(4) باحثات يتناولن “شعرية الشعر الرقمي” من خلال “الباتوس” و”القصيدة التفاعلية
مكة المكرمة -عبدالله الينبعاوي
تواصلت فعاليات ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي بالجلسة الثالثة، التي أدارها الدكتور ياسر مرزوق، وناقشت الأوراق البحثية محور “شعرية الشعر الرقمي”، حيث جاءت ورقة الباحثة فاطمة البحراني، متناولة “الشعرية الرقمية وجماليات النص التفاعلي الرقمي”، جاعلة من القصيدة التفاعلية مثالًا -عبر مبحثين رئيسين- تناول جماليات الشعر الرقمي، واشتمل على شعرية اللغة الحرفية، وشعرية اللغة البصرية، وشعرية اللغة السمعية، فيما تناول المبحث الثاني شعرية الانزياح الوسائطي، عبر مناقشة شعرية الوسيط، وميزة الاختيار المتعدِّد، كما اشتمل البحث على مجموعة من الأمثلة التطبيقية في عدد من القصائد.
واشتغلت الباحثة آسية مصباحية على موضوع “الباتوس في القصيدة التفاعلية بين شعرية التخييل ومقصدية الحجاج”، مرتئية أنَّ التقنية الجديدة ترسم في العالم الافتراضي عوالم القصيدة التفاعليَّة، بأدوات إبداعيَّة تواكب مجريات العصر وتكنولوجيا البرمجيات. فتغدو -باعتماد وسائط متعددة تجمع بين الصوت والصورة والموسيقى واللغة- مشهدًا ديناميكيًّا، يبهر المتلقِّي ويغريه بالإقبال على النص الرقمي. ومن ثمة يقنعه بتمثل أنساقها الثقافية وقيمها الجمالية.
فيما رصدت الباحثة فاطمة غريب -في مشاركتها- إسهام الوسائط التقنية في بناء شعرية النص الرقمي، بتشريح قصيدة “لا متناهيات الجدار الناري”، معتبرة أنَّها قصيدة رقمية (أدبيَّة – وسائطيَّة) استفادت من تقنيات الحاسوب من صورة، وصوت، وموسيقى، بالٳضافة إلى النص الأدبي في كل شذرة، والتي لا يمكن مشاهدتها إلَّا من خلال الشاشة الزرقاء، وقد اعتمدت في بنائها على النص المترابط، ذلك النص الذي يسمح لها بالتفرُّع والتشعُّب داخل متن كل شذرة من خلال صورة أو صوت حسب رغبة الشاعر وغايته المقصودة.
وفي بحثها المعنون بـ”تلازمية التفاعل الشبكي وتعدُّد القراءة النقدية الرقمية”، تذهب الباحثة صفاء الدين أحمد فاضل، إلى القول بأنَّ النص يحمل ميزات عدَّة تجعل منه محط قراءة وتأويل، فمع كل قراءة تتجدَّد طريقة البحث والتأمُّل، وهذا ما يمنحه ديمومة واستمرارية لا تنقطع، ليغدو النص أشبه بشبكة متماسكة عمادها الدلالات الرابطة، ومتنها السياق الباحث عن أُطر وتعالقات سياقية ونصية، خالصة من ذلك إلى أنَّ “النص هو وعاء يتضمن كل تشكيلاته، ومنه تنطلق الدلالة المعرفية، وتتبلور السياقات وتتحوَّل الأيقونة إلى وسيط حافل لشرائح المادة”.