اخر الاخبارمقالات

التحول الرقمي يبدأ من المعلم..

بقلم: د. تركية حمود الطويرقي
يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام يوم المعلم وهو اليوم الذي قرّرتهُ مُنظّمة العمل الدّوليّة، ومُنظّمة اليونيسكو في عام 1994م ؛ نظرً لدوره الكبير الذي يقوم به في المنظومة التّعليميّة، والتّربويّة في المُؤسسات التّعليميّة، ، وسُمِّي بيوم المعلِّم العالميّ. وكان السّبب في اختيار هذا اليوم تحديداً؛ لمُصادفته اليوم الذي تمّ فيه التّوقيع على التّوصيّة المُشتركة المُتعلّقة بأمور المُعلِّمين، وذلك في عام 1966م، كما أنّها شملت تحسين معايير التّعليم للمُعلِّمين الدّوليين، ومعايير المُؤسسات التّعليميّة التي تقوم بتوظيفهم. فالمُعلِّم الجيّد هو الذي يستخدم الأساليب التّعليميّة المُتنوعة باختلاف الفروقات الفرديّة للطلبة
قال الله تعالى قال الله تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)
دعونا نستعرض معكم بشكل مبسط من منطلق هذه الآية الكريمة من أول معلم لبني ادم ,,, لنفكر قليلا ,,, نعم انه الغراب أول معلم لبني ادم عنما قال الله تعالى “فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُرِيَهُۥ كَيْفَ يُوَٰرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَٰوَيْلَتَىٰٓ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَٰرِىَ سَوْءَةَ أَخِى ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ”
اذن اخرجنا الله من بطون أمهاتنا ونحن لا نعلم شيئا لكن خلق لنا بوبات المعرفة الا وهي الحواس الخمس..
لنحلق عاليا بتذكر المعلمين على مدار التاريخ من الغراب مرورا بالخضر عليه السلام والغزالي وفيجوتسكي وثوراندايك وفريدريك وانشتاين وماريا منتسوري وختاما بتريزا..
لم ينتهوا بالطبع فالعلم مستمر لنهاية البشرية، ولكن ستحط رحالنا قليلا في عام 2020 ابان جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره فغلقت المدارس وحبس الناس في منازلهم،
لكن وكعادتها المملكة العربية السعودية لم تبق مكتوفة الأيدي.. ولأن لديها بنية تحتية رقمية جيدة تحولت مباشرة الى التعليم عن بعد لتبهر العالم وتدب الحياة في المنازل بقيادة معلمون على درجه عالية من المهنية دون تقاعس وأكمل الطلاب والطالبات مسيرتهم العلمية..
والفضل يعود لله أولا ثم لجهود المملكة العربية السعودية في تفكيرها المستقبلي فكانت تدرب المعلمين في شتى مناطق المملكة على المهارات الرقمية والتحول الرقمي.
وبالتالي فان التحول الرقمي يدعم تقريباً كل جانب من جوانب العمل والحياة: من ملء استمارة حكومية إلى التواصل بخصوص العمل. وليس هنالك من وظيفة أو مهمة معيشية لا تتطلب مستوى أساسياً من الأداء الرقمي. وفي ضوء التقنيات الجديدة التي تظهر كل يوم، نحتاج إلى فرص دائمة مدى الحياة لتعلم مهارات جديدة تكفل لنا النجاح في عصر التحول الرقمي المستمر.
والشيء بالشيء يذكر ..
ففي أيلول/سبتمبر 2015 اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رسمياً في نيويورك، خلال مؤتمرها المعني بالتنمية المستدامة، خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتشتمل هذه الخطة على 17 هدفاً منها هدف عالمي جديد في مجال التعليم (الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة)، هو ’ ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع‘، يقترن بسبع غايات وثلاث وسائل للتنفيذ.
وقد أتى تحديد هذا الهدف نتيجة لعملية تشاورية مكثفة أجرتها الدول الأعضاء، لكن بمشاركة واسعة من المجتمع المدني والمعلِّمين والنقابات والوكالات الثنائية والمنظمات الإقليمية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص ومعاهد البحوث ومؤسساته
ونشيرهنا الى بعض القدرات المطلوبة للفرد للعيش، والتعلم، والعمل في المجتمع الرقمي. ، وهذه العناصر هي:
‏1- البراعة في تقنيات الاتصالات والمعلومات (المهارات الوظيفية)‏
‏2- التنور المعلوماتي، والبياناتي، والإعلامي(الاستخدام النقدي)‏
‏3- الإبداع الرقمي، وحل المشكلات، والابتكار الرقمي (الإنتاج الإبداعي)
‏4- التواصل، والتعاون، والمشاركة الرقمية (المشاركة)‏
‏5- التعلم والتطور الرقمي (النمو)‏
‏6- الهوية الرقمية والهناء الرقمي (تحقيق الذات)
لكن قبل تعلم أي شيء رقميًا، لابد أن يكون الفرد قادرًا على تحديد الفرص المتاحة له ثم المشاركة فيها. ويجب أن يستخدم الفرد المصادر الرقمية للتعلم والتدريس، وأن يستطيع الاستعانة بالوسائط الرقمية. يجب كذلك أن يستخدم الأدوات الرقمية في تنظيم، وتخطيط، وتأمل تعلمه. فتسجيل أحداث وبيانات التعلم– على سبيل المثال– سيساعد الفرد في التحليل الذاتي، والتأمل، وإظهار ما حصّله وحققه. ويجب أن يكون الفرد قادرًا على الانخراط في التقييم الذاتي والمشاركة في الأشكال الأخرى للتقييم الرقمي. وأخيرًا، تعد إدارة الانتباه والدافعية من العناصر الحاسمة للتعلم في المواضع الرقمية وبالتالي, يشتمل هذا العنصر على التخطيط، والتأمل، وكافة جوانب التطور الذاتي في البيئة الرقمية
بالتالي المسؤولية كبيرة وعظيمة يتحملها المعلم لرقي بالأجيال القادمة ومواجهة التحديات في خضم التحول الرقمي
وأخيرا قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ
ما أنبلها من وظيفة وأعظمها..
اللهم بارك لنا في أعمالنا وأعمارنا ونياتنا وتولنا بتوفيقك فلا حول ولا قوة لنا إلا بك
(اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا)
والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

*أستاذ  مساعد بجامعة شقراءالدوادمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى