لا أحد يعلم ما هو مرضي.. كاتب سعودي: هذه معاناتي مع رعشة يدي
من وضع الطعام في فمه إلى شرب فنجان القهوة، يروي الكاتب الصحفي عبدالكريم الفالح قصص معاناته مع رعشة يديه، والحيل التي يمارسها لتجنب سقوط الأشياء من بين أصابعه، ولكنها غالبًا لا تنجح، مؤكدًا أنه حتى الآن لا يعلم اسم المرض الذي أصابه، داعيًا الله أن يشفيه ويعافيه منها.
لماذا تسقط الأشياء من يدي؟
وفي مقاله “لماذا تسقط الأشياء مني؟!” بصحيفة “اليوم”، يقول الفالح: “سأحكي لكم قصص معاناتي مع الرعشة، والحيل التي أمارسها لتجنب سقوط الأشياء مني، ولكنها غالبًا لا تنجح!
الآن لا أستطيع الكتابة أو التوقيع بالقلم. أكتب حرفًا، فيذهب الحرف إلى الأعلى والأسفل.
ومنذ أن أصبت بالرعشة في اليدين وأنا لا أستطيع التعامل مع من أحب. حرمتني الرعشة من حبي، وعندما تنحرم من حبك يصبح سبب الحرمان بغيضًا.. عندما أريد ممارسة عشقي/ الكتابة، أكرر بعض الأحرف وأحيانًا أكتب الحرف الذي بجانب الحرف الذي أقصده مثل أن أكتب خب بدلاً من حب أو أكرر الحرف مثل ععشق بدلاً من عشق!! … الخروج بأقل الخسائر صعب بالنسبة لي”.
شرب فنجان القهوة
ويمضي “الفالح ” واصفًا معاناته، ويقول: “العشق الآخر هو شرب فنجان القهوة السعودية الصغير!!.. كنت أرفعه فيبدأ بالاهتزاز ثم التناثر!.. أشتهي القهوة فلا أستطيع شربها لأنها تتناثر من يدي. أحاول أن أمسكها باليدين فلا تنجح هذه الحيلة دائمًا. إذا تم تقديم الفنجان لي امتنعت (ونفسي تشتهيه)، والغريب أن الرعشة باليد اليسرى أكثر من اليمنى”.
تناول الطعام والشراب
كما يصف الكاتب تناوله للطعام ويقول: “أما الغذاء والعشاء فله قصص أخرى معي. لا يمكن أن أتناول الطعام دون أن أستخدم سفرتين: سفرة للأكل وأخرى بلاستيكية لحضني حتى لا يسقط الأكل على ثوبي فيتسخ!.. أما الأعراس فلها أيضا حكاية، فلا يمكن أن أطلب سفرة في الأعراس. أخجل أن أطلبها في كل عرس كما أن مطاعم الأعراس لا تملك سفرة لي ولأحضاني!!.. وعندما أتناول الطعام أقدم رأسي إلى الطاولة حتى لا يسقط الطعام ويتسخ ثوبي.. ها أنا أردت أن أكتب (فيتسخ)، فكتبت (فينسخ) وهو الحرف القريب من التاء.. الشرب من الأكواب له تكنيك خاص. لا أرفعه للشرب بل أحتفظ به على الطاولة وأشربه بالمزاز لكن المزاز لا يتواجد دائمًا.. هناك حل يجدي مع شرب الشاي، وهو أن أطلب من النادل كأسًا ورقيًا مغلقًا ومعه (مزاز) كي أشرب الشاي دون أن يتبعثر!”.
أحدهم “ينتقدني” لأن يدي ترتعش!
ويبدو “الفالح” مندهشًا وهو يروي: “أحدهم في (تويتر) كتب (ينتقدني) لأن يدي ترتعش!.. وهذا شيء عجيب، فكيف يعيب الناس على الناس بالأمراض؟!.. أسمح للأبرياء أن (يعلقوا) لأنهم لا ينتقدون بل يعلقون ببراءة.. قال لي البريء راكان (٦ سنوات): (أنت وش فيك يا عم امسك يدينك لا تهتز).. وضحكت!! فهو يعتقد أن باستطاعتي أن أمسك الهزة، ويا ليتها كانت هكذا، فلو كان الأمر بيدي لارتحت من التردد على أسرة ومكاتب الأطباء”.
اختلف الأطباء في تشخيص حالتي
وعن تشخيص مرضه، يقول الكاتب: “ذهبت لأطباء عديدين فاختلفوا في تشخيص حالتي. أحدهم قال إن السبب وراثي، وآخر شخصها بسبب الحبوب التي آخذها. قللنا الحبوب وأخذت دواء خاصًا بالرعشة فلم تعد يداي كما كانت.. أما الجوال فهو صديق الأرض… تتلقفه أمنا الأرض بعد أن تبدأ الرعشة… يسقط ناحيتها أحيانًا.. لكن هل الحالة (باركنسون) وهو مرض يصيب الجهاز العصبي، ويؤثر في الحركة. تبدأ الأعراض تدريجيًا، ويبدأ المرض غالبًا برجفة تكاد تكون غير محسوسة، وغير مرئية بإحدى اليدين، أو ربما بتيبس في العضلات، في المراحل المبكرة قد يظهر وجه المصاب دون تعبيرات، ويضعف نطقه، وتزداد الأعراض سوءا كلما تفاقم المرض”.
يا رب عافني
وينهي “الفالح” داعيًا ويقول: “قال لي الأطباء إن المرض ليس باركنسون.. إذن… ما هو؟ اختلف الأطباء فاختلفت!!.. لا أحد يعرف ماهيتك، ولا يعالجك إلا ربك. هو يقول (كن فيكون)، فيارب عافني”.