أحد الشركات الأميركية التي قامت بصب كامل جهودها بهدف البحث وإيجاد النفط بأسلوب تجاري في المنطقة الشرقية.
وفي ذلك الوقت يئست الشركة من وجود النفط لكن “ماكس ستاينكي” ورفيقه الخبير الصحراوي خميس بن رمثان بحثوا في الصحاري كلها عن ينبوع الخير. إلى أن انسكب بين أيديهم البئر رقم 7، وكان ذلك بعد أن فشلوا سبع مرات.
وقد عمل “خميس بن رمثان”، مع “أرامكو” بصفة دليل بتكليف من الملك عبدالعزيز منذ عام 1353 هجرية أي بعد أن تم توحيد المملكة بسنتين. وخاصة في أوائل عام 1934م، ثم بدأ يتتبع المواقع التي يعرفها وموارد المياه كلها.
وقد اعتبره وزير النفط السابق علي النعيمي واحداً من أهم الشخصيات الملهمة له خلال سنوات العمل الأولى باحثين عن النفط في السعودية.
الاختبار الحقيقي لـ بن رمثان
لا يوجد أي شيء أو معلم في الصحراء يشير إلى موقع معين غير ذاكرة الأشخاص والذين على دراية كاملة بمجاهيلها وطرقها. فعندما استعانت أرامكو بـ “ابن رمثان”، لم يكن رجالها مؤمنين بخبرته ومعرفته بطرق الصحراء ومواقعها.
وعلى الرغم من امتلاك الجيولوجيين الأمريكيين بعض الأجهزة في ذلك الوقت، لكن الحدس والمعرفة بمسار النجوم والاتجاهات كانت الأقوى لدى ابن رمثان.
وفي بداية التنقيب واجهت تلك الأجهزة صعوبة في تحديد المواقع، مما أوقع عدد من الجيولوجيين في الحيرة، عندها وقف خميس أمامهم وقال “أنا أستطيع أن أمشي بخط مستقيم للموقع”. قام ذلك الوفد بالتحرك وراء خميس بن رمثان يمتطي ظهر راحلته، وكانوا وقتها يضعونه تحت تجربة واختبار حقيقي. إلى أن أوصلهم إلى الموقع الذي يريدون وبذلك صار خميس هو الدليل الذي لا يشق له غبار عندهم.
في أحد المواقف كان خميس في الطائرة ومعه وزير النفط السابق النعيمي، عندها أشار بن رمثان للوزير من خلال النافذة، أثناء وجودهم فوق الربع الخالي وقال، أنهم كانو هناك منذ سنتين، فأجابه النعيمي مستغرباً: “لا أرى سوى كثبان رملية متشابهة”.
تخليد إسم خميس بن رمثان
يشار إلى أن الشركة السعودية للنقل البحري استذكرت مؤخراً “خميس بن رمثان” من جديد، وأطلقت على إحدى ناقلاتها العملاقة مُسمى “بن رمثان”. وقبل ذلك كانت أرامكو قد أطلقت على أحد الحقول إسم “بن رمثان”، تخليداً للدور الذي قام به هذا الرجل. كما قامت شركة “أرامكو”، بطبع عدد كبير من التذكارات عليها صور “بن رمثان”. بحسب تصريحات صحفية أدلى بها حفيده “شبيب بن محمد بن خميس بن رمثان”.
وفاة خميس رمثان
توفي خميس بن رمثان، عام 1959م، وعمره خمسين عاماً، بعد معاناة مع مرض السرطان. وكان خميس عندما توفي مازال على رأس عمله في شركة أرامكو.