ًعناق الزمن في قرية غليلة الإماراتية
بقلم :مريم خضر الزهراني
تسببت هذه الزيارة في..إيقاظ حرفي وأثارت قلمي للكتابة عما رايت وما شاهدت من جمال التعلق بالماضي الخشن الصعب، رغم طراوة الحاضر ونعيم الحياة التي يعيشها الإنسان الإماراتي، إلا أن هذا الإنسان أصر على أن يعيش مع جيلين فقسم نفسه الى نصفين ؛
نصف مع الماضي التليد ونصفه الآخر مع الحاضر الزاهي .
بدعوة من صاحب ومؤسس قرية زايد التراثية برأس الخيمة بدولة الإمارات العربية
العميد ركن متقاعد / سعيد لحه الشحي تشرفت بزيارة القرية في مساء الثلاثاء ٢٠٢٣/١/١٠م والتي تبعد عن رأس الخيمة بمسافة ٣٠ كيلو بمنطقة تسمى(غليلة)
أسسها منذ عام ٢٠٠٥ الموافق ١٤٢٦/١/١هـ
حين وصلنا تم استقبالنا في خيمة الضيافة التي في أول مدخل القرية، والتي جهزت لإستقبال الضيوف بإستمرار ويتم ضيافته بالقهوة والتمر الذي اعتاد عليه الشعب العربي عامة في اكرام ضيوفه، وبعد الاستراحة من عناء الطريق، اجهزنا بالتجول داخل القرية التراثية والإستماع للشرح والإستمتاع بمشاهد التراث القديم.
اشتملت (قرية زايد التراثية) على عدد هائل من القطع الأثرية التي تربط ماضي دولة الإمارات العربية منذ حوالي ٦٠ عاما من حيث سكن وملبس ومعيشة وكل ظروف الحياة التي مر بها الانسان المواطن الإماراتي، -افتتحها صاحب السمو الشيخ سعود بن صفر القاسمي ولي العهد ونائب حاكم رأس الخيمة-في عام ٢٠٠٥م
واصلنا السير مع فريق العمل وشرح كل قطعة في تلك القرية من حيث تاريخها واستخدامها وكيف تم اقتناؤها..
أستمرت الزيارة حوالي خمس ساعات بين تجول واستراحة وشرح من مؤسسها سعادة العميد سعيد الشحي، والذي كان في قمة التواضع بأن تقدم ووضح وشرح العديد من المعلومات الهامة عن معظم القطع التراثية، وأستحوذ اهتمامي البالغ المكتبة التي نظمت بدقة عالية وملفتة بحيث كانت تحتوي على حوالي(٥٠٠٠) كتاب اي مايقارب (٤٠٠٠) عنوان ومصنفة تصنيفا تقنيا حديثا وعاليَ الدقة، كما أن بها صور كلٍ منها تحمل تاريخ زمنٍ من الأزمان، ومخطوطات قديمة وكتب تاريخية وعلمية ودينية وأدبية وأنساب وبحوث وقصص أطفال وإهداءات للمكتبة من بعض الزوار، وقد عملت على إهداء إصداري الأول والثاني (مجموعتين قصصية) الأول بعنوان (اعتذار قبل الموت ) والثاني بعنوان(لأنني أحبه) لهذه المكتبة العامرة بهذا الكم الرائع من كتب مميزة وهادفة،
وقد علمت من مؤسسها انه يأتي لقرية زايد العديد من الزوار من جميع دول العالم ومختلف الشخصيات من حكام ورؤساء ورجال مدنيين وسياسيين وعسكريين، وتعليم وادب وفكر ..الخ بعد التنسيق مع مؤسسها العميد سعيد الشحي ليتم استقبال ضيوف القرية بأجمل استقبال واستعداد.
من أهم أهداف إنشاء هذه القرية هو تخليد إسم المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس هوية دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله وأسكنه الفردوس، وتعزيز للهوية الوطنية وربط الأجيال الحديثة بالماضي.
وعن استفساري ماذا يعني شعار قرية زايد التراثية فقد كان الجواب من سعادة العميد ركن سعيد الشحي كالتالي:(يحتوى شعار قريه زايد التراثية على علم دوله الإمارات العربية المتحده الحاضن . 1- القلعة هى دليل أن الدول الخليج والجزيرة العربية والعالم العربي قلعه . 2- صوره المغفورة له باذن الله الشيخ زايد هو اسم قريه زايد التراثية . 3-الخنجر دليل الرجولة لأبناء الخليج والجزيرة العربية والعالم العربي . 4- الدلة القهوه دليل الكرم 5- جرة الماء دليل التراث . 6-رسالة قريه زايد التراثية هى أصالة الماضي . وعز الحاضر . وفخر الغد.)
في ختام الجولة المميزة بجمالها سطرتُ بعض كلمات الشكر والإعجاب بم شاهدت في سجل الزوار الذهبي،
كما تم تكريمي من سعادة العميد سعيد الشحي
مؤسس قرية زايد التراثية والذي شرفني بهذا التكريم وبدوري أهديه لكل مواطنة ومواطن سعودي وكلي فخر واعتزاز، كما تلقيت في اليوم الثاني من الزيارة خطاب شكر وتقدير من سعادة العميد ركن سعيد الشحي، تقديرًا لحضوري وزيارتي لهذه القرية العريقة التي تحمل بين جدرانها العامرة الماضي وتاريخه وحياة شعب مضى في زمان الصبر والتلاحم بين مواطنيه وحكامه، وزمن اليوم الذي يدعو لذلك الجيل الذي كان أساسًا لهذا القوام العريق الذي لاتفصل عرى ماضيه عن حاضره..