احتجاجات إيران تدخل منحى جديدا مع اشتراك أطراف تحمل “ثقلا” في تاريخ البلاد
اتسعت احتجاجات إيران لتصل إلى قطاع النفط الحيوي في البلاد، على الرغم من حملة القمع العنيفة التي تستخدمها السلطات لمواجهة المحتجين، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وقالت الصحيفة في تقرير، الأربعاء، إن المتظاهرين الإيراننين واصلوا “انتفاضتهم” للـأسبوع الرابع على التوالي في تحدٍ واضح لحملة القمع والقتل اتي تشنها السلطات في جميع أنحاء البلاد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع حصول تطور لافت يتمثل بدخول عمال قطاع النفط الحيوي في البلاد على الخط بعد تنفيذهم إضرابا عن العمل هذا الأسبوع، وسط دعوات أطلقها نشطاء للبدء بمزيد من الاضرابات والاحتجاجات.
وتشير الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها قوات الأمن الإيرانية، بما في ذلك ميليشيا الباسيج، لسحق التظاهرات، إلا أن الاحتجاجات تواصل الانتشار.
وتحولت بعض الاحتجاجات إلى ما وصفتها الصحيفة بأنها “معارك شوارع” حيث فتحت قوات الأمن النار ورد المتظاهرون ورفضوا التراجع، بحسب شهود عيان ومجموعات حقوقية ومقاطع فيديو للاشتباكات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتبين الصحيفة أن عرقلة السلطات للوصول إلى الإنترنت جعل من الصعب التأكد من الحصيلة الحقيقية للخسائر، لكن جماعات حقوق الإنسان ذكرت أن 185 شخصا على الأقل قتلوا، بينهم 28 طفلا، وأصيب أو اعتقل الآلاف حتى الآن.
وشهدت بعض المدن الإيرانية حملة قمع حكومية عنيفة ومكثفة، وخاصة المدن ذات الغالبة الكردية.
تعرضت إحدى المدن هناك، وهي سنندج، لإطلاق نار كثيف خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لسكان محلية وجماعات حقوقية ومقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
فتحت قوات الأمن النار بشكل عشوائي على السكان والمنازل وألقت الغاز المسيل للدموع على المباني السكنية، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 400، وفقا لمنظمة هنكاو الكردية الحقوقية.
وبينت الصحيفة أن الاحتجاجات في إيران بدأت تتخذ منحى مختلفا بعد نحو شهر على انطلاقها، حيث تندلع مظاهرات كبيرة في جميع أنحاء البلاد كل بضعة أيام.
وأيضا يتم دعم هذه الاحتجاجات على نطاق أصغر في داخل الأحياء السكنية كل يوم تقريبا، وكذلك عبر أعمال عصيان مدني يومية واسعة النطاق، بما في ذلك من خلال قيام النساء بالتجول في الشوارع من دون حجاب، وإغلاق المتاجر والهتاف ليلا ضد النظام من فوق أسطح المنازل والنوافذ المفتوحة.
ودعا نشطاء إلى تنفيذ احتجاجات واسعة على مستوى البلاد يوم الأربعاء، ودعوا العمال والشركات للانضمام إليها.
وبالفعل لاقت هذه الدعوات استجابة من قبل مجموعات مختلفة من النقابات. ونقلت الصحيفة عن المحامي البارز سعيد دهقان القول إن مجموعة من المحامين خططوا لتنظيم احتجاج خارج مبنى القضاء في طهران يوم الأربعاء للتنديد “بانتهاك الدولة لحقوق الناس”.
وأصدرت نقابة الأطباء بيانا الثلاثاء وقعه 800 طبيب دانوا خلاله العنف وأيدوا فيه “مطالب الشعب الإيراني العادلة”.
ونظم عمال قطاع النفط والطاقة إضرابات استمرت يومينـ بدأت، الاثنين، عندما أضرب عمال مصافي نفط عبدان وكانجان ومشروع بوشهر للبتروكيماويات. وأظهر شريط فيديو العمال وهم يغلقون طريقا رئيسيا ويرددون “الموت للديكتاتور”.
واعتقلت السلطات الإيرانية 11 عاملا يوم الثلاثاء، لكن الإضرابات استمرت، وفقا لتقارير إعلامية التي توقعت تنفيذ المزيد من الإضربات على مستوى البلاد.
وقالت الصحيفة إن السلطات الإيرانية قد تتلق المزيد من الضربات التي يمكن أن تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد، في حال تمت الاستجابة لدعوات الاضراب التي أطلقتها نقابات تجار البازار وقطاع النفط والطاقة.
وأضافت أن هذه القطاعات تمثل ثقلا كبيرا في التاريخ الإيراني، حيث كان لها دورا بارزا في تسريع انهيار نظام الشاه عام 1979.
وتحولت الاحتجاجات التي أشعلت شرارتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) إثر احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها في 16 سبتمبر إلى واحدة من حركات التحدي الأجرأ التي تواجه القيادة الدينية منذ ثورة 1979.